
رفيق جريش
أيها النخبة.. فتشوا الكتب
فعلى من يقدمون أنفسهم أنهم النخبة أو الأكثر تحرراً أو أكثر جرأة نحن لا نفتش فى ضمائرهم أو رقباء على ما يعتقدون ولكن عليهم أن يتوخوا الحذر فيما يطلقونه من آراء
بمناسبة ما أثير فى الآونة الأخيرة حول أضاحى عيد الأضحى والأسلوب الذى يتم فيه الذبح، فمن حيث المبدأ كل إنسان حر فيما يفكر فيه ويعبر عنه وحتى ما يعتقد، فالدستور الجديد واضح «حرية العقيدة مطلقة» ولكن هذه الحرية لا تعنى التهجم أو الاستخفاف بمعتقدات الآخرين، لكنها تعنى احترام الآخر ومعتقداته وأفكاره وطقوسه، فالبعض يظن أن بتحرره أو تهجمه على الآخر يكسب أرضية أو شعبية ما.
فما أثير عن «حلم أحد الأولياء الصالحين» فهذه الواقعة مذكورة فى العهد القديم والإنجيل والقرآن، وهـــــذا الولى الصالح هو «النبى إبراهيم» أبوالمؤمنين وأساس للأديان الموحدة بالله اليهودية والمسيحية والإسلام، لذا تنعت هذه الأديان الكريمة بالأديان الإبراهيمية. فالمساس بما هو مشترك بين الأديان الثلاثة لا يمس فقط، الإسلام ولكن الأديان الأخرى أيضاً خاصة أن ذبح الخرفان هى عادة بدوية وعربية من قبل ظهور الأديان ثم مع الأديان أخذت معنى دينيا عميقا يجب ألا يستهان به، فالذبيحة هى تقدمة لله طلباً للغفران والشكر على النعم التى يعطينا الله إياها وهذه التقدمة لا تصبح تقدمة صحيحة إلا بمشاركة الفقراء والأكثر عوزاً وكم هم كُثر فى بلادنا، والأديان تعلمنا معنى الحنو على الفقراء والتضامن معهم وإعطاءهم مما يعطينا الله ولو مرة فى السنة.
ربما الأسلوب الذى يتم به الذبح فى الشوارع وعلى الأرصفة لم يعد الوسيلة المناسبة من حيث المظهر والوضع الصحى والبيئى لذا الدولة توفر سلخانات لهذا الغرض ربما لا تكفى ولكن يجب أن نضع فى الاعتبار ذهنية الناس التى تأخذ وقتاً لتتغير إلا أن علينا الإبقاء على المعانى الدينية وشرحها واحترامها واحترام الذين يعتقدون به .
فعلى من يقدمون أنفسهم أنهم النخبة أو الأكثر تحرراً أو أكثر جرأة نحن لا نفتش فى ضمائرهم أو رقباء على ما يعتقدون ولكن عليهم أن يتوخوا الحذر فيما يطلقونه من آراء، وأدعوهم أن ينثقفوا فى البيئة الاجتماعية التى هم منها ويحترموها ولا يتغربوا عنها، فتغيير العادات فى أى مجتمع يأتى مع الوقت ومع مزيد من التعليم والتكوين الإنسانى والتربية وقطعاً ليس مع الصدمات الكهربائية التى يحب البعض التظاهر بها.