الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
سعاد حسنى الأصل والصورة!

سعاد حسنى الأصل والصورة!


فى نهاية هذا الشهر وتحديدا يوم 26 يناير تبلغ سعاد حسنى عامها رقم «71» وبالصدفة استمعت إلى منى زكى التى لعبت دور سعاد قبل نحو 8 سنوات، وهى تشير فى آخر حوار لها مع المذيعة لانا الجندى عبر قناة سكاى نيوز أنها متأكدة أن سعاد لا يمكن أن تنتحر ولكنها قُتلت، مشيرة إلى أنها قرأت جيدا الشخصية على الورق ومن كانت مثل سعاد لا يمكن أن تنتحر.
 
 لا يزال عدد من ورثة سعاد وبعض عشاقها يؤكدون أنها قُتلت، أتذكر أن أول شائعة انطلقت أكدت أنها اختارت موعد يوم ميلاد عبدالحليم حافظ لتنفيذ الانتحار، فلقد تصادف أن حليم كان سيبلغ وقتها لو كان على قيد الحياة 72 عاماً، كان خيال الناس حاضراً ليجدد قصة حب لم تكتمل فى دنيا الواقع ، ماتت بعد أيام تلك الشائعة لتفسح الطريق أمام واحدة أخرى أنكى وهى أن المخابرات المصرية دبرت لمقتلها خوفاً من أن تنشر مذكراتها التى سجلتها لإذاعة الـ «بى بى سى» البريطانية وفيها تروى الكثير عن محاولات تجنيدها لصالح هذا الجهاز الحساس، عن طريق أحد الضباط الصغار وقتها والذى كان مكلفاً بملف الفنانين ثم أصبح وزيراً للإعلام وهو صفوت الشريف.
 
بعض الورثة كلما أُغلق هذا الملف فتحوه وطالبوا النائب العام أكثر من مرة باستخراج الجثة وتحليل رفاتها، كان القضاء البريطانى قد أعلن قبل عشر سنوات أنه لا توجد شبهة جنائية وأن سعاد انتحرت كما أن النائب العام فى مصر رفض الاستجابة إلى طلبات الورثة.
 
كانت سعاد تتلقى علاجاً مكثفا بسبب الاكتئاب الحاد الذى أصابها، وصاحب ذلك زيادة فى وزنها ترافق مع إصابتها بالعصب السابع الذى يؤدى إلى شلل فى عضلات الوجه وهو ما دفع سعاد للإقامة الجبرية فى لندن فلم تكن تريد أن يراها أحد، وفى لحظة فقدت فيها السيطرة على عقلها قررت الانتحارو إلا أن البعض لا ترضيه هذه النهاية، ولهذا مثلاً أثناء نظر قضية مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم قالوا إن ضابط أمن الدولة الذى تمت إدانته هو الذى قتل سعاد، وبعد قليل تذكروا أنها غنت لحسين فهمى «يا واد يا تقيل» وأنه كرمها قبل رحيلها بثلاث سنوات فى مهرجان القاهرة وكان حسين قد تلقى منها شريطا صوتيا تشكر فيه المهرجان، إلا أن الورثة قالوا إن الشريط تضمن استغاثة أوصلتها «للواد التقيل» وهو ما نفاه فهمى، ثم قالوا إن سعاد حكت لصديقتها نادية لطفى عن ترصد المخابرات لها وهو ما كذبته أيضا نادية، أما ما يتردد عن اتفاقها لتسجيل مذكراتها لحساب إذاعة الـ«بى بى سى» والتى كانت تحوى وقائع تجنيدها، فكل ما حدث هو أن سعاد سجلت بالفعل ولكن أشعار «رباعيات» لصديقها و«أبوها الروحى» صلاح جاهين.
 
من يعرف سعاد وأنا أتيح لى أن أتعرف إليها يتأكد تماماً أنها ليست أبداً تلك الشخصية التى تدخل فى معارك شخصية مع أفراد أو أجهزة، نستطيع قراءة الموقف على النحو التالى وهو أن البعض قد تعودوا على الأضواء وبعد رحيل سعاد تسارعت وتصارعت الفضائيات على تقديم أقاربها وكالعادة ومع مرور الزمن يخفت الاهتمام، هناك من يريد أن يظل تحت الأضواء ولهذا ومع كل ذكرى لرحيل سعاد تقرأ نفس «المانشيت» الورثة يطالبون بتشريح الجثة، أكثر من محام بحثاً عن الشهرة يتصدى لهذه القضايا ثم يخبو الاتهام ليتجدد فى الذكرى التالية، منى زكى أحبت شخصية سعاد على الورق ولكن سعاد الإنسانة لم تستطع أن تصالح الحياة فى لحظات الأفول، فاختارت تحت تأثير أدوية الاكتئاب التى تتناولها الرحيل، تلك هى النهاية ولكن عشاق سعاد ومن بينهم منى وزكى يبحثون عن نهاية أخرى!!