الباروما القاتلة

اقبال السباعي
منذ عدة أيام فارق تلميذ بالصف الثالث الابتدائى الحياة أثناء الحصة الدراسية إثر سقوط شباك الفصل على رأسه فاخترق الزجاج رقبته وذبحه، فتوفى فى الحال، ومنذ يومين لقيت فتاة بالشرقية تبلغ من العمر خمس سنوات مصرعها وهى تجلس أمام باب منزلها بعد أن سقط فوق رأسها عامود كهرباء أكلته الباروما من كثرة وشدة الصدأ.. وبلا شك فإن هاتين الحالتين قد وقع مثلهما الكثير وسيقع بعدهما الكثير أيضا بسبب الإهمال الجسيم وانعدام الضمير وعدم وجود المتابعة والرقابة الدائمة المستمرة التى تمنع وقوع مثل تلك الحوادث، والغريب فى الأمر أن والد الطفلة التى توفيت كان قد أبلغ المسئولين بالكهرباء أكثر من مرة بأن عمود الإنارة الذى يجاور منزله متهالك ويريد تغييره خوفا من أن يقع على أحد من أطفال القرية دون أدنى إجابة أو مبالاة، بل والأغرب من ذلك أن المسئولين دائما يبررون تلك الوفيات بأنها قضاء وقدر ولا علاقة لها بالإهمال.
لذلك لابد أن تعمل مختلف الوزارات وخاصة وزارتى الكهرباء والتربية والتعليم على تخصيص ميزانية لعمل صيانة دورية وإشراف دائم سواء على أعمدة الإنارة فى الشوارع أو على الأدوات والمعدات والشبابيك والأبواب وغيرها فى المدارس والعمل على محاسبة المقصرين ومعاقبة كل من يهمل فى عمله ويؤدى هذا الإهمال إلى وفاة نفس بريئة لا ذنب لها ولا جريمة اللهم انعدام ضمير المسئولين فحسب.
أيضا أطالب وزير التربية والتعليم، بأن يقوم بإصدار قرار إلى هيئة الأبنية التعليمية للعمل فورا على تغيير شبابيك المدارس من زجاج إلى بلاستيك غير قابل للقطع أو الكسر على أن يكون شفافا لا يحجب الضوء حفاظا على سلامة التلاميذ، فسلامتهم من سلامة المجتمع كما يجب وضع اشتراطات السلامة والأمان داخل المدارس، لأن التلاميذ تقضى فى المدرسة وقتا طويلا وقد يتعرضون للكثير من الأخطار أثناء وجودهم فى المدرسة لهذا هم بحاجة دائمة إلى الوقاية والرعاية من قبل المدرسين والمسئولين حفاظا على أرواحهم.∎