مصر أولاً وليس «الرئيس»!
ونحن نواجه سباقا رئاسيا فى مصر، وتتعدد الشخصيات المتقدمة لهذا السباق، وكلهم أو أكثرهم يتميزون بصفات محترمة وطيبة، وجميعهم يصلح لمنصب رئيس!!، حيث بقراءة الماضى لهذا المنصب، أتذكر، من منا كان يتخيل أن يملأ مقعد الرئيس بعد غياب «جمال عبدالناصر»، ومجىء «أنور السادات» للمقعد، فظهر «باهتا»، غير مقنع، لم نتخيل أبدا كشباب فى ذلك الزمن أن الرئيس سوف يكون «محمد أنور السادات»!! بل وصل الأمر ببعض المذيعين، حين كان ينقل خطاب «للسادات» على الهواء أن يعلن عن خطاب للرئيس «جمال عبدالناصر»!!
من كان يتصور أن يملأ كرسى الرئيس «السادات»، نائبه «محمد حسنى مبارك»، بل أتذكر، وتتذكرون جميعا ما التشبيه الذى أطلق على «مبارك» حينما جاء لكرسى الرئاسة «لافاش كيرى» نسبة إلى البقرة الحلوب التى كانت شعاراً لأحد أنواع «أقراص الجبن»!!
أى أن مقعد الرئيس سوف يرسم رئيس الجمهورية سواء كان ذلك فى الماضى أو المستقبل!!
ولعل كاريزما «جمال عبدالناصر» وكذلك زمنه لن يتكرر، مهما كان الرئيس القادم للرئاسة يحمل لواء «ثورة 23 يوليو»، مثل الأستاذ «حمدين صباحى»، والذى شارك فى التقدم للجنة الرئاسية على أعناق أعوانه، صديقى المهندس «عبدالحكيم جمال عبدالناصر»، وهو من كبار مؤيدى «صباحى» للواء الذى يحمله، وهو لواء «جمال عبدالناصر» «رحمه الله»!!
وبالتالى فإن المتسابقين اليوم للرئاسة، وأشهرهم من خلفية إسلامية سياسية، «عبدالمنعم أبوالفتوح، وسليم العوا، والإستبن «محمد مرسى» عن «الحرية والعدالة»، وفى الجانب الآخر «عمرو موسى، والبسطاويسى، وحمدين صباحى»، هؤلاء هم المشهورون فى السباق، وربما سوف تكشف لنا الأيام القادمة، سر تحالفات بين الاتجاهات والأيديولوجيات، لكى تحصل على أعلى الأصوات أو تؤهل للإعادة فى المرحلة الثانية، والتى يتوقع كثير من المصريين أنها لو تركت لحالها كما هو اليوم، سوف تكون الإعادة بين كل من السيد «عمرو موسى»، والدكتور «عبدالمنعم أبوالفتوح».
ومن وجهة نظرى فى هذا المقال والذى يتجه فيه الرأى مبدئيا، هو أننا يجب أن نضع مصلحة مصر العليا فوق الجميع!!، نحن فى أشد الاحتياج للخروج من مأزق حقيقى وصلت إليه بلادنا، كما لم يسبق لها ذلك عبر أزمنة قديمة أو معاصرة.
وصلت بلادنا إلى حد الخطر سواء أمنيا أو اقتصاديا، بل اجتماعيا، أصبح سلوك ما بعد «ثورة 25 يناير» سلوكاً خاطئاً، سلوكاً إجرامياً، وخارجا على القانون، لا احترام لقانون ولا احترام لأعراف، وتعدى على كل ما هو محرم فى هذا البلد، أصبح الشارع مرتعاً للبلطجية والخارجين على القانون، أصبح المصريون فى الشارع غير المصريين الذين نعرفهم، أصبح الاستهتار هو ملك الموقف والتعدى من الباعة الجائلين ومن المتسولين وأطفال الشوارع على كل مقدسات المدينة المصرية.
نحن فى أشد الاحتياج لعودة مصر التى نعرفها، واستكمالا للمؤسسات الدستورية والتى نخاف أن يسقط أحدها وهو مجلس الشعب يوم 6 مايو، من قرار المحكمة الدستورية المنتظر، فنبدأ من المربع رقم «1» فليس لدينا دستور، وليس لدينا برلمان «حين سقوطه» وأمامنا أمل واحد هو الرئيس المنتخب القادم!!
نحن فى أشد الاحتياج لرجل دولة، رجل لا يحلم بإرث مبارك، رجل لديه آليات وأدوات رئيس جمهورية مصر، وليس «لافاش كيرى» جديد، أو مقامر جديد، أو سائل عن عنوان الطريق إلى المستقبل فى مصر!!