
طارق الشناوي
قبل أن تُصبح نجماتنا أسماكا ملونة؟!
هل تجد فارقاً بين ملامح أغلب نجمات السينما المصرية أم أن حقن «البوتكس» أحالتهن جميعاً إلى وجوه جامدة مشدودة وكأنهن أسماكاً ملونة فى حوض للفرجة فقط.. صرن مثل ورود وأزهار الزينة بلا طعم ولا لون ولا إحساس.. تذكرت ذلك وأنا أقرأ هذه الكلمات.
أحب شعرى الرمادى.. أحب تجاعيدى من خلالها أصبح وجهى أكثر قدرة على التعبير.. إن التقدم فى السن أمر لا يمكن سوى أن نعترف به!!
هذه كلمات صرح بها أكثر رجال العالم جاذبية طبقاً لأغلب الاستفتاءات العالمية إنه النجم الأمريكى ''جورج كلونى''.. قالها رجل يعتقد الكثيرون أن جزءاً كبيراً من رأس ماله الفنى يكمن فى وسامته ورغم ذلك فإن هذه النصيحة تصلح أكثر للنساء.. نعم الرجال مثل النساء فى التعامل مع الزمن الكل يخشى بصماته ويهرب منه.. إلا أن الأمر فى النهاية ينبغى ألا يستغرقنا كثيراً إذا عرفنا أن كل منا يعيش ثلاثة أزمنة أو ثلاثة وجوه فى نفس اللحظة.. زمنك فى الواقع عمرك كما هو مدون فى الرقم القومى وجواز السفر وجهك الذى تراه فى المرآة هذا هو الوجه الأول.. الوجه الثانى هو الزمن البيولوجى والسيكولوجى الذى نعيشه فى داخلنا إنه العمر الداخلى لكل منا وفى العالم يستطيعون تحديده بدقة فقد يكون رجل فى الخمسين من عمره ولكنه بيولوجياً وسيكولوجياً فى الثلاثين مثلاً أو ربما تجده وقد أضيفت إلى عمره سنوات فأصبح فى الستين ولكن من يحتفظون بعمر بيولوجى وسيكولوجى داخلى يقاوم الزمن تستطيع أن تعرفهم ببساطة حيث إن وجوههم تبدو أمام الناس فى حالة إشراق دائماً يتحدى الزمن بتصالحه مع الزمن وليس بمشرط الجراح ولا بالكولاجين أو ''البوتكس''.. أما الوجه الثالث والزمن الثالث فهو كيف يراك الناس الحالة الخاصة التى أنت عليها فى عيون الناس.. نعم أرى بعض وجوه بعض النجمات المصريات وقد صارت غير قادرة على التعبير.. بعض الفنانات يحددن اسم مدير تصوير اللائى يتعاملن معه فقط لأنه يجمل وجوههن وأحياناً يلجأ الرجال إلى معالجة فى الدراما هذه المرة وليس على الوجوه.. أكثر من كاتب سيناريو حكى لى أن النجوم الرجال الكبار فى مرحلة عمرية متقدمة من أمثال «فريد شوقى»، «كمال الشناوى»، «أحمد مظهر» وحالياً «عادل إمام» يشترطون للموافقة على بطولة الفيلم أن يقدموا مشاهد درامية تؤكد على تمتعهم بالفحولة الجنسية!!
الممثل رأس ماله هو التعبير بالوجه وتحديداً العينين وليس جمال الوجه.. الفنان يظل قادراً على العطاء طالما تمتع بتلك المرونة التى تجعله يتواءم مع الزمن فهو يؤدى فى الحياة الفنية دور شاب وبعد ذلك رجل ثم أب وبعد ذلك جد وهكذا الزمن يمضى والأدوار تتجدد أيضاً.. كما أن الزمن يمنح المبدع مساحات أكثر فى التعبير ولهذا ينبغى أن يصالحه ولهذا تقرأ نجمات بحجم «شارون ستون» و«ميريل ستيريب» وهما تعلنان رفضهما للبوتكس.. هل قرأ أحد من نجومنا ونجماتنا تصريح «جورج كلونى» وإذا كان قد قرأه هل أحدهم أو تحديداً إحداهن من الممكن أن توافقه على هذا الرأى وتجرب أن تقف أمام الكاميرا بعيداً عن «البوتكس»؟!