الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
هؤلاء وأكاذيبهم البيضاء!

هؤلاء وأكاذيبهم البيضاء!


نعم إنها كذبة بيضاء حيث إن أم كلثوم كانت حريصة طوال حياتها على أن تحيل تاريخ ميلادها إلى سر أشبه بالأسرار العسكرية بل أكثر من ذلك لأن السر الحربى بعد مرور 50 عاماً تسقط عنه الدواعى الأمنية بينما عام ميلاد أم كلثوم لا يزال وحتى الآن ممنوعا من التداول.
 
 
احتفلنا قبل عشرة أيام بذكرى رحيلها رقم 39 ولكن هناك تضاربًا بين كل المؤرخين حول عام ميلادها، الحقيقة ليست أم كلثوم فقط، لو رجعت إلى شهادات ميلاد أغلب النجوم سوف تكتشف أنهم يختصرون العديد من الأعوام. فى آخر جواز سفر لأم كلثوم مكتوب أنها من مواليد 1908 والذى نشر هذه المعلومة هو الدكتور مصطفى الفقى، حيث قال إنه أثناء تولى السادات الحكم زارت أم كلثوم مدريد فى رحلة علاجية، فكان هو فى استقبالها بحكم عمله كسكرتير ثالث فى السفارة المصرية، ولم يستطع أن يقاوم رغبته فى التلصص على جواز سفرها وهو يتولى مهمة إنجاز تأشيرة دخولها للأراضى الإسبانية، رغم أن هناك من يشير إلى أن أم كلثوم اختصرت نحو 10 سنوات من عمرها الحقيقى.
 
ومن الممكن بالطبع التعامل ببساطة مع هذا النوع من الكذب الذى يعتبره البعض يقع تحت طائلة قانون اللون الأبيض.. إلا أن هناك بعض الأكاذيب تؤثر بلا شك على التقييم التاريخى لحياة الفنان.. أتذكر مثلاً أن عبدالحليم حافظ فى التسجيل الذى تحتفظ به الإذاعة المصرية بصوته ويروى فيه قصة حياته لم يذكر أبداً أنه دخل الملجأ وهو طفل وأنه انتقل إلى القاهرة بعد أن كسرت ساقه فذهب إلى شقيقه الأكبر إسماعيل شبانة بالقاهرة للعلاج وأيضاً لتوفير الرعاية الفنية له، حيث إن شبانة سبقه إلى الدنيا والحياة الفنية بعشر سنوات، عبد الحليم يروى حكاية أخرى وهى أن محمد عبدالوهاب كان فى زيارة لقريتهم «الحلوات» بمحافظة الشرقية وذلك لإحياء فرح هناك وأنه صعد فوق سطوح أحد البيوت وبسبب اندماجه فى متابعة مطربه المفضل سقط وكسرت ساقه فذهب للقاهرة.. شاهد الإثبات على واقعة سقوط عبد الحليم من سرير الملجأ كان هو الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم الذى كان زميلاً له. ولم يغن حليم أبدا من كلمات نجم ربما لأنه لا يريد أن يذكره أحد بأيام الملجأ، بالطبع فإن كل الأعمال الفنية التى تناولت حياة عبد الحليم بعد رحيله لم تغفل أبداً سنوات الملجأ.
 
عبدالحليم كان يعترف بتاريخ ميلاده 1929 بينما عبدالوهاب كثيراً ما كان يغير فى التاريخ حتى إنه فى آخر وثيقة له عندما تم إعداد رسالة دكتوراه عن حياته قال إنه مواليد 1914 مختصراً على أقل تقدير 13 عاماً. عبد الوهاب لم يكن يخشى فقط من الإفصاح عن عمره الحقيقى، ولكن كان يخشى أن يبوح بخوفه من ركوب الطائرات.
 
مثلاً عندما طلب منه الرئيس جمال عبدالناصر أن يشارك فى عام 1958 بإحياء حفل فى دمشق للاحتفال بالوحدة بين مصر وسوريا كان ينبغى أن يسافر بالطائرة ولم يستطع أن يخبر عبدالناصر بـ«فوبيا» ركوب الطائرة، وادعى إصابته ببرد شديد ووضع يده على قربة ماء ساخن لخداع مندوب الرئاسة ليتأكد أن درجة حرارته مرتفعة ولكن أحد المقربين من عبدالناصر همس له بالسر فأصدر عبد الناصر أوامره بسفر عبدالوهاب بالطائرة، والغريب أنه قبل موعد الحفل بساعات قليلة أصيب بالفعل بارتفاع مفاجئ فى درجة الحرارة حال دون غنائه فى دمشق!!
 
نعم كان الكبار لديهم أيضاً أكاذيبهم ولكنك من الممكن أن ترى أن أغلبها ناصعة البياض، أما نجوم هذه الأيام فإن أكاذيبهم متعددة الألوان ولا علاقة لها باللون الأبيض وأغلبها يميل ناحية الأسود ولكن هذه قصة أخرى!!