الأربعاء 23 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جبل الجنس فى إندونيسيا

جبل الجنس فى إندونيسيا
جبل الجنس فى إندونيسيا



على الرغم من أن إندونيسيا ليست دولة عربية فإنها الدولة الأكبر فى العالم من حيث عدد السكان المسلمين لكن الغريب أنها من أكثر الدول التى تنتشر فيها تجارة الجنس وفى ثانى أكبر المدن فيها وتعد أيضا الأكبر على مستوى جنوب شرق آسيا، والأغرب هو وجود جبل اشتهر بأنه جبل الجنس ويمارس فيه العلاقات الحميمية كديانة مستقلة.
إندونيسيا واحدة من الدول الأكثر غرابة فى العالم وبها العديد من الطقوس المثيرة للجدل، ورغم أن الإسلام هو الديانة الرئيسية فيها إلا أن بها الكثير من الديانات السماوية وغير السماوية، والنزاعات بين أتباع الديانات المختلفة تنشأ بشكل دورى، وهناك حوالى 245 ديانة ويمكن ترك خانة الديانة فى بطاقة الهوية للمواطن الإندونيسى، ويضمن الدستور الاندونيسى حرية الدين ومع ذلك، فإن الحكومة لا تعترف إلا بست  ديانات رسمية هى الإسلام والبروتستانتية والكاثوليكية والهندوسية والبوذية والكونفوشيوسية.
ويمثل المسلمون حوالى 18,87٪ من الإندونيسيين، نسبة السنة منهم 99٪ والشيعة 5,0٪ والأحمدية 2,0٪ ويوجد 96,6٪ من السكان يدينون بالبروتستانتية، وحوالى 91,2٪ الكاثوليكية، و69,1٪ الهندوسية، والبوذية 72,0٪ و05,0٪ الكونفوشيوسية، و 13,0٪ أخرى، ونسبة 38,0٪ ديانات غير معلنة.
واللافت للنظر أن وزارة الشئون الدينية أضافت البهائية إلى قائمة الديانات الإندونيسية الرسمية، التى تضم بالفعل الإسلام والمسيحية والكاثوليكية والهندوسية والبوذية والكونفوشيوسية، رغم أن البهائية تعتبر خطرا على المجتمعات الإسلامية، كما هو الحال فى مصر وباكستان وتركيا وماليزيا.
أتباع البهائية فى إندونيسيا  تزايدوا مؤخرا، وهم منتشرون فى المدن الرئيسية فى إندونيسيا مثل جاكرتا وباندونج، مالانج، سورابايا، ميدان، بانيووانجى وغيرها، الغريب أن البهائية أصبحت ديانة محمية فى إندونيسيا واعترفت الحكومة بالبهائية باعتبارها ديانة رسمية.
والمعروف أن تاريخ الإسلام فى إندونيسيا معقد ويعكس تنوع الثقافات الإندونيسية، وقد أصبح المجتمع الإندونيسى أكثر اقترابا من التعاليم الإسلامية منذ سقوط الدكتاتور سوهارتو فى 1998 وإقليم اتشيه (شمال غرب) يطبق الشريعة، كما ترغب أقاليم أخرى فى أن تحذو حذوه فيما يشتد التعصب إزاء الأقليات الدينية بحسب المنظمات غير الحكومية.
والغريب أن اليهودية رغم أنها ديانة سماوية إلا أنها ليست من الديانات الرسمية فى إندونيسيا وهناك ما يقدر بنحو عدة مئات من اليهود فقط والوافدين بشكل رئيسى فى منطقة جاكرتا وحوالى 20 عائلة يهودية من أصول هولندية وألمانية تعيش فى جاكرتا.
والإلحاد غير قانونى فى إندونيسيا على الرغم من عدم وجود قانون محدد يحظر الإلحاد إلا أنه فى عام 2012 حكم على موظف حكومى ملحد يدعى ألكسندر العان بالسجن ثلاثين شهرا وخاصة بعد نشره مواد مسيئة لرسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وحسب التقديرات يوجد 2000 ملحد فى إندونيسيا، ولكن من الصعب أن يكون التقدير صحيحا نظرا لخطر السجن إذا تم كشف الإلحاد ولمدة مفتوحة، ورغم  من أن الحكومة الإندونيسية تعترف بعدد من الديانات المختلفة، حدثت الصراعات بين الأديان.
ومع أن إندونيسيا دولة إسلامية إلا أن تجارة الجنس شائعة بشكل لافت للنظر وخاصة فى منطقة للدعارة تعرف باسم «دوللى»، تقع فى مدينة سورابايا ثانى أكبر مدن إندونيسيا وهى تعد أكبر منطقة للدعارة فى جنوب شرق آسيا، والنساء هناك غنيمة لمتعاطى الإتجار بالبشر الذين يعدون الجميلات بفرصة عمل مربحة فى المدينة، وتلبى المرأة رغبات ثمانية رجال فى الليلة الواحدة مقابل 30 دولارا فى اليوم.
وتقع الآلاف من النساء ضحية الإتجار بهن داخليا وخارجيا لأغراض تجارة الجنس ففى منطقة دوللى وحدها، تعمل أكثر من 2500 امرأة الآن فى تجارة الجنس، معظمهن كن ضحية عمليات الإتجار من أصول ريفية.
وفى الوقت الذى تنعدم فيه أية إحصاءات رسمية بهذا الخصوص، تشير البيانات إلى أن ما بين 80 ألفاً و100 ألف من النساء والأطفال يقعن ضحية الاستغلال الجنسى أو يتم الإتجار بهن لهذه الأغراض كل سنة، ويسافرن باتجاه العاصمة جاكرتا أو كاليمانتان (بورنيو)، وهى جزيرة غنية بالخشب والبن والمطاط يملؤها عدد كبير من الرجال الباحثين عن المتعة الرخيصة، ولا تتعدى أعمار حوالى 30 بالمائة من جميع النساء العاملات فى تجارة الجنس فى إندونيسيا 18 عاما فى حين لا تكاد أعمار بعضهن تبلغ 10 سنوات.
ووفقا للبنك الدولى ، فإن ما يقرب من 20٪ من سكان إندونيسيا، التى تحتل المرتبة الرابعة فى العالم من حيث عدد السكان، يعيشون تحت خط الفقر، ولذلك فإن «الفقر» يشكل العامل المحرك فى ممارسة الرذيلة والإتجار بالنساء من أجل الجنس.
الطريف أنه عندما قامت السلطات الإندونيسية بمحاولة غلق منطقة الدعارة فى مدينة سورابايا الشهور الماضية احتجت البغايا ونظمن مظاهرات، حيث أفادت شبكة إس سى تى فى أن بائعات الهوى وأصحاب بيوت الدعارة قمن بمقاطعة خطاب ترى ريسماهارين عمدة سورابايا معترضات على القرار، وقد قدم العمدة مبلغاً يقدر بـ4 ملايين روبية إندونيسية لكن المتظاهرات اعتبرن المبلغ المقدم من المدينة ليس كافيا.
ومن أغرب الفضائح الجنسية فى دولة تدعى التزمت، خاصة أن الأحزاب الدينية مثل الإخوان والسلفيين فى مصر كثيرة هناك إلا أنه تم فضح كوادر تلك الجماعات فى رشاوى وعلاقات جنسية مع فتيات قاصرات، رغم أنها تقدم نفسها على أنها حارسة الأخلاق فى أكبر بلد مسلم فى العالم من حيث عدد السكان.
وقد خسر حزب العدالة والازدهار نسبة كبيرة من ناخبيه وجميع الأحزاب المنتمية إلى التيار الإسلامى، أكانت متشددة مثل حزب العدالة والازدهار أم أقل تشددا، حيث إن القاعدة الانتخابية للأحزاب الإسلامية انهارت.
وإندونيسيا معروفة بثقافتها المزدهرة وحياة الليل المرحة والحفلات الصاخبة والأضواء لكن طقوس الجنس مثيرة للاهتمام، فأحيانا يمارسون الجنس لمعتقدات غريبة منها جلب الحظ، حيث يذهب الرجال والمتزوجون، وربات البيوت والعاهرات والسياسيون لممارسة الجنس مع الغرباء فى منطقة جاوة الوسطى ومن ضمن الطقوس الإندونيسية الحج لجبل جونونج كيموكوس، ويأتى الآلاف من الحجاج لممارسة الطقوس الدينية، الغريب أنه تتم ممارسة الجنس كجزء من الطقوس الدينية وهى واحدة من أغرب الأسرار فى العالم الإندونيسى.
ممارسة الجنس تتم بمعدل سبع مرات متتالية طبقا للطقوس الدينية فى هذا الجبل المسمى بجبل الجنس وتتسع قمة الجبل إلى 8 آلاف شخص ويعود تاريخ الطقوس القديمة إلى القرن السادس عشر، وهو يعد اجتماعا دوريا ويتم المشاركة فى أفعال جنسية.
وبالنسبة لبلد إسلامى يحظر الجنس خارج إطار الزواج وهو من المحرمات فإن فكرة تلك الطقوس تبدو غريبة للغاية، ومعظم الناس مثل المزارعين الفقراء يرغبون فى ممارسة تلك الطقوس للتمتع بالحظ فى العمل، والغريب أنه أصبح مزارا سياحيا فالكثير من الأجانب يأتون لممارسة تلك الطقوس.
وتلك المعتقدات تعد مزيجا من الهندية والبوذية، وتحولت شعبية الطقوس إلى منطقة جذب سياحى مع الأكشاك والموسيقيين المتجولين فيما يشبه الكرنفال، والتناقض هنا غريب وواضح فالحكومة تحرم الزنى وتغض الطرف عما يحدث فى ذلك الجبل، وبحسب صحيفة الديلى ميل البريطانية فإن هناك المزيد من الرجال أكثر من النساء وهو ما ساهم فى تجارة الجنس حيث يمكن أن تمارس سيدة واحدة مع أكثر من رجل.
ورؤية الأفعال الداخلية للطقوس الدينية، تبدو مثيرة للجدل للغاية، وتزايدت الأمراض الجنسية مما أدى إلى قيام عيادات صحية، وقال معظم العاملين فى مجال الجنس إن سبب الأمراض الجنسية أن الرجال لا يستخدمون الواقى الذكرى، لذلك فيروس نقص المناعة البشرية «الإيدز» منتشر جدا.
وتقول الأسطورة إن هذه الطقوس بدأت عندما كان الأمير الإندونيسى الشاب بانجرين سامودرو على علاقة غرامية مع زوجة أبيه والتى هربت واختبأت فى جبل جونونج، ولكن تم القبض عليهما وقتلا أثناء ممارسة الجنس ودفنا على رأس الجبل والذى يعد الآن ضريحا، حيث يعتقد الوافدون أن ممارسة الجنس فى نفس المكان تجلب الحظ السعيد وتظهر الزهور، على القبر والدموع تنهمر وتؤدى الصلاة لساعات طويلة.
ولن تجد أى طقوس مثل هذه فى أى جزء من العالم الإسلامى، فالناس تذهب للجبل كل 35 يوما، لممارسة الجنس سبع مرات متتالية فى اليوم الواحد ويزورون الضريح للصلاة.∎