الإسرائيليون بناة الأهرامات فى فيلم «الخروج» لنبى الله «موسى»
آلاء شوقي
ظهور الأنبياء على الشاشة فى عام 2014 قضية فنية تبنتها «روزاليوسف» ويبدو أن ما توقعناه تحقق بالفعل بعد أن تم عرض فيلمى «ابن الله» الأمريكى عن السيد المسيح و«طفولة النبى محمد» الإيرانى الذى أوشك على الانتهاء من تصويره.
هذا الأسبوع أطلقت شركة فوكس حملتها الدعائية لفيلم «الخروج: آلهة وملوك» المقرر عرضه الأول فى الثانى عشر من ديسمبر القادم، والذى يقوم ببطولته بطل سلسلة أفلام «باتمان» كريستيان بيل فى دور النبى «موسى» ويشارك فى البطولة كل من: بن كينجسلى، أرون بول، سيجورتى ويفر ويشاركهم البطولة النجمة الإيرانية «جوليشفته فارهانى» والفلسطينية «هيام عباس»، والسورى «غسان مسعود» والفيلم من إخراج «إيدلى سكوت» صاحب أفلام «المصارع»، «مملكة الجنة»، وسلمى ولويزا».
خطورة فيلم Exodus: Gods and kings أو «الخروج: آلهة وملوك» ليس فى أنه يعرض قصة النبى «موسى» التى نعرفها والمثبوتة فى القرآن الكريم، إنما هى كما علمنا محرفة وتعرض من وجهة نظر إسرائيلية، وإن فرعون مصر ذكر على أنه الملك رمسيس رغم عدم ذكره فى «سفر الخروج»، بل إنهم ذهبوا إلى ما هو أبعد بأن بنى إسرائيل هم بناة الأهرامات وما خفى كان أعظم.
الشركة المنتجة أطلقت الدعاية للفيلم من خلال طرح بروموهين دعائيين من الممكن أن نفهم الرسائل الموجهة وأهداف الفيلم الذى من المؤكد أن يثير جدلا واسعا فى الأوساط السينمائية وفتح ملفات حرية الإبداع والثوابت الدينية.
البرومو الأول كان مجرد إعلان عن مخرج الفيلم والشركة الموزعة له وهى «فوكس» العالمية، فى إشارة إلى أنه قصة خروج بنى إسرائيل مع موسى وحربه مع الفرعون، وقد حقق نسبة مشاهدة تجاوزت المليون مشاهد.
البرومو الثانى والذى طرح الأسبوع الماضى وحقق ما يزيد على 3 ملايين مشاهد على موقع «اليوتيوب» كما حصل على ما يقرب من 3 آلاف مشاركة فور طرحه على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك».
الإعلان كشف المزيد من الأفكار حول قصة الفيلم، والتى تدور حول خروج بنى إسرائيل من مصر بقيادة النبى موسى المرتبطة بسفر الخروج فى العهد القديم، بعد معاناة دامت سنين من العبودية، ثم بداية الحرب الشرسة التى دارت مع فرعون مصر، بالإضافة إلى الضربات العشر التى ظهر منها ست ضربات فى الإعلان، وهى ضربة الظلام الذى غطى مصر لثلاثة أيام، وضربة الجراد الذى حجب نور الشمس وانقض على ما بقى من عشب وغيره، وضربة الضفادع التي تملأ كل مكان فى أرض مصر، وضربة الوباء من خلال البرد الشديد الذى صاحبه نار ورعود مخيفة، وضربة موت كل بكر، وضربة تحول النيل إلى دم.
الإعلان ركز على الشخصية الرئيسية وهو نبى الله موسى حيث كتبوا عنه «فى الوقت الذى حكم فيه البشر كأنهم الآلهة، تم اختيار الأوحد من أجل تغيير العالم» مع وجود بعض التلميحات غير المبررة حتى الآن، حيث ظهر فرعون مصر فى صورة «رمسيس» على الرغم من عدم ذكر اسمه فى سفر «الخروج»، كما لم يتم الإفصاح عن مسمى فرعون موسى فى أى سفر آخر، ليس هذا فحسب، بل ظهر بشكل واضح فى الإعلان، أن قوم بنى إسرائيل هم من بنى الأهرامات، عندما شرح «نون» للنبى موسى كونه هو النبى، حيث قال له: «والداك لم يقولا لك الحقيقة، وهى وجود نبوءة معروفة قبل ميلادك، عن ميلاد قائد سوف يحرر جميع بنى إسرائيل من العبودية، وهذا القائد هو أنت يا موسى»، الوقت نفسه ظهر بنو إسرائيل وهم يحملون الحجارة لبناء الأهرامات بشكل استعبادى.
فيلم «الخروج» ليس هو أول الأعمال التى قدمت قصة النبى موسى، بل فيلم «الوصايا العشرة» The Ten Commandments يحكى قصة حياة موسى النبى وخروج شعب إسرائيل من مصر، تم إنتاجه عام 1923 وكان من إخراج سيسيل بى ديميل، وبطولة ثيودور روبرتس فى دور النبى «موسى» وأعيد إنتاج الفيلم مرة أخرى عام 1956 بالألوان، أخرجه أيضا ديميل، وتضمن الفيلم النصوص والحوار المأخوذ من سفر «الخروج» فى العهد القديم، مع وجوب بعض الاختلافات الملحوظة، وتم تصويره فى الأقصر، وأبورواش، وأبو رودس، وبنى سويف بمصر، كما تم تصويره فى مدينة كاليفورنيا، وقد حقق الفيلم أرباحا تجاوزت 185 مليون دولار، ويعتبر خامس أكثر الأفلام تحقيقا للإيرادات فى تاريخ الولايات المتحدة، وكندا، حيث جمع الفيلم منذ إنتاجه حتى عام 2010 حوالى 977 مليونا و260 ألف دولار.
وتدور أحداثه حول تبنى موسى من قبل الأسرة الفرعونية الحاكمة فى مصر، ثم يصبح محرر العبرانيين المستعبدين، الذى يخرجهم إلى سيناء، ويتلقى الوصايا العشر فوق الجبل من الله.
وقام بدور البطولة فيه «تشارلتون هيتسون» الذى يجسد شخصية النبى «موسى» و«يول براينر» فى دور فرعون و«آن بيكستار» فى دور نفرتارى و«إيفون دى كارلو» فى دور صفورة.
وفى عام 2007 أنتج فيلم ثالث بنفس الاسم إخراج «جون سترونك»، بيل بويس بطولة «كريستان سلاتر» بدور النبى «موسى» و«ألفريد مولينا» بدور فرعون، لكن اختلف هذا الفيلم فى عمل ممثل للقيام بدور الرب وهو «إليوت جولد»، وربح الفيلم مليونا واحدا وخمسين ألفا.