ضرب تحت الحزام فى مواجهة اللجنة الأوليمبية ووزارة الرياضة
فاطمة التابعي
يبدو أن صراع اللجنة الأوليمبية المصرية ووزارة الشباب والرياضة صراعا لا نهاية له، فبعد أن أطاح هذا الصراع بوزيرين للرياضة أتى الوزير الأقوى والأذكى ليبدى فى البداية كل التعاون مع اللجنة ثم فجأة يظهر قوته فى الوقت الذى يأبى فيه رئيس اللجنة وبعض أعضائها إلا أن يحكموا السيطرة على مقاليد الأمور بالرياضة المصرية، وما بين صراع الوزير واللجنة يتوه الإعداد ونفقد البطولات.
الأزمة هذه المرة خرجت من نطاق المواجهة إلى نطاق الضرب تحت الحزام بعد أن قام المهندس خالد عبد العزيز، وزير الشباب والرياضة بإحكام سيطرته على لجنة التخطيط باللجنة الأوليمبية ومن ثم أعلن عن أسماء الـ16 لاعبا المرشحين للمنافسة على الميداليات فى أوليمبياد ريو دى جانيرو2016 هؤلاء اللاعبون الذين يمثلون 10 اتحادات فقط، مؤكدا أن أرقامهم تؤهلهم للحصول على ميداليات. وأعلن عبدالعزيز أن قائمة اللاعبين الـ16 تضم كلا من: رمضان دروش وإسلام الشهابى فى الجودو وعزمى محيلبة فى الرماية وحسام حسين بكر فى الملاكمة ورجب عبدالرحمن وسارة سمير وشيماء خلف فى رفع الأثقال وإيهاب عبدالرحمن ومصطفى هشام الجمل فى ألعاب القوى وكرم جابر وهيثم فهمى وأحمد إبراهيم عثمان فى المصارعة وعمرو الجزيرى فى الخماسى الحديث وهداية أحمد ملاك فى التايكوندو وعلاء أبوالقاسم فى السلاح وأحمد أكرم فى السباحة. وكان الإعلان فى حضور المهندس شريف العريان، عضو مجلس إدارة الأوليمبية وعضو لجنة التخطيط بالأوليمبية.
فما كان من اللجنة إلا أن أرسلت خطابا رسميا لجميع الاتحادات يفيد بعدم مسئوليتها عن الأسماء التى تم ترشيحها، وحمل الخطاب المسئولية كاملة لشريف العريان، عضو لجنة التخطيط، خصوصاً أن مجلس الإدارة لم يعتمد أى أمور خاصة بالترشيحات حتى الآن.
بعدها يسافر وفد الأوليمبية إلى تايلاند ليحضر اجتماعات الجمعية العمومية اتحاد اللجان الأوليمبية الوطنية «الأنوك»، ويعقد الدكتور حسن مصطفى، رئيس الاتحاد الدولى لليد ورئيس اللجنة الثلاثية لحل الأزمات الرياضية فى مصر، جلسة مصغرة مع وفد اللجنة الأوليمبية ناقشوا خلالها الملامح العامة لمناقشات اللجنة الأوليمبية الدولية حول مسودة مشروع قانون الرياضة الجديد، وطمأنهم على أن الأمور تسير على قدم وساق من قبل لجان فحص مسودتى مشروع قانون وزارة الرياضة وقانون اللجنة الأوليمبية. وهو ما أكدته الأوليمبية الدولية، حيث اتفق مسئولوها على إعادة مسودتى مشروع قانون الرياضة الخاص بوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأوليمبية إليهما مرة أخرى ديسمبر المقبل. كون لديهم ملاحظات على المسودتين على أن تضع الوزارة والأوليمبية، بالتنسيق بينهما أسساً عامة لمشروع القانون.
وفى الجلسة الثانية للجمعية العمومية للأنوك طالب الدكتور علاء جبر، السكرتير العام للجنة الأوليمبية المصرية «الأنوك» بتقديم المساعدة للاحتفاظ باستقلال اللجنة المصرية قائلا: «يجب أن يتبع الأمر الميثاق الأوليمبى ويحقق استقلالية الرياضة». ووعد الشيخ أحمد الفهد الصباح رئيس «الأنوك» بأنه سيجرى اتصالات مع اللجنة الأوليمبية الدولية فى محاولة لعلاج هذه المشكلة. ليأتى المهندس هشام حطب، نائب رئيس اللجنة الأوليمبية فى اليوم التالى فى أثناء إلقاء كلمته ويؤكد للأنوك أن الحكومة المصرية ملتزمة التزاما كاملا بالمواثيق الدولية والميثاق الأوليمبى تحديدا. وعرض حطب خلال كلمته وضع الحركة الأوليمبية فى مصر حاليا، مشيرا إلى تحسنها بعد ثورتى «25 يناير و30 يونيو» وأن الدستور يتضمن التأكيد على أن قانون الرياضة سوف ينظم وفقا للمعايير الدولية. مشيرا إلى أن مصر على مشارف وضع تشريعات رياضية ثابتة تتوافق مع الميثاق الأوليمبى ومبدأ استقلالية الرياضة.
وبعد ما حدث فى اجتماعات الأنوك أراد وزير الرياضة استعراض قوته أمام اللجنة فعقد اجتماعا حضره معظم رؤساء الاتحادات الأوليمبية لمناقشة استعداداتهم لأوليمبياد ريودى جانيرو.. أكد خلاله اللواء سامح مباشر رئيس اتحاد الجودو ورئيس لجنة التخطيط والمتابعة باللجنة الأوليمبية أن المهندس خالد عبدالعزيز لا يتدخل فى شئون الاتحادات بأى شكل من الأشكال، مشددا على أن الوزارة تقدم الدعم المطلوب لجميع الاتحادات. مشيرا إلى أن قائمة الـ16 لاعبا المتوقع حصولهم على ميداليات فى أولمبياد ريو دى جانيرو، جاء من لجنة التخطيط بعد اجتماع مع الاتحادات. وهو ما رفضته اللجنة الأوليمبية بشدة وأعلنت توصل أعضائها لاتفاق على إعادة تشكيل اللجان الداخلية خلال اجتماع مجلس الإدارة المقبل المحدد له أواخر الشهر الجارى، وأبرزها لجنة التخطيط التى تسببت فى العديدمن الأزمات خلال الفترة الماضية. وعلمت روزاليوسف أن الاتفاق تم على إعادة تشكيل لجنة التخطيط برئاسة اللواء سامح مباشر أيضا والإبقاء على حمادة المصرى والدكتور على حسب الله عضوى مجلس الإدارة بها، واستبعاد كل من شريف العريان وعبدالعزيز غنيم لولائهما التام للوزارة، فى الوقت الذى تضم فيه اللجنة ممثلين من الاتحادات وأعضاء الجمعية العمومية للمساهمة فى اتخاذ القرار بشأن الدعم المادى.
وفى رد دبلوماسى على تصرفات الوزير أشاد حطب بالاجتماعات التى يعقدها وزير الرياضة مع الاتحادات للتشاور وعرض احتياجات خطط دورة الألعاب الأوليمبية 2016 مشددا على أنه يأمل أن تكون الاجتماعات القادمة بمشاركة جميع الاتحادات فضلا عن استكمال صرف الدعم لكافة الاتحادات دون تمييز. وقال حطب: «إن التنسيق بين شركاء العمل يعتبر أهم أسرار النجاح». مشددا على أن اللجنة الأوليمبية ترفض رفضا قطعيا تحديد أسماء المرشحين للمنافسة فى الأوليمبياد من قبل الوزارة. مؤكدا أنه اختصاص لمجلس إدارة اللجنة الأوليمبية وفقا للوائح والقوانين. وشدد نائب رئيس الأوليمبية على أن وزير الرياضة أعلن عن دخول محمد إيهاب لاعب رفع الأثقال ضمن قائمة المرشحين للمنافسة فى الأوليمبياد، وهو أمر غير مقبول لأنها تندرج ضمن الاختصاصات الفنية للاتحاد واللجنة الأوليمبية.∎