الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

الملك عبدالله لتميم: أنت خيال مآته وأبوك وحمد بن جاسم وراء كل المؤامرات

الملك عبدالله لتميم: أنت خيال مآته وأبوك وحمد بن جاسم وراء كل المؤامرات
الملك عبدالله لتميم: أنت خيال مآته وأبوك وحمد بن جاسم وراء كل المؤامرات


تحتضن مدينة جدة السعودية غدا الأحد اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى لاتخاذ موقف نهائى بشأن ممارسات دويلة قطر بعدما رفضت الدوحة الأسبوع الماضى التوقيع على التقرير النهائى لللجنة المكلفة بمتابعة اتفاق الرياض.
وكشفت مصادر خليجية مطلعة لـ«روزاليوسف» فشل جميع الجهود والوساطات التى أجرتها كل من   دولة الكويت، وسلطنة عمان على مدى أكثر من خمسة أشهر لتنقية الأجواء الخليجية، وإقناع حكومة قطر بالتخلى عن دعمها للإرهاب،  والتدخل فى الشئون الداخلية للدول العربية وإغلاق قناة الجزيرة،  وضرورة الالتزام بالمصالح العربية والخليجية، وأن تمتثل الحكومة القطرية لحقائق التاريخ والجغرافيا بما يتلاءم مع حجمها وإمكانياتها.
وتوقعت المصادر ذاتها أن تتجه العلاقات الخليجية القطرية إلى مزيد من التوتر والتصعيد والبدء فى تطبيق حزمة العقوبات التى سبق وأن أعلنت عنها السعودية والإمارات والبحرين، الأمر الذى قد يؤدى إلى فصل قطر من عضوية دول مجلس التعاون الخليجى، وعزلها تماما عن محيطها العربى، خصوصا أن المملكة العربية السعودية  اتخذت على لسان وزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل فى الاجتماع الأخير الذى انعقد فى جدة السبت الماضى وشاركت فيه قطر والإمارات والسعودية موقفا أكثر تشددا وأصرت على إغلاق قناة الجزيرة تماما بدلا من لجمها وضبط سياستها الإعلامية، بعدما  فاض بالسعودية الكيل من مماطلة وتسويف قطر، واستهلاكها لمزيد من الوقت أملا فى أن تنجح الوساطات والضغوط  فى تخفيف الشروط التى أقرها اتفاق الرياض فى وقت سابق من هذا العام.
 وأشارت نفس المصادر، إلى أن  الزيارة المفاجئة التى قام بها للرياض الأمير تميم بن حمد فى الثانى والعشرين من شهر يوليو الماضى جاءت لتدارك وتخفيف حدة الغضب السعودى بعدما تنامى إلى مسامعه أن السعودية تنوى العمل على تعليق عضوية بلاده فى مجلس التعاون الخليجى، وتبعتها الزيارة التى قام بها الأمير متعب للدوحة والتى لم تجد نفعا فى تصويب المواقف القطرية أو حتى الحصول على وعد بمراجعة السياسات التى تنتهجها الدوحة، وأضافت أن علاقة قطر بدول الخليج باتت أكثر سوءا مما كانت عليه فى مارس الماضى، بعد أن انضمت الكويت إلى السعودية والإمارات والبحرين، بسبب التدخلات القطرية فى الشئون الداخلية الكويتية، إضافة إلى استياء مسقط من قطر نتيجة تسريبها شائعات لوسائل إعلام لبنانية تناولت الوضع الصحى للسلطان قابوس بشكل أثار القلق فى الشارع العمانى، كما ازدادت سخونة التوتر  بين دولة الإمارات وقطر على هامش حرب غزة بسبب تبنى  قناة الجزيرة شائعة مغلوطة  عن قيام الإمارات بالتجسس على المقاومة الفلسطينية لصالح إسرائيل.
وكانت المملكة العربية السعودية وجّهت قبيل شهر رمضان الماضى رسالة إلى الشيخ تميم تبلِّغه فيها أن صبرها على السياسات  المتهوّرة لقطر بدأ ينفُد،عندها تدخَّلت عُمان بوساطة جدية لإبطاء التدهور فى علاقات الدولتين، إذ إن من شأن استمراره إقدام مجلس التعاون الخليجى على تجميد عضوية قطر فيه. ثم أتت زيارة تميم الأخيرة لتعطيه مجالاً للعمل على تلافى العُزلة الخليجية وتشير المصادر إلى إن العاهل السعودى رفض خلال الاجتماع اقتراحًا لأمير قطر بقيام مجلس التعاون ببذل جهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة، ولإنهاء ما يمكن تسميته خنق الشعب الفلسطينى فيها وجاء رد الملك عبد الله سريعا ومفحما ومؤكدًا قناعته بأن المبادرة المصرية تحقق هذا الهدف، وهى المؤهّلة أكثر من غيرها من العرب للقيام بذلك.
كما علمت روزاليوسف أن العاهل السعودى اتهم قطر بتقديم الدعم المباشر لشخصيات إخوانية فى المملكة وكذلك دعم الحوثيين فى اليمن «جنوب المملكة» واستمرار دعمها للعمليات الإرهابية التى تقوم بها التنظيمات الإخوانية فى مصر، كما وجه العاهل السعودى اتهامه المباشر إلى تميم بأنه مجرد «خيال مآتة»، وأنه لا يدرى عما يدور حوله معبرا عن قناعة كل من السعودية ومصر أن الأمير القطرى السابق ووزير خارجيته السابق يقومان بدور ديبلوماسى يناقض تماماً التعهدات التى وقَّعها الشيخ تميم وهو ما كرره وزير الخارجية السعودى الأمير  سعود الفيصل فى اجتماع جدة الأخير مع أمير قطر بأن لديه معلومات مصرية تؤكد ذلك، وأن السعودية مقتنعة بأن هناك توزيع أدوار بين المسئولين الكبار فى قطر السابقين والحاليين.
وعلمت روزاليوسف أن قطر ستواجه فى حال استمرت فى السياسة المناوئة للأمن القومى العربى وامتناعها عن تنفيذ تعهّداتها التى وقّعها أميرها الشيخ تميم أمام العاهل السعودى وبحضور أمير الكويت فى نهاية العام الماضى ستواجه بعقوبات ومضاعفات قاسية، ومن شأن هذه الإجراءات شل الحياة تماما فى شوارع قطر، والتى منها حظر استعمال الطيران القطرى الأجواء السعودية التى تحيط بقطر من ثلاث جهات، وغلق الحدود البرية معها وفرض قيود صارمة على سفر القطريين إلى دول الخليج، وغيرها من العقوبات التى قد تدفع بالمعارضة القطرية إلى تأليب الشارع القطرى على حكامه من آل ثانى مما يعجل بالقضاء على أسرة آل ثانى، خصوصا أن حجم المعارضة القطرية فى الداخل والخارج  لسلوك آل ثانى آخذ فى الاتساع والتصعيد بالشكل الذى يضج مضاجع حكام قطر.