الأحد 19 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
الثورة المصرية لا تقبل المساومات

الثورة المصرية لا تقبل المساومات


فى يناير 2014 ومرة أخرى يعلمنا الشعب المصرى كيف يظل النهر الثورى متدفقا، سلسا، نقيا، رغم وعورة الحواجز، وارتفاع السدود مرة أخرى يسبق الشعب المصرى تحليلات القنوات الفضائية وتوقعات القادة ونظريات النخب السياسية.
 
ماذا أكتب والاحتفال بيناير قد استحوذ على كل الكلمات؟ ماذا أكتب والوطن يحدد من أين تشرق الشمس، ومتى يحين وقت الغروب؟ وطن يعيد صياغة التاريخ، والجغرافيا، والفلسفة، واللغة، والتمرد؟ من أين لى بالكتابة التى تلامس قامة «مصر» حين تتحد وتحتشد وتغنى، أن يناير 2014 وتشييع جنازة الإرهاب الدينى وليس مجرد احتفال بذكرى الثورة؟ وأن ميدان التحرير سيبقى عاصمة الثورة. كان البعض متشككا فى قدرة الشعب المصرى، على إرجاع الثورة لأصحابها الأصليين، كان البعض يائسا، محبطا، متأرجحا، تحاصره الأكاذيب، والتهديدات، لكن «مصر» منحتنا مرة أخرى الأمل، والأمل قوة لا يهزمها شىء. يناير 2014 يذكرنا كيف بالتواجد والوعى والإصرار، هزت مصر عرش التسلط فى الداخل، وكيف بعفوية الأطفال «تلخبط» الخطط المتآمرة من الخارج. شىء آخر نتعلمه بعد ثلاث سنوات مرت على عمر الثورة وهو أن هناك فرقا كبيرا بين الثورة والسياسة، تهتم السياسة بالأحلام الممكنة، بينما الثورة اشتياق إلى المستحيلات السياسية، تسعى السياسة إلى الحلول المؤقتة، بينما الثورة تضرب فى الجذور، فى السياسة تتحقق الأهداف بمنطق التجزئة، لكن الثورة لا تعرف مبدأ التقسيط، السياسيون يمشون فوق الأرض، لكن الثوار يحلقون فى السماء، فى العمل الثورى، تتغير موازين القوى داخل نظام معين، بينما الثورة إبادة للنظام نفسه، فى الإنجاز السياسى، تكون الأيدى مرتعشة، فى الإنجاز الثورى، الأيدى مثل مشرط الجراح الحاسم، البارع، يستأصل الأعضاء المريضة الخبيثة دون استئذان، دون تردد. تعلمنا من الثورة المصرية أنه لا مساومة على المطالب، إما أن نثور على كل شىء، أو لا نثور، لا يوجد شىء اسمه ربع ثورة أو نصف ثورة، تماما مثل الشرف نحن إما شرفاء أو غير شرفاء. لا يوجد شىء اسمه ربع شرف، أو نصف شرف. لا يوجد شىء اسمه الشرف بالتقسيط، أو شرف بالتجزئة أو شرف تكتيكى على مراحل قصير المدى وشرف استراتيجى طويل المدى، نتعلم من الثورة بعد ثلاث سنوات أن مصر لا تتكيف مع النظام الحاكم، لكن النظام الذى يريد أن يحكم مصر، عليه أن يتكيف هو معها، ومن لا يتكيف مع مصر مصيره الانقراض مثل الديناصورات، هكذا تقول الثورة، كلمتها فى عيدها الثالث بكل وضوح وحزم، وهى كلمة لا تقبل الشروط، ولا تتحمل المفاوضات. نتفاءل بحسم الانتخابات الرئاسية أولا التى تضع حجر الأساس لدولة مدنية ديمقراطية حديثة. باسم الثورة نبدأ.. باسم الثورة نستمر.. باسم الثورة لا ننتهى.