الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

البابا فين ؟!

البابا فين ؟!
البابا فين ؟!


الاثنين القادم يعود قداسة البابا تواضروس من كندا بعد غياب نحو شهر فى رحلة رعوية شاقة طرحت أسئلة شائكة كلها تعبر عن افتقاد الأقباط  لقداسته وحبهم الكبير له،  فمن المعتاد فى تاريخ كنيستنا أن يقوم البطريرك فى العام الأول لرسامته على كرسى مارمرقس بزيارة كل إيبارشيات أو مطرانيات الكنيسة.

كان ذلك يتوافق مع ظروف الزمان وحسب الاضطهاد والحكم القائم، وكانت تعد مهمة رئيسية لقداسته للافتقاد الرعوى والروحى لشعب الكنيسة من ناحية ولتعرف الشعب على البابا الجديد من ناحية أخرى، خاصة أن وسائل الإعلام لم تكن متوافرة بهذه الصورة.
وفى أواخر عصر البابا كيرلس السادس بدأت تظهر إيبارشيات المهجر التى ازدهرت بصورة كبيرة فى عهد البابا شنودة الثالث حيث تزايد عدد الأقباط المهاجرين فى عهد الرئيس السادات وعلى مدى 40  عاما تأسست نحو 400  كنيسة قبطية ودير فى مختلف دول العالم.
ليأتى البابا تواضروس ويظهر اهتماما كبيرا فى عامه  الأول وبداية عامة الثانى على كرسى مارمرقس بدول المهجر فقام بزيارات خاطفة لم تشمل إلا بضع محافظات قليلة منها الفيوم ودير المحرق بالقوصية ودير الأنبا شنودة فى سوهاج وبالطبع الإسكندرية.
وهى زيارات لا تقارن بالسفريات المتكررة إلى الخارج والتى منها سفريات لدول لا يوجد بها أقباط يذكرون منها رحلات البابا إلى الدول الإسكندنافية  مثل فنلندا والسويد، والنمسا، ثم هولندا وسويسرا وكندا، ودول أوروبية وأمريكا وغيرها وهى رحلات تتراوح مدتها من أسبوعين إلى شهر.. يعتذر فيها البابا عن اجتماع الأربعاء (الوعظة الأسبوعية)  على الرغم من إمكانية إلقاء المحاضرة وبثها عبر قناة الأقباط فى المهجر (لوجوس) وتبث منها باقى القنوات، قد يرد البعض هنا أن كل عظات ومحاضرات البابا مذاعة وهى أكثر من العظة الأسبوعية ولكن يبقى التساؤل قائما: لماذا يلاحظ اهتمام البابا تواضروس بالمهجر والسفر كثيرا منذ رسامته؟!
هناك طبعا إجابات شريرة منها دعم أقباط المهجر للكنيسة بتبرعاتهم وأموالهم، ولكن للأمانة فإن قداسته لم يعظ أبدا عن العطاء وأهميته كإشارة غير مباشرة لطلب معونة كنيسة الداخل لهم رغم ظهور شائعات عن مبالغ تتبرع بها بعض العائلات وتستخدم هذه المبالغ لخدمة الفقراء بعد ذلك فى لجنة البر بمصر.
ولعل الرسالة التى أرسلها الدكتور الذى سمى نفسه (هانى مكارى) على صفحة المتحدث الرسمى للكنيسة وأعلن فيها عن تذمر عدد كبير من أقباط كندا تكشف أنه ليس أقباط الداخل هم فقط المتذمرون من سفريات البابا، ولكن الأقباط فى الخارج غير راضين عن برامج وشكل هذه الزيارات حيث تقول الرسالة: (نحن شعب تورنتو وأيضا أحباؤنا فى مونتريال، كنا ننتظر زيارة البابا تواضروس الثانى لكندا كى نطلب منه الآتى:
رسامة أسقف لتورنتو وأيضا أسقف للجزء الثالث منها على الأقل أسقف تورنتو.
لدينا مشاكل فى تحويل كل كاهن كنيسته إلى جزيرة (ملك خاص له) ولمن يرسمهم معه بمزاجه وهناك كهنة قالوا علانية على منابر كنائسهم (البابا ميقدرش ييجى جنبى ولا يحرك إصبعى).
الشباب هنا فى حالة ضياع لعدم وجود خدمة شباب ولكن البابا تواضروس هنا فى تورنتو محاصر  من الآباء الكهنة، وسيكون محاصرا فى كل مكان بكندا حتى لا يصل صوتنا برسامات الأساقفة ونقل مشاكلنا إليه، لذلك فقد أجاد كهنة تورنتو ومسيسوجا معا فى حصار البابا فى القاعات المغلقة من أول ما نزل فى فندق شيراتون وأول ما نزل من الطائرة وفى كل  الاحتفالات والقداسات ما حدش يقرب من البابا ولا يعرف يكلمه، تلاقى 2 أو 3 كهنة حواليه زى (البودى جارد) ياللا ياحبيبى مش وقته) سيدنا تعبان (سيدنا مشغول) سيدنا وقته ضيق والسؤال : هو البابا جاى للاحتفالات ولا جاى يعرف الأقباط عايزين إيه ومشاكلهم إيه؟ من فضلكم انقلوا ليه الدنيا فى كندا سيئة مش زى ما هو بيتقال فى قاعات الفنادق وحفلات الكنائس؟ وده نوع من التدليس وإخفاء الحقائق، وربنا شاهد على ما أقول؟  كنا  مش مصدقين إن البابا لا يريد  سماع صوت الأقباط فى مصر، بإغلاقه كل منافذ التلاقى فى عظته وفى مقره وفى كل مكان حتى مع رهبان الدير اللى خرج منه وبعد زيارته لكندا تأكدنا أن البابا يدير الكنيسة من الغرف المغلقة ولا يريد ولا يحب أن يسمع الشعب القبطى.. إننا نحملكم هذه الرسالة أمام الله وإذا لم تنشروها فأنتم مشاركون فى إثم من فرضوا الحصار على البابا سواء بإرادته وحسب طلبه أو بغيرها).
نحن ننشر هذه الرسالة ولكننا نجد البابا يجول فى كندا وربوعها التى بدأت فيها الخدمة منذ ربع  قرن وضع حجر أساس - أى افتتح كنائس - تزيد عن العشرين - كما وضع حجر أساس لمركز ثقافى قبطى وقاعات وغيرها مما يؤكد  ازدهار الخدمة بنموها واحتياجها إلى كنائس جديدة ومقرات جديدة وهو انتشار رائع لا ينكر للكنيسة القبطية. والعيب الأكبر فى هذه الرحلة يتحمله مكتب الإعلام للكنيسة الذى يعد أسوأ مكتب إعلام موجود حيث يقدم أخبارا مقتضبة عن اللقاءات الخاصة بالبابا كما يقوم بتشويه الصور المرفقة بشكل بدائى سيئ للغاية ولا يمكن أن يكون هذا المكتب لائقا بمكانة الكنيسة القبطية أبدا فيبعث بخبر أن البابا صلى صلاة الشكر ويعتبر أن هذا خبر وأن البابا التقى رئيس وزراء كندا دون أن يذكر أى طرف ما دار فى هذا اللقاء ويكتفى بأخبار من هذا النوع ويتجاهل تماما أحداثا مثل موقف البابا  أو متابعته لأحداث جبل الطير أو غيرها وكأن البابا انفصل فى كندا عن الكنيسة، الأمر الذى استفز بعض الأقباط على الفيس بوك فكتب إبراهيم عادل «هى الرحلة دية طويلة جدا». وكتب (ملاك خليل): يا سيدنا ربنا يحافظ عليك فى كل مكان يحفظ دخولك وخروجك بس أرجوك واستسمحك حتى لو بتليفون تسأل على كنيستك الملاك سوريال ومارمينا بالعمرانية متكدرين وتعبانين من سوء معاملة راعى الكنيسة لينا  من فضلك يا سيدنا.
وكتب الدكتور (ميشيل فهمى) على صفحته متسائلا: أين البابا للمرة الثانية بعد المائة،  أتساءل ويتساءل معى العديد  والكثير من أبناء الشعب المصرى القبطى، ومعهم كثير وكثير من الإخوة فى الوطن عن غياب بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية للكنيسة المصرية الأرثوذكسية، غير المبرر عن الوطن وعن أحداث الوطن وعن الخمسة عشر مليونا من الرعية، وكلما زاد الغياب غير المبرر يوما تزداد مع هذا اليوم وتتقافز وتتكاثر الأسئلة والشائعات.
وقد يقول قائل من المتفزلكين أنه بدولة كندا، يرعى أقباط كندا ويدشن لهم  كنائسهم، وأقول : ولماذا سُيم أساقفة لكندا ؟ أليس لهذا الغرض ؟
وإذا كانت الزيارة الرعوية للشعب القبطى بدولة من الدول كما يقولون فى بعض الأحيان، أهى بلاد حدود للمدة ؟ ألا يكفى عدة أيام لا تزيد عن الأسبوع للرعاية والعناية ؟
غبطة البابا ليس بعيدا عن المساءلة، والمساءلة تجىء نتيجة لتبعات المسئولية !
لو كان هناك مجلس ملى فاعل وعامل وناشط وغير كرتونى، لسافر عدد من أعضائه  برئاسة وكيله العام إلى كندا، واستفسروا عن أسباب الغياب المطول وغير المبرر وأفادوا بالنتيجة.
 الموضوع زاد عن الحد والمقبول، لا يمكن ترك المسألة بهذا الغموض وترك كرسى مار مرقس الرسولى بدون شاغره المختار. ومن بين أسباب رفض البعض لزيارات البابا وطرح الإجابات على الأسئلة التى طرحناها حول الغرض منها إجابة أن يكون البابا سفيرا وطنيا لا سياسيا لمصر فى الخارج فكثيرا ما تحدث عن 30 يونيو كثورة لا انقلاب وفى مؤتمر الشباب القبطى بهولندا الذى شارك فيه 800 شاب وشابة - وهو عدد ضئيل بالنسبة لأى اجتماع خريجين فى إيبرشية  كبيرة - تحدث عن مشروع القناة الجديد - وفى كنيسة الملاك بكندا تحدث عن المشاريع الاقتصادية الجديدة وأضاف إليه توسيعات الطرق المرورية وعن ترميم وبناء 10 كنائس من التى حرقها الإخوان - قداسته  يقوم بدور وطنى إذن.. وبعيدا عن أى تلميحات فالبابا فى الخارج يتحرك بحرية مطلقة يدشن كنائس بلا عائق أو قوانين أو تصريحات أمنية مقيدة افتتح أكبر كاتدرائية للمصريين بكندا باسم القديس مرقس ووضع حجر أساس  لمقر له ولمتحف قبطى رسم كهنة وشمامسة. فهل إذا تحرك فى الصعيد سوف يبنى ويدشن ويضع أحجار لأبنية ويشعر بكل هذا الإنجاز؟!! كما أنه فى الخارج بالتأكيد يشعر بأنه فى راحة من يد أساقفة الحرس القديم -  من بينهم أساقفة مازالوا فى مقر مطرانيتهم يرفضون عدم وضع صورة البابا تواضروس حتى الآن وواضعين صورة البابا شنودة - وقلوبهم الثقيلة وأرواحهم التعسة التى تراقب تصرفاته  وتبحث عن كلماته وتسلط كتائبهم الإليكترونية ضد عقله العلمى وفهمه المتفتح للكتاب المقدس ومشاكل العصر وانفتاحه على الطوائف فهناك يلتقى بكل الطوائف من كاثوليك وإنجيليين بمحبة ووداعة دون تشدد أساقفة يكرهون كل ما هو آخر. وبرغم كل هذا. كل هذا الأسئلة تعبر عن حب الأقباط للبابا الذى غاب نحو شهر ويعود الاثنين وحشتنا يا قداسة البابا وحمد لله على السلامة.