الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البيض الأمارة والسمر العذارى!

البيض الأمارة والسمر العذارى!


 
مغرمون نحن بالغناء للسمر من أول ما أنشدت قبل نحو قرن من الزمان منيرة المهدية «أسمر ملك روحى»، هل هذه هى حقيقة مشاعرنا أم أننا نغنى للسمراء ونهيم حبا بالشقراء دون أن نجرؤ على الغناء لها.
 
«خبر أسعد الكثيرين وبينهم كاتب هذه السطور وهو اختيار السمراء لوبيتا نيونجو أجمل امرأة فى 2014 وذلك طبقا لاختيار مجلة «بيبول»، تردد اسم النجمة السمراء قبل بضعة أسابيع بقوة فى «الميديا» بعد أن حصلت على جائزة أوسكار أفضل ممثلة مساعدة عن فيلم «12 عاما من العبودية» إخراج ستيف مكوين، الذى توج بأوسكار أفضل فيلم، وهكذا عانقت الفنانة الكينية الأصل بملامحها الأفريقية المميزة فى لحظة واحدة جمال الوجه وجمال الإبداع.
 
قالت النجمة إنها كانت تدعو الله وهى طفلة أن يحيل وجهها إلى اللون الأبيض، ولم تصدق كلمات أمها بأنها الأجمل، حتى أعلنت قبل أيام المجلة ذائعة الصيت تلك النتيجة.
 
ولو تتبعت تاريخنا الفنى العربى ستجد أن لقب الأسمر فى الذاكرة العربية هو الأكثر ترديدا.
 
 أطلقوه على عبدالحليم حافظ فى الستينيات «العندليب الأسمر»، وقبله بعشرين عاما حصلت مديحة يسرى على لقب «سمراء النيل».
 
نتذكر مثلاً كيف أن أحمد زكى أول نجم أسمر فى السينما العربية لاقى فى البداية صعوبات حتى وجد لنفسه مساحة على الخريطة السينمائية واستبدلوه فى اللحظات الأخيرة بنور الشريف فى فيلم «الكرنك»1975 بسبب لون بشرته، حيث إن المنتج قال وقتها كيف يحب هذا الأسمر سعاد حسنى. وحكى لى المخرج الراحل عاطف سالم كيف أنه قبل أكثر من 30 عاما فرض بالقوة اسم أحمد زكى على الموزعين فى فيلمه «النمر الأسود» لأنه كان من المستحيل أن يسند البطولة لنجم أبيض وعنوان الفيلم هو «النمر الأسود»!
 
على الشاشة الصغيرة يبدو الأمر أشد ضراوة، حيث لا توجد على الشاشات العربية مثلا من لها جاذبية أوبرا وينفرى سمراء كانت أو بيضاء، عدد غير قليل من المذيعات ذوات البشرة السمراء استطعن الدخول إلى عرين التليفزيون، ولكن النجاح والجماهيرية الطاغية لم تتحقق بعد!
 
هل لو تواجدت أوبرا وينفرى فى عالمنا العربى لتمكنت من تحقيق كل هذا النجاح الطاغى لذى أحالها فى العالم كله إلى أحد أساطير الشاشة الصغيرة؟. مثلاً المطربة شيرين نجحت جماهيرياً وبشرتها السمراء مكنتها لتصبح أكثر المطربات المصريات نجاحاً على المستوى العربى وتجاوزت ما حققته كل من أنغام وآمال ماهر وغادة رجب.
 
 استطاع محمد منير على مدى تجاوز ثلاثة عقود من الزمان أن يواصل نجاحه فى عالم الأغنية، ولا أحد يستطيع أن يلاحقه من جيله ولا من الأجيال التالية. ورغم ذلك فإن علينا أن ندرك أن هناك من ينحاز إلى اللون الأبيض فى العالم كله ونجمات هوليوود أمثال السمراء هال بيرى - الحاصلة على الأوسكار قبل 8 سنوات - صرحت بتلك العنصرية، ولو قارنت مساحة تواجدها بما حققته مثلاً الشقراء نيكول كيدمان لاكتشفت فارقا بينهما وهو بالمناسبة لا يعبر عن فارق فى الموهبة.
 
ورغم ذلك تابع القسط الوافر من أغانينا ستكتشف أننا لا نكف عن الغناء للسمر عبدالحليم غنى للنيل «يا تبر سايل بين شطين يا حلو يا أسمر» ثم «أسمر يا أسمرانى»، وبالفصحى من شعر الأمير الراحل عبدالله الفيصل «سمراء ياحلم الطفولة»، بينما صباح قالت مدافعة «أسمر أسمر طيب ماله» ومحمد قنديل يتغزل مرتين «أبو سمرة السكرة» و«جميل وأسمر بيتمخطر» وإن كانت سعاد مكاوى قد أمسكت العصا من المنتصف «قالوا البياض أحلى ولا السمار أحلى»، ولكن نجاح سلام أعلنتها مباشرة «شاب الاسمر جننى» وجاءت فيروز لتقول بعقلانية «وقف يا اسمر فى إلك عندى كلام»، ولا أستبعد فى ظل هذه الحالة من الإعجاب بالسمر أن نستمع إلى من يغنى قريبا لأجمل امرأة فى العالم لوبيتا نيونجو.
 
أعلم أن الجمال الحقيقى يتجاوز لون البشرة، ولكن لا شك أن البداية دائما كما غنى لها عبدالغنى السيد «البيض الأمارة والسُمر العذارى»!