
محمد جمال الدين
عبدالمنعم رياض يكشف المؤامرة علي شباب مصر
محمد جمال الدين روزاليوسف الأسبوعية : 23 - 07 - 2011
أسعدني الحظ يوم الأربعاء عندما قمت بتلبية دعوة كريمة لمشاهدة حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة الكلية الحربية الدفعة 105، حيث شاهدت بعيني رجال مصر المستقبل الذين سيتحملون مسئولية المحافظة علي مصر بجانب زملائهم من خريجي الكليات العسكرية الأخري لينضموا جميعا إلي رجال قواتنا المسلحة المكلفين بالسهر علي حدود مصر وحمايتها من كل دخيل ومعتدٍ.
أثناء مشاهدتي للعرض العسكري الرائع وإعجابي به المصحوب بالتصفيق والزغاريد من قبل ضيوف الحفل وأهالي الطلبة، انتابني إحساس بالأمل لرؤية شباب مصر وأقرانهم من شباب مصر في الكليات الأخري سواء كانت نظرية أو عملية فهؤلاء الشباب هم الأمل والمستقبل الذي سيقود دفة البلاد في السنوات المقبلة وقارنت بينهم وبين الشاب المصري الذي شارك مع أحد الأجانب في الاعتداء بهدم تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض في الميدان المسمي باسمه والقريب من ميدان التحرير والذي شهد أعظم ثورة في التاريخ الحديث ويشهد حاليا اعتصام شباب ثورة 25 يناير التي أنهت ثلاثين عاما من الظلم والقهر الذي عانت منه مصر.
بالطبع المقارنة هنا لن تكون في صالح هذا الشاب وشريكه الأجنبي، فالشاب المصري الذي شارك في هذه الجريمة لا يمكن أن يقال عنه من وجهة نظري سوي أنه خائن لهذا الوطن بكل ما تحمله كلمة الخيانة من معني.. كما أنه خائن لتضحيات الرجل صاحب التمثال وناكر لجميله.. وأنا علي يقين من أنه لا يعلم حقيقة ما قدمه هذا الرجل وغيره من رجال القوات المسلحة لمصر.
ويكفي أن أقول له إن يوم الشهيد الذي تحتفل به مصر بأجمعها في التاسع من مارس كل عام بجانب قواتها المسلحة تحدد في اليوم الذي استشهد فيه الفريق عبدالمنعم رياض وسط جنوده علي الجبهة وفي هذا دلالة عظيمة علي ما قدمه هذا البطل لمصر وشعبها.
أما الشخص الأجنبي الذي شاركه في هذه الجريمة فلا أقول عنه سوي أنه عميل جاء إلي مصر لتنفيذ مخطط موضوع بدقة لخدمة بلد معين.. بالتأكيد هذا البلد لايتمني الخير لمصر ولا لشعبها.
سبب المقارنة السريعة التي مرت في خاطري وأنا أشاهد العرض العسكري لطلبة الكلية الحربية هو صوت هؤلاء الشباب أمل مصر وهم يرددون قسمهم بعد تخرجهم بالتفاني في خدمة مصر والزود عنها في البحر والبر والجو وطاعة قادتهم والمحافظة علي سلاحهم الذي لن يفرقهم عنه سوي الموت في نفس الوقت الذي يقوم فيه شاب مصري وبمشاركة أجنبي عميل بهدم تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض الذي يعد رمزا لمصر وللعسكرية المصرية.
وهنا ومن واقع مصريتي التي أفخر بها أجد واجبا علي أن أنبه شبابنا عموماً وخاصة المعتصمين منهم في ميدان التحرير من مثل هذا الشخص الأجنبي ودليلي علي ذلك ما حدث مؤخرا عندما ألقي رجال المخابرات العامة المصرية القبض علي الجاسوس الإسرائيلي «إيلان تشايم» الضابط في جهاز الموساد الذي اندس وسط شبابنا أثناء ثورة يناير العظيمة ليبث بينهم سمومه وكره بلدهم ولكن بفضل جهود رجال المخابرات المصرية ونفر من شباب مصر الواعي أمكن القبض عليه وفضح الممارسات الإسرائيلية التي تستغل أي فرصة لتخريب جبهتنا الداخلية.
وجود الجاسوس الإسرائيلي ومن بعده الشخص الأجنبي الذي شارك في الاعتداء علي تمثال الشهيد عبدالمنعم رياض يؤكد وبالدليل القاطع أن شباب مصر مستهدفون ويريد البعض أن ينال منهم ومن وطنيتهم وحبهم لبلدهم، خاصة في هذه الأيام التي تمر فيها البلاد بفترة حرجة ندعو الله أن نمر منها سريعا.. وهذا ما تأكد أيضا عندما ازدادت الشائعات التي تحاول الوقيعة بين شباب مصر وجيشهم الذي شارك في ثورة 25 يناير بحمايتها من فلول الوطني والمتربصين بها، وأعتقد أن هذا الأمر يدركه جيدا شبابنا وجميع من شارك في الثورة وكذلك رجال قواتنا المسلحة والذي لن يسمح أي مصري بحدوثه مهما كانت الأسباب والظروف.
من أجل كل هذا وذاك نحذر شبابنا ممن يحاولون النيل منهم خاصة بعدما تردد عن تدفق العديد من الأموال علي بعض المنظمات التي تهدف في المقام الأول إلي إحداث وقيعة بين أفراد الشعب وبين قواته المسلحة.. وأؤكد هنا أن الدول المانحة لهذه الأموال لا تبغي استقرار الأمور في مصر وبالتالي في المنطقة العربية.
إن شبابنا الذي شاهدته يوم الأربعاء الماضي في الكلية الحربية نسيجه لا يختلف أبدا عن نسيج شباب مصر الموجود في ميدان التحرير، فكلاهما يحب مصر ويتمني لها الخير، وكلاهما محصن ولا يمكن العبث بإرادتهم ولكن الخوف ممن يمكن أن يندس بينهم وتحديدا بين شباب ميدان التحرير ليبث بينهم أفكاراً لا هدف منها سوي تعكير أمن وصفو وسلامة مصر ولكن لأن كليهما شباب التحرير وشباب يوم الأربعاء جميعهم شباب مصر الذي نشأ علي حب مصر والتضحية والفداء من أجلها وخرج من رحمها فلن يمكن لأي قوة مهما كانت أن تؤثر فيهم أو أن تجرهم إلي الوقوف ضد مصلحة بلدهم الذين يعرفون حجمه وقيمته جيدا ويدركون دوره عربيا وعالميا، ذلك الدور الذي لا يستطيع أن ينكره سوي جاحد أو جاهل ولا يعرف من هي مصر.