
محمد جمال الدين
لأنهم من الشعب
محمد جمال الدين روزاليوسف الأسبوعية : 16 - 04 - 2011
-ما قدمه رجال القوات المسلحة من أفعال مؤخرا يثبت أنهم ليسوا دعاة سلطة ولايعنيهم سوى مصلحة البلاد
-لانسمح أو حتى نقبل أن تضغط علينا أى قوى خارجية أو داخيلة تهدف لتحقيق أهداف أو أجندات خاصة
منذ أنشئت هذه المؤسسة وتاريخها ناصع البياض ولم تشوبه أي شائبة في أي وقت من الأوقات.. ولهذا وجدت علي نفسي التزاما بأنه يجب أن أتحدث عن المؤسسة العسكرية التي طالما حمت مصر والمصريين، علي الرغم من تعرضها خلال الآونة الأخيرة لبعض الأقوال التي هي بالقطع ليست فيها أو من سماتها.
لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الوطني الذي قامت به يوم وقف ابن مصر أحمد عرابي في وجه الخديو توفيق الذي وقف ضد مصر وجيشها وقال له جملته الشهيرة «إننا لسنا عبيد إحسانك ولن نورث أو نستعبد بعد اليوم» فيما يعد أول ثورة وطنية في تاريخ مصر الحديث.
وكذلك لا يستطيع أحد أن يغفل الدور الذي لعبه أبناء هذه المؤسسة عندما قام شبابها بثورة 23 يوليو المجيدة التي أعادت للشعب المصري حقوقه المسلوبة.
وأخيرا لا يستطيع أحد أن ينكر أو يمحو جهودها وما قدمته من تضحيات كللت بدماء طاهرة لأبنائها في جميع الحروب التي خاضتها مصر دفاعا عن تراب الوطن والأمة العربية علي الرغم من الخيانات التي نالتها من هنا أو هناك.. تلك الجهود والتضحيات التي كان من أهم ثمراتها انتصار أكتوبر العظيم بعد أن تعرضت المؤسسة العسكرية لظلم بين عقب نكسة 67.
في تاريخها الحديث لم تتوان قواتنا المسلحة عن خدمة مصر وشعبها، فمن إقامة طرق إلي مستشفيات ومعاهد دراسية مرورا بإقامة مصانع ومشاريع بنية تحتية وصولا إلي بناء مساجد وكنائس، لم يتأخر رجالها لأنهم من الشعب والشعب منهم وأصبح جل همهم هو دفع عجلة التنمية لصالح هذا الشعب.
ولكن ما حدث في ميدان التحرير مؤخرا ينذر ببعض الشرر المتصاغر الذي لا يجب إهماله لأنه من الممكن أن يتعاظم.. لذا يجب أن يعلم من يحاولون الوقيعة بين شعب مصر وجيشها أنهم واهمون ولن يستطيعوا أن يحققوا ما يصبون إليه.
--
كما يجب أن يعلم أفراد وشراذم الحزب الوثني الديمقراطي أنهم لن ينجحوا في مسعاهم لأن رجال القوات المسلحة لم ولن يوجهوا رصاص أسلحتهم في أي يوم من الأيام إلي صدور أبناء شعبهم.. خاصة أنه لم يسبق لهم أن قاموا بهذا الفعل من قبل.
ومن أجل كل هذا أعتبر أن ما حدث في ميدان التحرير يعد خروجا عن الدور الذي ارتضاه الشعب وخرج من أجله إلي نفس الميدان ليحقق مطالبه المشروعة.. لذلك لا يجب أن نسمح أو نقبل من أحد أيا كان أن يشكك في نوايا القوات المسلحة التي حمت الشعب سلما وحربا ووقفت خلف ثورته يوم 25 يناير ولم تكن أبدا ضدها.
---
ولن نسمح أيضا أو نقبل أن تضغط علينا أي قوي سواء خارجية أو حتي داخلية ذات أهداف أو أجندات خاصة تسعي إلي تحقيقها لإجبار رجال المجلس الأعلي للقوات المسلحة لبحث أي مطالب غير مشروعة.. علما بأن هناك العديد من المطالب المشروعة سعي رجال القوات المسلحة إلي حلها طبقا لجدول الأولويات الذي يضمن للبلاد أمنها واستقرارها.
وهذا ما أكده قرار النيابة العامة بحبس الرئيس السابق ونجليه علي ذمة التحقيق في التهم المنسوبة إليهم التي كثيرا ما طالب بها جموع المصريين عقب الثورة، بل يثبت أيضا أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة لا يتستر علي أحد كما يردد البعض أو أنه يتعمد تأخير اتخاذ القرار.
أما المطالب غير المشروعة التي يطالب بها البعض والمصحوبة بنوع من التهور والبلطجة فنحن نرفضها مقدما، خاصة بعد أن وصل الأمر إلي استعانة بعض القوي بأفراد يرتدون الزي العسكري أو أفراد مفصولين من الخدمة لسبب أو لآخر بقيادة عملية التظاهر والاعتصامات التي تجري في ميدان التحرير بهدف بث الوقيعة بين أفراد الشعب والجيش مما يؤدي في النهاية إلي تعطيل مصالح الناس ودخول البلاد في مشاكل وعدم استقرار لا قبل لنا بها.
---
لقد سبق أن أعلن رجال المجلس العسكري أكثر من مرة أن المطالب المشروعة لابد من تلبيتها طبقا للقواعد والقانون، وغير ذلك لن يحدث حتي يحين ميعاد تسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة، بعدها يعودون إلي ثكناتهم للعمل علي حماية مصر وأمنها لأنهم لا يسعون إلي حكم أو سلطة.. وأعتقد أن ما قدموه خلال الفترة الأخيرة من أفعال حدثت بالفعل علي أرض الواقع يثبت ذلك.. عكس البعض ممن يسعون إلي تخريب الوطن من أمثال بعض فلول الحزب إياه وعدد من رجال الأعمال المستفيدين من هذا الحزب أو من الدائرين في فلكه.. وهذا ما يدركه السواد الأعظم من الشعب المصري الذي حاول البعض في وقت ما أن يتناساه أو يهمله.. ولكن ثورة 25 يناير أثبتت أن هذا الشعب يصبر علي البلاء حتي ولو طال كثيرا ولكنه حين يثور لا يستطيع أحد أن يقف أمامه، وهذا أيضا ما يدركه ويعلمه تماما رجال قواتنا المسلحة لأنهم أولا وأخيرا من الشعب والشعب منهم.
الجيس والشعب إيد واحدة شعار لن يتخلى عنه المصريون