الرئيس «السيسى» يعزف منفرداً
لقد كان للقوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول (عبدالفتاح السيسى) وزير الدفاع والقائد الأعلى، دور بالغ الأهمية فى التاريخ الوطنى المصرى، حينما انحازت القوات المسلحة للشعب المصرى فى ثورته، أو لنقل فى انتفاضته ضد «شرذمة» من المجانين، والمطاريد، وخريجى السجون (بل الهاربين) من السجون المصرية، والعائدين من (الغربة والغبرة) مشحونين ضد الوطن، (كلمة ومضمون)!!
لم يكن هناك أمل للمصريين يوم 30 يونيو 2013 إلا أن يجدوا من ينصفهم أو أن تتحول الأمور إلى (قتال شوارع)، وقد ظهرت البوادر بعد يوم 3 يوليو والإعلان الوطنى الذى بشر المصريين بأن إرادة الشعب هى الأعلى، «وأن الشعب إذا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر»!.
وحاز الفريق أول «السيسى» حب شعب «مصر»، واحترامه، والتف حوله من أدنى البلاد إلى أقصاها، ومن «كل فج عميق» فى العالم جاء كل «مصرى أصيل» ووطنى لكى يعبر بطريقته عن تقديره واحترامه ومبايعاً «للسيسى» رئيساً للبلاد!
وقد كان، دون تطويل تم بكل الإجراءات القانونية والشفافية المتناهية جاء الرئيس «عبدالفتاح السيسى» رئيساً لمصر، والأحلام سقفها أصبح فى الحد الأقصى، حتى إن الخوف قد أصاب البعض ومنهم شخصى، بأن سقف أحلام المصريين تعدى الواقع وغير المعقول، لمجىء «السيسى» رئيساً كتلبية ودعوة واستدعاء للرجل، وتكليف بإدارة الدولة فى مرحلة فى منتهى القسوة، ونحن فى قاع المقاييس المعروفة بالنسبة للاقتصاد، والأمن، والعلاقات الخارجية، كل شىء فى تدهور ولكن الأمل فى الرجل كان فائق الحدود!
ولكن المثقفين المصريين وبعضا من الذين يعلمون الأمور توقفوا عند المشهد التالى أو بمعنى آخر سيناريو اليوم التالى، كيف سيعمل الرئيس؟!
والحقيقة التى يجب أن نواجهها جميعاً بأن الرئيس يعمل منفرداً، فالحكومة القائمة هى حكومة (جرى فى الشوارع)، كانت صالحة فى عهد نطفئ فيه النيران، والشخوص التى ظهرت بجانب الرئيس أبرزها من جلس على يمينه يوم إشارة بدء أكبر مشروع هندسى فى القرن (محور جديد لقناة السويس البحرية بطول 72 كم) والأهم من ذلك أن المدة المحددة لتنفيذه عام واحد، أى أنه يقترب من أن يكون مشروعاً قومياً انتظره المصريون منذ عصر «جمال عبدالناصر» ومشاريعه الضخمة (السد العالى، وتأميم القناة، والإصلاح الزراعى)، وغيرها من مشروعات تغنى بها المصريون.
ولكن المفاجأة كما قلت أن يظهر فى هذا المشهد الذى فجره الرئيس وحده كمفاجأة للمصريين، الدكتور «كمال الجنزورى»، الذى ينعم حتى اليوم بعدم رضا الرئيس الأسبق «محمد حسنى مبارك» عليه، يعيش الرجل بهذه الحالة حتى اليوم (بعدم رضا مبارك) وكأن عدم رضا النظام الأسبق عليه، أصبح جواز سفر إلى عالم الغد، وهذا غير صحيح - فعدم الرضاء نعلم أسبابه، فهو صاحب المشروعات الفاشلة (شرق التفريعة وسهل الطين، وشمال غرب خليج السويس وتوشكى) وتفريغ خزانة الدولة من مبلغ 35 مليار جنيه على مشروعات وهمية! وهو صاحب واقعة بيع هواء مصر بأبخس الأثمان (شركة اتصالات تيليكوم لموبينيل) وشبهة الفساد وبطلها صديقه وشريكه المستشار «طلعت حماد»!
شعب مصر لم ينس لهذا الرجل أنه صاحب أكبر نكسات فى الإدارة الوطنية منذ أن كان محافظا «للوادى الجديد»، ووزيراً للتخطيط ونائب رئيس وزراء «لعاطف صدقى» ورئيس وزراء فاشل فى عصر «مبارك»!
إن الرئيس السيسى ما كان يجب أبداً أن يضع محيطيه فى المشهد هذه الصورة حيث الماضى كان أغبر، بينما مشهد الحاضر ينبئ بمستقبل عظيم، وهذا مقال ولنا فى هذا المقام كلام فى العدد القادم.