العودة إلى «محبوبتى»!
توقفت عن الكتابة فى هذه النافذة العزيزة على قلبى فى مجلة وجريدة «روزاليوسف» بعد اعتذار «غير رقيق» من زملاء أعزاء، تولوا مسئولية التحرير دون إبداء الأسباب، إلا أننى كنت ضمن كتيبة روزا التى تهاجم بقوة عصابة اختطفت البلد، ولم تترك مكاناً فى مؤسسات الدولة من إمكانية التمكين لأعضائها منه، بما فى ذلك بعض الأماكن فى مؤسساتنا الصحفية.
بل الأكثر من ذلك هو تجنيد بعض المتحولين من رجال الأعمال والذين سعوا بل وساعدوا على إقصاء الأقلام الحرة أو الأصوات من فوق الشاشات أو من على صفحات الجرائد والتى منذ أول يوم تولت هذه الجماعة سلطة البلاد تحت دعوى ثورة قامت، أو رغبة شعبية طاحنة فى الحصول على الحرية والعدالة الاجتماعية والعيش بكرامة، وتحت مسمى الديمقراطية، ونتيجة «حسن حظ» المصريين، كانت المفاجأة أن يتبوأ هذا النظام حكم البلاد، والمقصود بـ«حسن حظ» المصريين ليس خطأ فى التعبير أو خطأ مطبعياً، بالقطع أقصد «حسن حظنا» كمصريين أن أتيحت لهذا الفصيل الملتحف بالدين وتحت مسميات مثل «إخوان» وجماعات، وسلفيون، ونوريون، وغيرهم من عناوين كلها ملتحفة بالإسلام الحنيف وسيلة لكسب قلوب شعب مؤمن بطبيعته، ونتيجة لتعاقب فترات من الحكم المتصف بالغباء والمريض بـ«الصم والبكم»، بل الأكثر من ذلك المصاب بالغرور والشيخوخة!!
وكانت خبطة عمر هذه الجماعات أنها اختطفت «مصر» ولكن وكما كتبت وكتب العشرات والآلاف غيرى بأنهم لن يستطيعوا أن يستكملوا عملية «النصب» على شعب مصر، والمتصف أيضا بالذكاء رغم كل ما عاناه هذا الشعب من فقر، وجهل، ومرض، إلا أنه شعب ذكى!!
اكتشف الشعب أن البلد قد اختطفت، واكتشف الشعب مبكرا بضرورة التوحد وراء قيادة كما كتب كل علماء الاجتماع عن المصريين المحدثين «جان دى شابرول» من علماء الحملة الفرنسية فى وصف مصر، والرواية الخالدة لتوفيق الحكيم «عودة الروح» عام .1936
التف الشعب حول قائد واستطاع أن يعيد مصر من الاختطاف واستطاع أن يضع خارطة للمستقبل حقق منها ثلاثة أرباعها!!
ومازال الطريق يستكمل تلك الخطة رغم المعاناة من ضيق الأحوال، ونقص الطاقة، ونقص العدالة الاجتماعية، ونقص الأمن، وتهديد مستمر فى كل مكان من شراذم الجماعات الإرهابية، إلا أن الشعب مستمر فى المسيرة. وها أنا أعود للكتابة بدعوة رقيقة من صديق عمر طويل ترأس المجلة أخيرا الأستاذ «إبراهيم خليل». أتذكر وبفضل كبير أول من دعانى للكتابة هنا عام 2004 المرحوم الأستاذ عبدالله كمال- رحمه الله رحمة واسعة!!