زواج منير

 
مال هذا الخبر قد نزل على قلوبنا برداً وسلاماً هكذا ؟ ما الذى ألجم ألسنتنا بالجنازير ومنعنا كىّ نزغرد فرحانين- بل طايرين من الفرح- بخبر زواج محمد منير ؟
 
هو-الكينج- الذى علم قلوبنا أبجديات الحب والشجن والبهجة كيف نتركه فى لحظة ألقهِ الفريدة والمدهشة والمنتظرة طويلاً طويلاً ومنعنا من أن نرد له الجميل وندق- من أجله وأجل المرأة التى كان يغنى لها قبل أن يراها- الأفراح الممتدة من النوبة حتى آخر حدود سيناء ونغنى له طربا وعـرفاناً : «يا صبية يا حنينة»؟
 
هل فاجأنا الخبر مثلما يفاجئنا المطر؟ أو تفاجئنا أول قطرة ماء تتسرسب من فتحات السحب وتسقط فوق الأرض المشقوقة والقلوب الموجوعة؟ طيب وماله، ها هو محمد منير يبشرنا بهطول المطر، ويستنهض قلوبنا الكسالى التى أعياها الفشل والخيانة واليأس بعبارة أمل ومطلع غنوة جديدة تقول بأن التربة الجافة آن لها أن تزهر النوار وتراقص شواشى الشجر،، وأن المياه البعيدة آن للنوارس أن تزين شطآنها.
 
زواج محمد منير هو أحد استحقاقات ثورة 30 يونيو-بجد- وأهم استحقاقات ثورة قلوبنا الموجوعة، الرجل الذى غنى لمصر وأهلها وانتظر ثورتها طويلاً حتى فاجأته وفاجأتنا معاً ها هو يعلن نجاحنا ويستبق أفراح المصريين قبل تنصيب السيسى رئيساً وقبل الفرح الأكبر لكل الشعب المصرى فى 30 يونيو قبل أقل من شهرين ويعلن فرحه الخاص، 1000 مبروك يا منير.
 
علينا أن نعترف ونراقب مشاعرنا بدقة: فالله الذى ألهمنا أن نسترد بعضنا فى آخر ليلة من ليالي يونيو 2014، ها هو يلهمنا كىّ نسترد قلوبنا التى مزقتها صراعات ومكاسب وفساد الكبار، كل كتب التاريخ تقول بأن الثورات العظيمة يعقبها تغييرات اجتماعية وثقافية وفنية واقتصادية وسياسية عظيمة مثلها، كل كتب التاريخ تقول إن البلد التى يقتلها حكامها تموت فيها القلوب.. وهو نفسه ما كنا نعيشه طوال 40 عاماً سابقة على 30 يونيو الماضى.. وها نحنُ قد استعدنا الوطن واستعدنا قلوبنا واسألوا محمد منير.. مبروك يا ملك.