الإثنين 28 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
كلمات حول الإلحاد

كلمات حول الإلحاد


إن حديث الرئيس عبدالفتاح السيسى مع رؤساء تحرير الصحف  عـن الشبـاب الملـحــد أو الذى يدعى الإلحاد هو رد اعتبار لهم ولإنسانيتهم التى أهينت من بعض المذيعين والمذيعات وأيضًا رجال دين بسبب أفكارهم التى لا تتوافق مع تقاليدنا أو ما اعتدنا عليه، فهؤلاء مهاجمو الملحدين أضروا بالدين ولم يدافعوا عنه لأن الحوار مع الآخر يكون بالحسنى


الإلحاد فى مصر وبطرقه المختلفة موجود فى مصر منذ زمن بعيد وهنا ليس المقال لسرد تاريخ الإلحاد فى مصر ولكن فى السنوات الأخيرة وقبل ثورة 25 يناير 2011 فقد كثير من الشباب الثقة والقدوة فى رجال الدين أو من يتحدثون عن الدين رغم أنه لا يوجد إحصاء صحيح إلا أن الأرقام تتكلم عن 2 مليون ملحد فى مصر وجاء حكم الإخوان المسلمين ليسقط كثيرا من الأقنعة بعد أن توشح رجاله برداء الدين وبرروا أفعالهم وسياستهم وأيديولوجيتهم بأنهم يحافظون على صحيح الدين والدين منهم براء، فتاه كثير من الشباب وهم يعيشون حالة من الاهتزاز الإيمانى، وبدًلا من أن المربين ورجال الدين والإعلام يحتضنونهم على عكس من ذلك أهانوهم وجعلوهم مادة للسخرية مما جعل البعض يترك الاستوديوهات على الهواء.
∎ فهناك عدة أنواع للإلحاد
1-الإلحاد الواضح: الذى ينكر الله بوضوح..وهنا نصطدم بالإلحاد فى صورته العدائية إذ يتجرأ الشخص  على حقيقة وجود الله مستغًلا البراهين العلمية والفلسفية لتأكيد عدم إمكانية ذلك بل عدم ضرورة وجوده، وفى الغالب يلجأ هؤلاء للتعصب لدرجة القول أن فكرة الله الخالق القدير هى النقيض لاستقلالية الإنسان وحريته المطلقة، إذ تعنى أن الإنسان هو الصانع والخالق الأوحد لحياته ومسئوليته الكاملة عنها والإلحاد الماركسى يعتبر الدين عائقًا بالنسبة للحرية الاقتصادية والاجتماعية لذا فالنموذج الماركسى كما رأيناه فى الاتحاد السوفيتى السابق والصين وغيرهما من البلاد التى مازالت أيديولوجيتها ماركسية تحارب الدين بالعنف والضغط.
2-اللا أدرية الإلحادية : أى أن الإنسان «لا يدرى» معرفته بوجود الله بطريقة متعجرفة أى لا يرغب على الإطلاق فى المعرفة كأنه لا يعنى له شيئا وإذا دخل فى جدال يبدأ فى إلقاء الافتراضات التى تحصر الأفق ويدعون إلى التفسير الأوحد فى الأسباب العلمية.
3-المبالغة فى المركزية البشرية: وهو تعظيم دور الإنسان وسمو عقله خاصة العلمى والفلسفى وإن كل ما فى الإنسان طاقات ليحقق لذاته حياة أفضل ويدعوه لعدم أهمية أو ضرورة الصلاة والعبادة وبالتالى الإيمان بالله.
4-رفض لصورة خاطئة عن الله: فالشخص الذى يعلن إلحاده قد قام بتكوين تصور خاطئ عن الله غير موجود فى الكتب المقدسة ويريد أن يعيش فى الصورة التى رسمها فى حياته عن الله يرفضها ففى الواقع هو يكون هذه الصورة ويرفضها فى الآن ذاته وعادة ما يُكون هذا الشخص الملحد سلبيا ومنغلقا على ذاته.
5-اللامبالاة المتناهية: وهو الملحد الذى لا يتناول البتة المسائل المتعلقة بالله فيبتعد عن جميع التجاذبات والمجادلات الدينية، وكل ما يمكن أن يمثل له قلقًا دينيًا فيتجه الإنسان للثقافة العلمية والتكنولوجيا والرفاهية المادية فينشغل هذا الإنسان بالعمل والاستهلاك وهذه الظاهرة هى الأكثر شيوعًا بين الشباب لأنه لا يطرح أو يترك مساحة ليفكروا بالمعنى الأسمى للحياة وبالطبع أيضًا حياة الآخرة. فالقيم البشرية هى التى تشكل مكانة عظمى لدى هذا النوع من الملحدين فتعوق هذا الإنسان عن جميع الاهتمامات الدينية، فالثقافة المادية والاستهلاكية التى تعيشها حاليًا مجتمعات كبيرة تهدد المسألة الدينية فهل يوجد «قديس بدون الله» كما يقول ألبير كامى «Albert Camus».∎
وللمقالة بقية