الإثنين 21 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رمضان كريم بدون وزارة إعلام

رمضان كريم بدون وزارة إعلام


الأداء الإعلامى الهزيل والإدارة الباهتة لوزارة أدمنت الارتماء فى أحضان النظام حتى فقدت الوعى والذاكرة، وبدء العمل وفقا لدستور 4102 الذى اجتمع عليه جموع الشعب ربما يكون كل هذا وراء التعجيل بإحالتها للتقاعد انتظارا لتشكيل المجلس الوطنى للإعلام وبالتالى الإسراع بوضعها فى ذمة التاريخ.
 
وزارة الإعلام التى انطلقت على أكتاف الإذاعة المصرية - وهى القوة المؤثرة فى الرأى العام - لم تكن قادرة على إدارة إعلام «المالتى ميديا» بعد اتساع وسائل الاتصال والتكاثر الفضائى بعد ثورتى مصر وهذا ما تنبه له دستور 2014 الذى قرر طرحها جنبا وإطلاق المجلس الوطنى للإعلام والخروج بضوابط جديدة تساير أحدث خطوط الإعلام العالمى الحر وتكوين ضمير الشعب الذى يرفض التغييب والعودة للغيبوبة.
 
من هنا جاء قرار حكومة «محلب» بإلغائها وتكليف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عصام الأمير بتسيير الأعمال فيها حتى تشكيل المجلس الوطنى للإعلام والذى فى حاجة لقامات وطنية سواء من أساتذة كليات الإعلام أو فقهاء الإعلام فى مصر والقيادات الإعلامية صاحبة الخبرة والحس الوطنى لرسم خارطة طريق مستقبل الإعلام المصرى للأجيال القادمة.
 
إلغاء وزارة الإعلام فى دولة مصر الجديدة أثار جدلا واسعا طوال الأسبوع الماضى وانقسمت الآراء حول هذا القرار ما بين مؤيدين له باعتباره خطوة أولى لتفعيل الدستور ومعارضين له بدعوى أنه قرار متسرع وقد يؤدى إلى تخبط السياسة الإعلامية فى هذه المرحلة ولكن ما لا يعرفه الكثيرون أن الاتجاه لإلغاء وزارة الإعلام بدأ منذ ثورة يناير 2011 بعد السخط الشعبى على أداء الوزارة الذى كان يصب فى اتجاهات تخدم النظام الساقط ولم تنجح جهود أسامة هيكل وزير ثورة يناير فى إصلاح ما أفسده إعلام مبارك بعدما وجد نفسه محاصرا بأزمات وأمراض لم يسعفه الوقت أو التوقيت فى علاجها خصوصا بعد أن اتسعت دوائر مطالب شعب ماسبيرو وفوران مطالبه وانزواء قياداته الماهرة وعندما حل الوزير الإخوانى صلاح عبدالمقصود بعقل إرهابى كاد أن يمحو تراث الوزارة وأجهزتها الإعلامية وتسخيرها لقناة الجزيرة المأجورة لكن ثورة 30 يونيو أوقفت تطلعاته وأفسدت خططه واستمر مبنى ماسبيرو العريق فى حالة عدم إتزان لم تنجح الوزيرة الأخيرة د. درية شرف الدين فى علاجها والخروج من غرف العناية الخاصة واستسلمت تماما للغيبوبة سواء بقرارات غير مدروسة أو خطط غير واضحة المعالم وأتاحت بالتالى الفرصة للفضائيات الخاصة لفرض سيطرتها على الرأى العام رغم الإمكانيات الضخمة والكفاءات النادرة داخل التليفزيون والتى كانت ومازالت تمثل سوقا لتوريد الطاقات إلى خارج أسوار ماسبيرو حيث العقول المتفتحة والموارد المالية المغرية.
 
«درية شرف الدين» أغرقت نفسها بتفاصيل ساذجة صرفتها عن ترك بصمة فى هذا الكيان الإعلامى الرائد وبالتالى لم تستثمر هذه الهالة الإعلامية فى العودة للتأثير فى الرأى العام ولم تحقق آمال الجماهير المصرية فى نقل كأس العالم الذى كان فرصة هائلة لإخراج غالبية الشعب العاشق للكرة والاستمتاع بفترة نقاهة تؤهله لمواصلة طريق بناء الوطن الذى قسمه المغرضون والمتطرفون.
 
أمام عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون والقائم بتسيير أعمال الوزارة الفرصة لتهدئة الأجواء وتمهيد الطريق لتسليم السلطة إلى إدارة جديدة تقود إعلام الوطن إلي بر الأمان وتقديم إعلام رائد ومسئول ووضع ميثاق شرف يلتزم به الجميع.. إعلام يليق بدولة عريقة ووطن غال ووضع حد للانفلات الإعلامى وإيقاف هواة التمسح وأصحاب المصالح والتهويل.. إعلام منفعل وفعال وملتزم بعيدا عن نزوات «موسى» وشطحات عكاشة والتصرفات غير المسئولة لرانيا بدوى والتى لخصت حالة الانفلات والفوضى التى تعانى منها البيوت فى هذا البلد الأمين.