انقطاع الكهرباء.. يهدد مهرجان المسرح القومى!!

حسام عبد الهادي
(فى الليالى المسرحية.. يفتقد التيار الكهربائى) هذا هو الشعار الذى رفعه مسرح الدولة خلال فعاليات الدورة السابعة لمهرجان المسرح القومى، الذى بدأ يوم الأحد الماضى بمشاركة أكثر من 50 عرضاً والذى بات يهدد الفعاليات لإفساده متعة الفرجة على الجمهور.
هذه الدورة منذ بدايتها وهى تتعرض لمشاكل وأزمات، بدأت باعتذار (خالد صالح) عن عضوية لجنة التحكيم ليلة الافتتاح، بعد أن أبلغ إدارة المهرجان بإصابته بوعكة صحية. (خالد صالح) ابن مسرح الدولة ومن قبله المسرح الجامعى وكان حريصا على المشاركة فى المهرجان،سبقه فى الحرص قيامه بدعم هذه الدورة بمبلغ 56 ألف جنيه من مؤسسته الثقافية التى تحمل اسمه وتحت التأسيس.
المشكلة الثانية بطلها.. (محمود الجندى) بطل مسرحية (اللى بنى مصر) الذى قرر هو وفريق عمل المسرحية الانسحاب من التنافس على جوائز المهرجان لإتاحة الفرصة للوجوه الجديدة من الشباب، وهو القرار الذى أزعج (ناصر عبدالمنعم) رئيس المهرجان ورئيس قطاع الإنتاج الثقافى الذى أعلن استياءه من قرار الفرقة وهو ما يجعله سيفكر فى فرض عقوبات على المنسحبين من الدورة القادمة. فى الوقت الذى استقبل فيه (فتوح أحمد) مدير المهرجان ورئيس البيت الفنى للمسرح القرار بترحاب شديد، مؤكدا أن هذه ليست المرة الأولى التى يحدث فيها نفس الموقف بل فعلها قبلهم كل من (حسين فهمى) و(عزت العلايلى) أبطال مسرحية (أهلاً يابكوات) و(صلاح السعدنى) و(محمد منير) و(محمود الجندى) - نفسه- أبطال مسرحية (الملك هو الملك). المشكلة الثالثة معاملة النقاد والصحفيين بشكل مهين ورفض دخولهم القاعات، وهو ما حدث أثناء عرض مسرحية (ماكبث 1، 2) وهى مسرحيتان فى مسرحية واحدة (ماكنون ماكبث) و(ماكبث بث مباشر) - حيث تصدى أفراد الأمن بمركز الإبداع - مقر عرض المسرحية - للصحفيين والنقاد ورفضوا دخولهم القاعة بحجة أنها مزدحمة.. المشكلة التى وصلت للمشادات الكلامية أخرت العرض ما يقرب من نصف ساعة.. الأغرب من هذا كله أن (لبيب معوض) بطل مسرحية (ماكبث بث مباشر) تغيب عن الحضور مما اضطر المخرج (أحمد عبدالجواد) للاعتذار عن تقديم العرض، واكتفت إدارة المهرجان بتقديم العرض الآخر فقط (ماكنون ماكبث)، ويبدو أن اللعنة أصابت العروض التى تحمل اسم (ماكبث) والتى وصلت إلى 4 عروض، فقد تسبب انقطاع التيار الكهربائى المتكرر على مسرحية (ماكبث) التى عرضت على مسرح (متروبول) بالعتبة فى انصراف الجمهور عنه ومغادرة القاعة بعد أن اضطر مخرجه لإلغاء العرض، نفس الشىء حدث مع كثير من العروض التى نجح بعضها فى الاستمرار على ضوء البطاريات مثل مسرحية (الكمامة) التى عرضت على مسرح المعهد العالى للفنون المسرحية، ومنها الذى تم إلغاؤه لصعوبة العرض بدون استخدام تقنيات الإضاءة المسرحية التى تعتبر هى البطل الرئيسى فى كثير من العروض المسرحية.. د(جابر عصفور) وزير الثقافة مع تكرار ظاهرة انقطاع التيار الكهربائى اضطر للاتصال بالدكتور (محمد شاكر) وزير الكهرباء لوضع حد لهذه الظاهرة التى تهدد - على حد وصفه - المهرجان. سلسلة الاعتذارات تعد من أكبر المشكلات التى تعرض لها المهرجان.. فبعد اعتذار (خالد صالح) عن عدم المشاركة فى عضوية لجنة التحكيم واختيار المخرج (محسن حلمى) بدلا منه فى اللحظات الأخيرة، وبعد انسحاب (محمود الجندى) وفريقه من الجوائز.. انسحب أيضا (محمد رمضان) بطل مسرحية (رئيس جمهورية نفسه) - التى سبق أن قدمها من قبل على مسرح السلام -المسرح الحديث - والتى كان ينتقد فيها الرئيس د. (محمد مرسى) -وإنقاذا للموقف إضطر مخرج المسرحية (سامح بسيونى) للقيام بالدور بدلاً منه، نفس السيناريو تكرر مع مسرحية (المحاكمة) عندما اضطر مخرجها (طارق الدويرى) للقيام بالدور الذى كان يلعبه (أحمد فؤاد سليم) بسبب اعتذاره. الاعتذارات طالت أيضا عروض (حلم ليلة صيف) و(لف الدفة) و(إكليل الغار) و(مسافر ليل) عن المشاركة إما بسبب ظروف إنتاجية، وإما بسبب انشغال أبطالها فى أعمال أخرى، رغم أن (مسافر ليل) هى إحدى روائع (صلاح عبدالصبور) المسرحية، والتى تحمل اسمه هذه الدورة، وبسببه تحدد عنوان الندوة الرئيسية للمهرجان (المسرح الشعرى)، والتى اعتذر عنها الشاعر (فاروق جويدة) دون إبداء أسباب، لتكتمل به سلسلة الاعتذارات.
المهرجان فى حد ذاته ضعيف وباهت وعائلى، حيث (المجاملات) هى السمة التى تغلب عليه بدءاً من لجان التحكيم، للمشاركين فى الندوات، وهو ماقد ينسحب أيضا على الجوائز، فبالنسبة لأسماء مثل (سميحة أيوب) نجدها شاركت فى لجان تحكيم الدورتين (الثانية والثالثة)، كما تم تكريمها فى هذه الدورة (السابعة) .. (أبو العلا السلامونى) شارك فى لجان تحكيم الدورتين (الثانية والثالثة)، كما حصل على جائزة أفضل نص مسرحى عن مسرحية (رجل القلعة) فى الدورة (الأولى)، وعن مسرحية (تحت التهديد) فى الدورة (الرابعة)، إلى جانب عضويته باللجنة العليا للمهرجان بداية من الدورة (السادسة)، ومشاركته فى الندوة الرئيسية للدورة (السابعة) -(المسرح الشعرى) ..د(نهاد صليحة) ترأست لجنة تحكيم الدورة (السادسة)، وتم تكريمها فى الدورة (السابعة) وتمت الاستعانة بها فى رئاسة ندوة (أهم الاتجاهات والتقنيات) فى نفس الدورة وكذلك الاستعانة بزوجها د(محمد عنانى) للمشاركة فى ندوة (المسرح الشعرى)، إلى جانب الاستعانة بصديقتيها (مايسة زكى)، (عبير على) للمشاركة فى الندوة التى تترأسها،والاستعانة بهما فى عضوية لجنة اختيار العروض التى تترأسها أيضاً.. د(حسن عطية) شارك فى لجان تحكيم الدورتين (الثانية) و(السابعة) وزوجته د (عايدة علام) فى الدورة (السادسة) ..(سهير المرشدى) شاركت فى لجان تحكيم الدورتين (الخامسة) و(السابعة) إلى جانب الاستعانة بابنتها (حنان مطاوع) لتقديم حفل الافتتاح.