السبت 18 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
«حماية التمرد» مشروع قومى

«حماية التمرد» مشروع قومى


 
 النغمــات التى تسحــر القلــوب، هى التــى تمــردت على النوتــــة الموسيقـيـــة، وهربــت من إشـــارات المايســترو . ما أروعـــه من مـــوت، الـذى تمـرد على النعـــى، وقبضـــة الكفــــن! أجـمــل الأمطـــار، هى المتمــــردة، علــى جفـاف السحـــاب، وتنبوءات الأرصــاد . أمتع السباحة، هى التى تمردت، على الراية الســـوداء، وارتفـاع الأمــواج. الرجل جميل، قدر تمرده، على امتيازات الذكورة.
 
يزداد جمال المرأة، كلما تمردت، على تقاليد الأنوثة، واتهامات العنوسة. الرجال يعشقون المرأة المتمردة، لكنهم لا يتزوجون إلا المرأة المطيعة، منزوعة التمرد. النساء يعشقن الرجل المتمرد. لكنهن لا يتزوجن، إلا الرجل المطيع، خالى التمرد. أنضج الأمهات، والآباء، هم الذين يشجعون الأطفال على التمرد. أنبل الأحزان، ما تمرد على محاولات النسيان. أحلى السفر، ما تمرد على علامات الطريق، وجمود الخرائط. أعقل الحُكام، هو الذى يكافئ المواطنين، والمواطنات، على إثارة التمرد. ويحكى التاريخ، على مدى العصور، كيف أن الارتقاء بالحياة، هو قصة التمرد الإنسانى. بفضل النساء، والرجال، الذين يخرجون عن الطابور، ولا يدخلون فى الصفوف، استطاعت البشرية أن تبدع، وتكتشف، وتخترع، وتبتكر، وتنتج، وتجدد، وتستمتع، وتنتصر. إن الفطرة السليمة، هى الفطرة المتمردة بمعنى أن كل إنسان، يولد متمردا، لكن ليس كل إنسان، يموت متمردا. فى الأنظمة المستبدة، تشتغل كل مؤسسات الدولة، على كبت، وقهر، وإدانة الفطرة المتمردة. وكلما ازداد استبداد النظام، كلما تفنن فى أدوات، تعاقب، الفطرة المتمردة، بدءا بالنبذ الاجتماعى، وحتى الاعتقال. وهنا يحارب النظام، معركة بقائه، أو القضاء عليه، لذلك هى أشرس الحروب، التى يخوضها النظام المستبد من داخله. إنه «التمرد»، المارد الذى إذا انطلق، تحول كل مستحيل إلى ممكن. بدءا بالأسرة - الدولة الصغيرة - ثم التعليم، والإعلام، وجميع المؤسسات الثقافية، والقيم الأخلاقية، تتم تصفية الفطرة المتمردة، واغتيال الاشتياق الطبيعى عند الإنسان، لأن يتمرد. والصفقة المتكررة على مدى التاريخ، هى أن يبيع الإنسان فطرته المتمردة، مقابل الحصول على ود المجتمع. فقط، هم الاستثناءات من البشر، نساء، ورجالا، الذين يفلتون من الصفقة. كانت هذه افتتاحية ضرورية، تمهد كيف أرى رئيس مصر الجديد، وما هى الأمنيات التى أودعها لديه. لابد للرئيس الجديد، أن يضمن حماية الفطرة المتمردة، لدى المواطنين، والمواطنات.. وأن تتعاون جميع مؤسسات الدولة، على تشجيع «التمرد»، بل مكافأته أيضا. من الضرورى، إنشاء ما يمكن تسميته بـ «المجلس القومى لحماية التمرد».. أو «المجلس الأعلى للتمرد». ويكون مهمته، متابعة رحلة التمرد، فى جميع أرجاء الوطن. أطلب أيضا من الرئيس إنشاء جوائز الدولة للتمرد.. ووسام النيل للتمرد، وشهادات تقدير للتمرد. ومثلما لدينا جائزة الأم المثالية، تكون لدينا، جائزة المتمرد المثالى، وجائزة المتمردة المثالية. والعكس مطلوب. أى أن تكون هناك عقوبات صارمة، رادعة، فورية، للجهات، والمؤسسات التى تتهاون فى تشجيع التمرد. أطلب من رئيس مصر الجديد، أن يعتمد حماية التمرد، مشروعا قوميا. وأن يذلل له جميع العقبات. أتمنى من الرئيس الجديد، أن يرى حماية التمرد، فى أهمية حماية الأمن القومى، أو أهمية تشجيع الاستثمارات، أو أهمية مكافحة الفقر، والإرهاب الدينى.   ولا بأس من خلق علاقات جديدة بين مصر، والدول الأخرى، على أساس تبادل الخبرات، فى مجال التمرد الإنسانى. فى يناير 2011 تمرد الشعب المصرى، على الفاشية السياسية . وفى يونيو 2013 تمرد على الفاشية الدينية . فى كلا النظامين، يُقتل التمرد، الذى يخلق الطوابير المتشابهة، المطيعة، فإذا انحاز رئيس مصر الجديد، إلى «التمرد»، يكون أمرا طبيعيا، متناغما، مع الزمن الثورى. وهى فرصة ذهبية، لا يجب إهدارها. وما تاريخ التقدم الإنسانى إلا إنجازات الرجال المتمردين، والنساء المتمردات.؟