الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

دروس رقص شرقى فى إيران !

دروس رقص شرقى فى إيران !
دروس رقص شرقى فى إيران !


 «ماتيجى نرقص».. دعوة نادت بها إيرانيات للإعلان عن رغبتهن فى العيش بحرية بعيداً عن قيود ولاية الفقيه على خلاف الصورة المتحفظة التى ينقلها الإعلام الإيرانى عن المجتمع والمرأة على وجه التحديد، ظهرت مؤخرا «مدارس تعليم الرقص» فى طهران لتتحدى بصورة صارخة القيود والمحظورات التى يفرضها النظام الحاكم فى إيران على الشعب بحجة ضمان سلامة المجتمع الإيرانى والحفاظ على القيم والروح الإسلامية.
 
حول هذه الظاهرة نشر موقع «آشتى» الإلكترونى الإيرانى تقريراً عن تلك المدارس، مشيراً إلى أن هناك الكثير من الإيرانيين يعشقون فن الرقص ويرغبون فى تعلمه. تقول «سميرة» - تعمل كمدربة للرقص منذ 6 سنوات بأحد الأندية الرياضية فى غرب إيران - إن الجهات الحكومية لا تمنح ترخيصاً لمدارس الرقص ولا أحد يستطيع البوح بأنه يقوم بتعليم الرقص فالجميع يكذب رغم حبه لهذا الأمر.
 
العديد من مدارس الرقص فى «طهران» - الكلام على لسان سميرة - أغلقت ولهذا السبب لجأ أصحاب الأندية الرياضية الخاصة، وصالات الأيروبكس لتعليم الرقص فى الخفاء، مشيرة إلى أن مديرى هذه الأندية لم يجرأوا على المطالبة باستصدار تراخيص للعمل بشكل قانونى.
 
وبحسب موقع «آشتى» فإن مدارس الرقص فى طهران تقدم خدمة الدورس الخصوصية لتعليم الرقص فى المنازل، بعيداً عن التواجد فى الأماكن العامة، ويجيد العاملون فى هذه الخدمة الإنكار والتخفى لمزيد من الاحتياطات الأمنية.
 
وأوضح الموقع أنه قبل 6 سنوات، كانت المجموعة الواحدة لفصل الرقص تضم حوالى 15 متدربة، أما الآن فالأرقام تضاعفت وأصبحت تتراوح ما بين أربعين إلى خمسين متدربة.
 
وعن الفئات العمرية للنساء اللاتى يتعلمن فى هذه المدارس فما بين 20 إلى 30 عاماً. أما أسعار «الكورس» فتبدأ من 15 ألف تومان، أما الدروس الخصوصية فى المنازل فتصل إلى 100 ألف تومان.
 
لا تقتصر الدورات على تعليم فنون وأداء الرقص الشرقى فقط، وهو يلقى إقبالاً كبيراً من الفتيات والنساء الإيرانيات، إلى جانب تعليم الرقص الغربى كالصالصا، الزومبا، الباليه، الإسبانى، وغيرها من الرقصات المعروفة.
 
الجانب الملفت فى الأمر أن فتحت مدارس الرقص الشرقى فى إيران باباً لتجارة جديدة على الإيرانيين وهى استيراد الملابس الخاصة بالرقص وبدل الرقص وفساتين الباليه، وهى على عكس الأسواق المنتشرة فى مصر، تباع بدل الرقص فى إيران للصفوة والطبقات الراقية بمبالغ باهظة، على سبيل المثال تباع «البوانت» أو أحذية الباليه الواحد بأكثر من 10 آلاف تومان، وذلك بسبب استيرادها من الخارج وعدم توافرها فى المحلات التجارية.
 
تروى «نادية» - امرأة أوكرانية درست الباليه ببلدها، وتقيم مع زوجها الإيرانى فى طهران - تجربتها فى تعلم الرقص بإيران: «تعلم الرقص الذى ينتمى لأى ثقافة أخرى مثل تعلم اللغات تماماً، ففى البداية تتعلم كلمة كلمة إلى أن تستطيع تكوين جملة مفيدة».
 
ويذكر الموقع الإيرانى عدة أسباب لانتشار هذه المدارس فى إيران وزيادة نسبة الراغبين فى الالتحاق بها، يأتى فى مقدمتها التغيير الاجتماعى الذى طرأ على المجتمع والانفتاح الثقافى للشعب الإيرانى الذى أصبح مفتوحاً على العالم من خلال الفضائيات والإنترنت ورغبة الكثيرات فى مواكبة هذا التطور. ففى السابق كانت الفتيات والنساء الإيرانيات يذهبن لهذه المدارس دون علم أسرهن، لكن اليوم الأوضاع تغيرت، فعلى الرغم من عدم حصولها على التراخيص القانونية اللازمة إلا أنها تشهد إقبالا واسعا بين العديد من الأسر الإيرانية التى ترسل فتياتها لهذه المدارس، حتى أن الأزواج المتحررين يجبرون زوجاتهم على الذهاب لتعلم الرقص لتكون أكثر إثارة، وهذا وضع جديد على المجتمع الإيرانى الذى بدأ يتغير بالفعل.
 
∎ تعليم الرقص عبر
 
 «فيس بوك»
 
لم يقتصر الأمر على تعلم الرقص من خلال الأندية الرياضية الخاصة وصالات «الجيم» بل إن موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» يعد واحداً من أكثر المواقع التى يعتمد عليها فى الوصول لشريحة الشباب وأكثر الطرق التى يتم من خلالها الترويج للأفكار والإعلان عنها، فمدارس الرقص والراقصات الإيرانيات أيضاً اعتمدن عليه للترويج عن كورسات تعليم الرقص بجميع أنواعه.
صفحة «دنيا الرقص» الإيرانية على «فيس بوك» أوضح مثال، تعدى معجبوها أكثر من 82000 شخص، دعت لتعلم الرقص بمختلف أنواعه باعتباره فنا راقيا يجهله الكثير من الإيرانيين، ومن خلالها يتم الترويج عن أماكن الكورسات، وطلب آدمن الصفحة من المشاركين إرسال رسائل خاصة كى يتمكنوا من الرد عليهم لمزيد من الحيطة.
 
من المثير كذلك، انتشار مدارس مختلطة لتعليم الرقص للرجال والنساء، كالمدرسة التى تديرها الراقصة الشهيرة «سناز» وهى راقصة إيرانية شاركت فى مسابقات دولية.
 
∎ راقصة للبؤساء
 
لم تكن «سناز» مدربة الرقص الوحيدة فى إيران فهناك أيضاً الراقصة «سولماز»، التى دشنت صفحة على «فيس بوك» باسم «كلاس رقص سولماز» أى «فصول سولماز لتعلم الرقص» تضم أكثر3800 شخص، تحتوى الصفحة على عدد من مقاطع الفيديو الخاصة بها، التى تطوعت بعرضها لتعليم الرقص للبؤساء والمعذبين الإيرانيين مجاناً.
 
وتعد «سولماز» أول إيرانية تشارك فى مسابقة للرقص باسم بلدها على شاشة قناة «تى فى بارشيا» الألمانية التى تبث بالفارسية، وظهرت ببدلة رقص شرقى شبه عارية، وفور وصولها مطار طهران عائدة، ألقت السلطات الإيرانية القبض عليها لتكون بذلك أول راقصة يتم إيداعها سجن «إيفين» السياسى والذى يشبهه البعض بسجن «أبوغريب».