الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

حبوب منع الحمل بعد الترامادول علي الطريق السريع

حبوب منع الحمل بعد الترامادول علي الطريق السريع
حبوب منع الحمل بعد الترامادول علي الطريق السريع


رغم تشديد الإجراءات المرورية عقب حادثة البحيرة الأخيرة، فإن ما جرى سلط الضوء على قضية أكبر وهى انتشار المخدرات «الحشيش- الأفيون- الترامادول» على الطرق السريعة والتى يتم بيعها فى غرز تنتشر على طول تلك الطرق فى مختلف محافظات الجمهورية، والمثير فى الأمر أن بعض سائقى التريللا والشاحنات يدافعون عن استخدام المخدرات من أجل السهر طول الطريق لتدبير نفقات الحياة الصعبة، وحين يتم الكشف الدورى عليهم يخفون آثار المنشطات باستخدام حبوب منع الحمل فى حين يقوم آخرون بالاستعانة بتحاليل بول الأبناء حتى لا يتم اكتشاف إدمانهم، ومن ثم حرمانهم من القيادة لفترة قصيرة أو طويلة، كما يحمل البعض سائقى السيارات الليبية ارتكاب تلك الحوادث لإدمانهم أو لعدم درايتهم بالقواعد السليمة لقيادة السيارات.

لماذا يتعاطى سائقو الشاحنات والتريللا الترامادول والمخدرات والأفيون خلال قيادتهم لشاحناتهم، ما خطورة الغرز المنتشرة على الطرق السريعة؟! هل تكفى الإجراءات المرورية الأخيرة للحد من حوادث الطرق؟!
محمود شاكر أحد سائقى التريللا من مدينة ميت غمر بالدقهلية قال: إنه يعمل بنقل الرخام بين منطقة شق التعبان والسويس منذ 5 سنوات، ويجبره صاحب السيارة على السهر أكثر من يومين أو ثلاثة حتى يستطيع إنهاء مهمة معينة لأنه لو تركها وذهب ليستريح بضع ساعات ستتم الاستعانة بسيارة وبسائق آخر لإنجازها.
وقد يضطر فى بعض الأحيان إلى تناول بعض الأقراص المنشطة لتعطيه قدرة على مواصلة العمل دون الشعور بالإرهاق، مشيرًا إلى أنه لا يتناولها فقط إلا عند الضرورة ويعتمد كثيرًا على تناول المنبهات كالشاى والقهوة من المقاهى الموجودة على الطرق.
عبدالعظيم شرويدة من مدينة طوخ بالقليوبية أكد أنه متزوج ولديه 5 أبناء وطبيعة عمل أى سائق تريللا تقتضى منه ألا ينام لأكثر من يوم، مشيرًا إلى أن سائقى التريللا تحاك ضدهم حملات ممنهجة من قبل وسائل الإعلام بسبب حادث البحيرة، ورغم أن الحادث أحزن المصريين وأوجعه شخصيًا فإنه لا يجب أن نحمل كل سائقى التريللا إهمال الآخرين.
وأضاف أنه يتناول الترامادول مجبرًا فى الحالات التى تقتضى منه أن يكون فى قمة تركيزه خاصة على الطرق السريعة وبدونه تقع الكثير من الحوادث على الطرق.
وتابع: «خلى الحكومة توفر لنا مرتب حلو وإحنا نبطله من الصبح» على حد تعبيره.
وذكر أحد سائقى التريللا من مدينة ههيا بالشرقية أنه موظف على المعاش ولا يتجاوز معاشه 1200 جنيه والظروف المعيشية أصبحت صعبة، خاصة أن لديه زوجتين و6 أبناء 5 منهم فى الثانوية العامة والجامعة، وبنتان مخطوبتان وتستعدان للزواج، ولذلك فهو يعمل سائق شاحنة على طريق القاهرة المنيا بالرغم من كبر سنه لأن معاش الحكومة لا يكفى حتى لنفقات تعليم أولاده.
وأضاف أنه يتناول الترامادول باستمرار حتى يستطيع أن يواصل عمله وبالرغم من علمه بخطورته إلا أنه لا يمكنه أن يستغنى عنه.
وعن طرق الحصول عليه قال: إن زملاءه السائقين تتوافر معهم كميات كبيرة منه، والبعض يعطيه له مجاملة وإذا اضطر لشرائه فهناك الكثير من البائعين على الطرق.
وعن الكمائن الموجودة على الطرق قال: إن عمليات التفتيش لا تصل إلى الأماكن التى يخفونها فيه حتى وإن كانت هناك كلاب بوليسية فيتم التركيز أكثر على وجود الحشيش والأفيون، ومعظم السائقين بياخدوا كيفهم على المقاهى الموجودة على الطرق.
وأشار إلى أنه يعرف عن ظهر قلب الأماكن التى تنصب بها الكمائن ولذلك فهو دائمًا يكون على أهبة الاستعداد لمواجهة أى كمين، وعن الدوريات المتنقلة قال إنه لا توجد دوريات متنقلة على الطرق التى يسير عليها.
والسبب الرئيسى للحوادث الموجودة على الطرق القضاء والقدر، إضافة إلى سوء حالة الطرق وسوء الأحوال الجوية كوجود الشبورة وليس بسبب تعاطى السائقين للترامادول وللتمول أو الأفيون ولكن لابد للسائق أن يحفظ الطريق جيدًا وإلا لن يستطيع أن يسير عليه بسهولة مؤكدًا أنه يلتزم بتعلميات الطريق بالسير ناحية اليمين.
∎ البحث عن الكيف
إبراهيم عبدالجواد الشهير ببانجو وهو صاحب إحدى الغرز بطريق القاهرة - السويس قال إن كل ما يريده السائقون من حشيش أو أفيون أو تمول وترامادول يتوافر عنده، وأن كيف جميع سائقى التريللا على الطريق يحصلون عليه من عنده مشيرا إلى أنه يتعامل مع الأصناف الجيدة والمكان الذى يبيع فيه بضاعته لا  أحد يصل إليه أحد ولا حتى الجن الأزرق وأن هذه الغرزة فقط للاتفاق ولا يبيع فيها أى شىء.
 فكل الموجودين يشربون القهوة والشاى والشيشة فقط ولا يسمح لأى شخص أن يضع قطعة حشيش على حجر الشيشة ومن يفعل ذلك لا يتعامل معه أبدا.
وهو لا يتعامل سوى مع سائقى التريللا القدامى على الطريق أو من يتم التوصية عليهم.
∎ المخدرات من العرب
أحد السائقين المتواجدين على الغرزة قال إن إبراهيم بانجو يحصل على المخدرات من أحد العرب بمدينة بلبيس
ح. ن أحد سائقى التريللا قال إن السائقين المصريين على مستوى عالٍ من الكفاءة والمهنية والسبب فيما يحدث هو بعض السائقين الليبيين  الذين يسمح قانون المرور المصرى بدخولهم إلى مصر.
والكثير من الحوادث يكون سببها السائقون الليبيون أو الشاحنات الليبية.
كمال إبراهيم صاحب  شاحنتين قال إنه لا يأمن على سيارته ممن يتعاطى المخدرات ولا يعطيها إلا لشخص يعرف سيرته الذاتية والمهنية جيدا، كما أنه لا يلزم سائقيه بالسهر مهما كانت الأموال التى سيأتى بها فحياته وحياة المواطنين وكذلك سلامة سيارته هو كل ما يشغله فلا يمكن أن يضحى بسيارة سعرها يتجاوز مليون ونصف المليون الجنيه من أجل حمولة بتكلفة 3 آلاف جنيه.
منير إبراهيم  سائق نصف نقل ذكر أنهم من أكثر المتضررين نتيجة الإجراءات التى اتخذتها الإدارة العامة للمرور بعد حادث البحيرة حيث يتم إيقاف الطرق كثيرا ويتم تفتيشهم تفتيشا ذاتيا ويجدون معاملة سيئة للغاية كأنهم مدمنو مخدرات أو مجرمون وطالب أن تتم هذه الإجراءات على سائقى الشاحنات فقط والذين يؤثر تواجدهم على الطرق السريعة على سلامة الآخرين، خاصة إذا كان الطريق حارتين فقط.
وأضاف أنه يتعرض يوميا لمواقف من سائقى الشاحنات وغالبيتهم لا يستحق أن يكونوا سائقين «درجة أولى».
وسبق أن شاهد شاحنتين تتسابقان على طريق القاهرة - الإسكندرية الصحراوى فى ساعة متأخرة من الليل.
∎ توم وجيرى
اتفق جميع سائقى الأتوبيسات والنقل البرى على أنهم أكثر الفئات كرها لشريحة سائقى الشاحنات أو ما يطلقون عليها التريللا، حيث قال أحمد الصعيدى سائق أتوبيس بموقف أحمد حلمى أنه لا ينقذك عند مرورك بجانب شاحنة نقل إلا حظك فإن ساء فلتقرأ  على روحك الفاتحة، وأغلب سائقى التريللا يضطرون لعدم النوم لمدة تصل لأربعة أيام فيلجأون  لبعض أنواع المخدرات والمنبهات كالحشيش والأفيون والبرشام للتغلب على ذلك، وعندما ينتهى مفعوله يغلب عليه النعاس وتبدأ الكوارث فى الاندلاع، عند سؤاله عن أماكن حصول السائقين على تلك المواد المخدرة صرح قائلا (الغرز فى كل حتة)، وأخص بالذكر منطقة شق التعبان.
وعلق أيضا على حادثة البحيرة الأخيرة قائلا إن سائق النقل لديه تدريب وخبرة كافية أنه فى حالة الخطر يقوم بالقفز من الشاحنة مهما كانت محتوياتها، وحينما تعرض حياته للخطر ينجو بنفسه ومن بعده الطوفان.
ويرى الصعيدى أن هناك جزءا كبيرا من الخطأ على الحكومة حيث إن كشف المواد المخدرة لا يطبق إلا على العاملين مع الشركات الخاصة، كشركات البترول وشركات السياحة، حيث تقوم  الحكومة بعمل كشف دورى على جميع السائقين التابعين لها، أما باقى سائقى النقل الحر كنقل مواد البناء والآلات الثقيلة وغيرهما فلا يطبق عليهم تلك الشروط.
 وقال جمال أبو غزالة سائق على خط أحمد حلمى الحى العاشر أن السائقين لا يأبهون لتلك الاختبارات ولديهم جميع الحيل لتحريف نتيجة التحليل، وبعض السائقين يقومون بأخذ عينات البول من أولادهم ويقومون بتقديمها إلى التحليل، وآخرون يقومون بأخذ حبوب منع الحمل للتأثير على نتيجة التحليل الأصلية، وهناك من يمتنعون عن التعاطى قبل القيام بعمل التحليل بفترة ومن ثم يعود لمزاجه مرة أخرى.
∎ الجشع والانحراف
وتحدث أبوسغزالة عن الورديات التى يقوم بأخذها يوميا فى عمله وقال إنها وردية واحدة يحمد الله عليها ويكفى راتبها أسرته وأبناءه الستة، أما عن زملائه الذين يقومون بأخذ أكثر من وردية متتالية فقد نعتهم بالجشع والطمع، وأن كلاً منهم يريد بناء عمارة فى بضع سنوات قليلة من المال الحرام مهما عرضه ذلك لمخاطر أو خسارة.
∎ التامول فى الميدان
 موقف أحمد حلمى بالقاهرة أكد أبوغزالة أن بائعى التامول   منتشرون فى جميع أنحائه ونواصيه، وهم فى الغالب من صغار  السن وقال: إن السائقين لا يفضلون التامول لجودته أو مزاجه العالى، ولكن لرخص ثمنه وتوافره على جميع الأرصفة ولا يضطرهم للذهاب للغرز فى كل الأوقات، فهم يتناولونه  قبل ورديتهم ويبررون ذلك بعدم مقدرتهم على العمل وبدء يومهم بدونه.
وختم جمال أبوغزاله كلامه : بأنه كان سائقا لتريللا فى سابق عهده وأنه تعاطى يوما جميع تلك المواد التى أدمنها زملاؤه فهو يعرف جميع أعراضها ومخاطرها، ولكنه طردها من حياته حين أوشكت أن تعرضه للخطر هو ومن حوله، وأوضح : إننا إن لم نصلح من أنفسنا  فلن يصلحنا أيا كان، وإن لم يردعنا قانون حازم فلن نتراجع عن الطريق المعوج يوما ما.∎