الأحد 8 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

إرادة الشعب هى التى ستحقق بناء دولة مصرية قوية وقادرة على مواجهة محاولات إجهاض الثورة

إرادة الشعب هى التى ستحقق بناء دولة مصرية قوية وقادرة على مواجهة محاولات إجهاض الثورة
إرادة الشعب هى التى ستحقق بناء دولة مصرية قوية وقادرة على مواجهة محاولات إجهاض الثورة


 كشف السفير «مجتبى أمان» - رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة - استعداد بلاده لتقديم المساعدة لمصر لمواجهة أزمة أنفلونزا الطيور والحمى القلاعية لا سيما مع توصل إيران لعلاج فى تلك الأمراض وأكد خلال حواره مع «روزاليوسف» أن إيران تنتظر استكمال المؤسسات المصرية لإنهاء مسألة رفع التمثيل الدبلوماسى لإيران.
 
 
وشدد أن المعونة الأمريكية تقدم على حساب مصر وخراب اقتصادها وسياستها، فأمريكا تعطى بيد وتأخذ بيد ورجلين، نافيا وجود أى توجه مذهبى فى السياسة الإيرانية وأن الترويج لقضية التشيع قضية مختلقة وأن نظام مبارك أفسد علاقات الدولتين لصالح أمريكا وإسرائيل.
 
 
 كما تناول السفير مجتبى القضية السورية وأكد أن نظام بشار ليس أقوى من نظم مبارك والقذافى وبن على، وبالتالى فاستمراره دليل على عدم وجود ثورة حقيقية بسوريا، لافتا إلى أن إسرائيل تريد الهجوم على إيران لكنها لا تملك الإمكانيات ولا تجرؤ على مواجهة نظام الردع الإيرانى، وفيما يلى نص الحوار:
 
كيف ترون فى إيران مستقبل مصر فى ظل الظروف الراهنة؟
 
- من الطبيعى بعد أى ثورة تحدث مجموعة من الوقائع والمشكلات لأن النظام السابق ثار الناس عليه ويريدون إعادة بناء جديد للدولة، وهو أمر بحاجة لجهود وقوة أكبر، لكن كل هذا تواجهه خلافات وآراء متباينة، ونحن فى إيران كنا نواجه نفس المشاكل، ولكن نحن نرى أن إرادة الشعب هى التى ستحقق بناء دولة قوية فى مصر، وسيواجهون كل المحاولات التى تحاول إجهاض أهداف الثورة، وهذه مرحلة عادية للوصول إلى دولة مصر القوية.
 
 وما تقييمك للعلاقات المصرية الإيرانية بعد مرور عام من الثورة؟ وهل الظروف الحالية فى صالحها؟
 
- نتوقع تطورا فى هذه العلاقات بإرادة الشعب، فالنظام السابق قام بتعليمات أمريكية بإبعاد مصر عن إيران فى كل الجوانب، ولكن هناك بعض المشتركات موجودة.
 
ومصر بعد الثورة هناك إمكانية تعاون أكبر مع إيران فى كل المجالات بخلاف النظام السابق، ولكن هذا مرتبط بظروف مصر التى تمر بها، وطبيعة الثورة المصرية وتوجهاتها.
 
ونرى أن مصر الآن مشغولة بالأمور الداخلية ولا توجد مؤسسات تستطيع أن تأخذ قراراتها بصفة فورية، فمصر على طريق استكمال مؤسساتها الانتخابية، ونحن نجد أن هذا الطريق سيصل بالعلاقات بين البلدين إلى تعاون قوى برؤية مشتركة.
 
 إذا كانت الأمور قد تغيرت فلماذا لم يتم حتى الآن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسى الإيرانى؟
 
- لا نريد أن نأخذ خطوات حالية من جانبنا أكثر من طلبنا رفع هذا التمثيل، وسنصبر حتى تأخذ مصر قرارها نحو هذا الأمر بعد استكمال مؤسساتها.
 
 فى الوقت الذى تنطلق فيه الدعوات بالتقريب بين مصر وإيران تظهر قضية التشيع، فما موقفكم من هذه القضية؟
 
- هناك تعدد مذهبى معترف به فى الدين الإسلامى، فهناك أربعة مذاهب مختلفة عند أهل السنة، وباعتراف مؤسسة الأزهر بيت أهل السنة يجوز التعبد بالمذهب الشيعى الجعفرى، كما توجد رؤى مختلفة داخل تلك المذاهب ليس بسبب أصول الدين.. بل فى موضوعات شكلية ولا يعتبر الخلاف بين السنة والشيعة كبيرا فهو وفق ما أعلنه علماء السنة لا يتعدى 5٪، وهناك 95٪ يشتركان فيه، وعليه فقضية التشيع قضية مفتعلة، والرؤية التقريبية بين السنة والشيعة لصالح الإسلام لأن الأعداء يريدون تفريقنا تحت سنى وشيعى.
 
وهناك عدد كبير من الشيعة ينتشرون فى مختلف بلاد العالم الإسلامى ولا يعرف أحد الخلافات التاريخية بين الفرقتين لكن هناك من يريد عبر الفضائيات إحداث الفرقة من خلال ترويج بعض الأكاذيب ضد الشيعة، وهناك أياد خارجية بعيدة عن الإسلام تريد الضرر بالإسلام بهذا الأسلوب.
 
وفى مصر نجد بعض الأكاذيب روجت فى فترة حكم مبارك ضد الشيعة وإيران على حساب وحدة المسلمين والإسلام، لإيجاد فتنة تحقق أغراضا سياسية مرتبطة بالقضية الفلسطينية.
 
وموضوع نشر المذهب الشيعى أمر مختلق، لأن أتباع المذاهب لا يغيرون مذهبهم إلا باقتناع فكرى، وأعداد السنة والشيعة حتى بعد الثورة الإسلامية لم تتغير.
 
 وما هى خطوات إيران لمواجهة هذا؟
 
- إيران قامت بخطوات عملية للتقريب حيث تم إنشاء مجمع تقريب بين المذاهب لمواجهة مثل هذه الأمور، بالإضافة إلى إصدار كتيبات ودراسات فى هذا الأمر، ولكن نظام مبارك منع أى تقريب عملى بين مصر وإيران.
 
وأؤكد أن المنظومة السياسية الإيرانية لا ترتبط بالمسألة المذهبية، فلا وجود للتوجه المذهبى فى السياسة الإيرانية كما أن إيران تقوم بدعم الفلسطينيين و90٪ منهم سنة، كما ساهمنا بتأسيس الدولة الإسلامية للبوسنة ومسلميها ليسوا شيعة، كما دعمنا المجاهدين الأفغان ولم يكونوا شيعة، وليس هناك فرق لدى إيران فى توجهها بين سنة وشيعة، ونعتبر أن الإسلام دين شامل، لكن للأسف لا نجد اهتماماً قوياً فى كثير من بلدان العالم الإسلامى بقضية التقارب بين السنة والشيعة، ونحن نتفاءل بأنه سيحدث شىء عملى فى مصر بعد الثورة فى قضية التقريب.
 
 فى الوقت الذى ظهر فيه مرة أخرى مرض أنفلونزا الطيور والحمى القلاعية أعلنت إيران عن ابتكارها عقاقير جديدة لتلك الأمراض فلماذا لا تمد إيران مصر بهذه اللقاحات؟
 
- نحن على استعداد لتقديم كل المساعدات لمصر لكن التفكير مازال فى الإطار السابق، فالمسئولون المصريون ليس لديهم معلومات كافية من القدرة العلمية لإيران فى مواجهة تلك المشاكل، ونحن اليوم فى إيران نصنع 96٪ من الأدوية التى نحتاجها، وإيران ترحب بتقديم أى استفادة لمصر، لكن مصر ملفوفة بالمشاكل الداخلية وللأسف ينظر لحلها فى إطار التفكير السابق الذى كان مسيطراً على عقول الناس فى مصر.
 
∎ لكننا نرى فى الفضائيات إصابات عديدة وقتلى بين الشعب السورى، فما تعليقكم على ذلك؟
 
- لا ننكر هذه القضايا، لكن توجد الآن معارضة مسلحة والأشخاص اليوم يملكون السلاح فى سوريا وأصبح هناك قتلى بين الطرفين، ونحن نأسف هذا، لكن علينا أن نقول بوضوح من المسئول عن اعطاء سلاح لطائفة ضد النظام، بينما لم نر ذلك فى الثورة المصرية والتونسية، فنظام بشار الأسد ليس أقوي من نظام مبارك والقذافى وبن على، لكنه مازال موجوداً ولديه دعم كبير فى سوريا.
 
هل تتوقعون أن تقوم إسرائيل بإعلان حرب فعلية على إيران؟
 
- إسرائيل تريد هذا بالفعل لكن لا تملك إمكانية للقيام بهذا، فبمقارنة قدرة إسرائيل نظاميا ونفسيا قبل ثورة إيران وبعدها نرى أن إسرائيل كانت تحتل أراضى البلاد المجاورة، لكن بعد دخولها عام 92 فى بيروت وبعد خروجها من جنوب لبنان وهزيمتها عام 96 يدل على أن إسرائيل لا تملك اليوم إمكانية للهجوم، خاصة أن إيران لديها قوة كبيرة للردع.
 
وأريد الإشارة إلى أن زيادة الحديث عن الهجوم على إيران يرتبط بأمرين الأول محاولات إسرائيل للحصول على الدعم الأمريكى من المرشحين الأمريكيين للرئاسة، والثانى محاولات إسرائيل نسيان العالم العربى القضية الفلسطينية وسط ما يحدث من ثورات عربية.
 
 فى إيران شاهدنا البرلمان الإيرانى يقدم استجوابا لرئيس إيران حول بعض القضايا السياسية، فهل هذا مؤشر لوجود تحول ما فى إيران سياسياً؟
 
- البرلمان الإيرانى يسمح له قانوناً باستجواب مسئولين من الوزراء ولكن ثم إيضاحات كثيرة لللوزراء خلال البرلمانات التى أعقبت الثورة الإيرانية الإسلامية، وهذا يدل على طلب السؤال من أى مسئول، ولم يكن متوقعا قبل الثورة طلب سؤال من الرئيس، ولكن أصبح عادياً أن يطلب السؤال حتى من الرئيس الإيرانى لاسيما أن الرئيس نجاد من أكثر الرؤساء الإيرانيين الذين يحضرون جلسات البرلمان، ونحن ننظر لمسألة الاستجواب للرئيس الإيرانى نظرة إيجابية.∎