السبت 6 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«باباجون».. أول فيلم يهودى بالفارسية يفضح العلاقات بين إيران وإسرائيل

«باباجون».. أول فيلم يهودى بالفارسية يفضح العلاقات بين إيران وإسرائيل
«باباجون».. أول فيلم يهودى بالفارسية يفضح العلاقات بين إيران وإسرائيل


 
ما تفشل فى إخفائه السياسة، ربما تنجح السينما فى كشفه، ففى كل يوم يطالعنا المسئولون فى إيران وإسرائيل بقذائف متبادلة يوجهها كل منهما للآخر.
 
إيران التى تعتبر واحدة من أكبر الدول الإسلامية تعد من أكثر هذه الدول احتضانا لليهود على أرضها، كما أن إسرائيل تفتح أبوابها لليهود الإيرانيين على وجه التحديد، وهذا الجانب يكشف عنه فيلم «بابا جون» والذى يعد أول عمل سينمائى إسرائيلى ناطق بالفارسية، للمخرج الإسرائيلى ذى الأصول الإيرانية يوول دلشاد، وشارك فى بطولته عدد من النجوم الإيرانيين بعضهم من اليهود.
الفيلم يكشف عن طبيعة المجتمع الإيرانى وبالتحديد اليهود الإيرانيين وحياتهم داخل إيران وهجرتهم لإسرائيل، وذلك من خلال قصة ثلاثة أجيال تنتمى لأسرة واحدة من يهود إيران، يقطنون بإحدى المدن الإسرائيلية، والتى يمثل أكثريتها من الإيرانيين.
 
تدور أحداثه حول «إسحاق» الأخ الأكبر الذى يدير مزرعة فى صحراء النقب الفلسطينية، بينما يبحث شقيقه «داريوش» عن الحرية ويقرر الهجرة لأمريكا، أما الأب «باباجون» يحاول التمسك بتقاليد العائلة وترابطها، ويصطدم بآراء الحفيد «موتى» ابن «إسحاق» الذى يرفض التقاليد ويعتبرها قيدا ويحاول الخروج عليها بشتى الطرق.
 
وعن الهدف من إنتاج هذا العمل قال «يوول دلشاد» مخرج الفيلم إن الفيلم يتطرق لحياة اليهود الإيرانيين المهاجرين لإسرائيل، وهو أول فيلم يتناول هذه القضية ويسلط الضوء عليها، مشيرا إلى أن الفيلم لن يخلق أى نوع من التوترات السياسية بين الإيرانيين والإسرائيليين بل يدعو للوئام فيما بينهما.
 
كما دعا الممثل فريبرز داووديان، والذى يلعب دور «داريوش» إلى التطبيع بين البلدين ووجه كلمة للجمهور الإيرانى والإسرائيلى قائلا: «إن الفيلم يدعو للانفتاح مع الآخر بعيداً عن الخلافات السياسية والدينية والمذهبية».
 
وأكد القائمون على الفيلم أن الفكرة جاءت لتعزيز الترابط الثقافى بين المواطنين الإيرانيين سواء المقيمين فى الوطن الأم أو إسرائيل، وأشار المخرج إلى أن الممثلين ينتمون إلى ديانات مختلفة وهو ما يوضح حقيقة طبيعة المجتمع الإيرانى الذى يضم شيعة ويهودا ومسيحيين.
 
بطل الفيلم ناويد نجابان، فهو إيرانى أمريكى، ولد فى مدينة مشهد، عشق السينما وسافر لدراسة الفنون فى ألمانيا وعمل لمدة 8 سنوات فى المسرح الألمانى، ثم انتقل لأمريكا وشارك فى عدد من المسلسلات الأمريكية مثل «24» و«ميامى» وغيرها من الأعمال الفنية الأمريكية.
 
موقع «تابناك» الإيرانى قال: إن الفيلم أنتجه النظام الإسرائيلى من أجل مغازلة المجتمع الإيرانى، مضيفا أنه دعوة صريحة للتطبيع، فهذه المرة الأولى التى توجه فيها إسرائيل أعمالها الفنية للجمهور الإيرانى بلغته، ومن المقرر أن يعرض الفيلم فى دور العرض السينمائى مع بداية السنة الجديدة.
 
المفاجأة أن الفيلم كشف أيضا عن هوية بعض النجوم الإيرانيين الذين شاركوا فى أعمال عالمية هم فى الأصل من «اليهود الإيرانيين الإسرائيليين»، فبعضهم يطلون على المشاهدين العرب المتابعين للسينما الإيرانية ولا يدركون حقيقة جنسيتهم الإسرائيلية، فعلى سبيل المثال «ناويد نجابان وفريبرز داووديان» شاركا فى بطولة الفيلم الإيرانى - الأمريكى الشهير «رجم ثريا» الذى أثار جدلا كبيرا فى إيران لانتقاده عقوبة الرجم على النساء فى جرائم الزنى.
وقدم «نجابان» أعمالا تليفزيونية مهمة مثل دوره فى المسلسل الأمريكى «Homeland» والذى حصل على جوائز إيمى وجولدن جلوب كأفضل مسلسل، وشارك فى بطولة أول فيلم إماراتى قصير والذى يحمل اسم (51)، كما أنه قام بتدريس السينما والتمثيل من خلال ورشة سينمائية تابعة للمختبر الإبداعى الذى أقامته مدينة «أبوظبى» فى أواخر يونيو .2013
 
كشف الفيلم أيضا عن مدى علاقة بعض النجوم الإيرانيين اليهود أو العالميين بنظرائهم من الفنانين الإسرائيليين، حيث نشر المصور الإسرائيلى «رونين أكرمان» عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» صورة شخصية له مع الممثل الإيرانى «نويد نجبهان» وكتب عليها ترحيبا له لزيارته لإسرائيل.
 
كما أن الفيلم يتوافق مع الدعوات التى وجهها الآلاف عبر «فيس بوك» عبر صفحة «Israel Loves Iran» أو «إسرائيل تحب إيران» والتى تعدى عدد معجبيها 123 ألفا، والتى طالبوا من خلالها للعيش فى وئام مع الإيرانيين، معربين عن حب الإسرائيليين لهم.
 
ربما يكون هذا الفيلم أول فيلم يكشف عن طبيعة حياة اليهود فى إيران وإسرائيل والتى تعد أفضل بكثير من وضع أهل السنة على الأراضى الإيرانية، إلا أن هناك تطبيعا خفيا بين إيران وإسرائيل لا سيما فى مجال السينما، فعلى الرغم من التصريحات المعادية والتى وجهها الإسرائيليون فى أعقاب فوز الفيلم الإيرانى «جدايى نادر وسمين» أو «انفصال نادر وسيمين» المعروف تجاريا بـ«انفصال» والذى حصل على جائزة «أوسكار» أفضل فيلم أجنبى 2012 بعد أن تقدم على الإسرائيلى «ملاحظة هامشية» تم عرض الفيلم فى سبعة سينمات إسرائيلية، ليضيف من إيرادات الفيلم التى حققها فى دول العالم، وذلك فى ظل تعتيم إعلامى إيرانى، حيث لم تتذكر أى من وسائل الإعلام الرسمية شيئا عن هذا الأمر.
 
ما يؤكد على نظرة النظام الإيرانى للإسرائيليين واليهود هو ما جاء على لسان على خامنئى، القائد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران فى ذكرى ميلاده فى 15 يوليو الماضى، فعندما ألقى أحد الشعراء قصيدة فيها إهانة للعرب والإسرائيليين، قاطعه «خامنئى» قائلا: خلافنا مع النظام الإسرائيلى وليس الإسرائيليين أو اليهود أنفسهم... فاليهود يعيشون فى إيران ولهم منا كل الاحترام.
 
وأشار إلى وجود آلاف اليهود يعيشون فى إيران ويتمتعون بحقوقهم كاملة، حتى أن دفاع «خامنئى» عن «اليهود» كان أكثر من دفاعه عن العرب الذين تم سبهم فى القصيدة التى ألقيت بمناسبة مولده.