الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الإعلام.. يا إعلاميين

الإعلام.. يا إعلاميين


أصبح الملل يتسرب إلينا نحن المشاهدين والمتابعين للبرامج الحوارية فى الفضائيات المصرية فلا أعلم ماذا جرى لكثير منها، ومنها من تعدى العشر سنوات من الحضور والبث بنجاح منقطع النظير، بعد أن كانت ناجحة ينتظرها المرء من ليلة إلى الليلة التالية كما قادت الجماهير ورافقتهم فى ثورتى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، وتحملت كثيرًا من الصعاب والمتاعب والتهديدات بالغلق ومحاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى وغيرها من المصاعب، ماذا جرى لتلك البرامج فكثير منها انطفأ بريقها ولمعان محاوريها، وتبدو شاحبة باهته رغم صراخ مذيعيها كأنهم يريدون تأكيد حضورهم وقوتهم، ولكن للأسف أصبح مضمونهم ضعيفًا، لا أعرف لماذا هؤلاء لا يستطيعون بما لديهم من إمكانيات كاريزماتية فى التجديد والتغيير واستعمال ما لديهم من ملكات فى الإبداع الخلاق، فبعد أن كنا ننتظر هذه البرامج بشغف وكانت حديث المجتمع أصبحت أيدينا تمتد وسريعاً للريموت كنترول للبحث عن محطات أخرى بها برامج أو أفلام أخرى.
وأنا هنا لا أنتقد لإحباط الأصدقاء والزملاء، بل لحثهم على تحسين أدائهم فالمرحلة الدقيقة التى تمر بها مصر لا تحتاج إلى برامج تقوم على الفتن والإشاعات وتدنى مستوى الحوار والتلفظ بألفاظ سوقية أو صراعات بين المذيعين أنفسهم حتى فى البرنامج الواحد وعلى الهواء، فهذا لايفيد مجتمعنا الآن ولا يساعد على الإنتاج والقفز إلى الأمام فمشاكلنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية كثيرة ولا تناقش بعمق بل بسطحية هزيلة، نحن نريد برامج مركزة عميقة ومؤثرة تفتح أذهان الناس وتبحث عن الحلول الجادة لمشاكلهم وتقوم بدور التوعية للمشاهدين فتساهم فى تحسين حياتهم وتصحح من سلوكهم فى إطار من المتعة الفكرية الراقية.
تحية للبرامج الجريئة التى تقتحم المشاكل وتحية للمحاورين الذين جددوا من أسلوبهم وأيضاً تحية لبعض الصحف التى تحسن أداؤها كثيراً وعادت إلى مصاف الصحف العالمية دون أن تكون أبواقًا لسلطة أو حاكم أو تطلق الإشاعات، فهناك عودة لقراءة الصحف الورقية أو المواقع الإلكترونية فهى تستعيد ثقة القارئ فيها من خلال تميزها وجدية المقالات والأخبار التى تنقلها. 
الإعلام منظومة متكاملة ومترابطة ما نقرؤه نريد أن نراه صوتًا وصورة وتوثيقاً وهنا يأتى دور الإعلام المرئى وما نراه صوتاً وصورة وتوثيقاً نريد أن نتعمق فيه ونتأمله ونتأكد منه وهنا دور الإعلام المقروء، فنتمنى أن يتكاملا فعلاً ويكونا معاً سبب نهضة وارتقاء لنا.∎