مصر وصراع التحالفات الخائبة

يشهد المشهد السياسى الراهن صراع الأحزاب والقوى السياسية للمشاركة فى المعادلة السياسية وصنع القرار، وكلما اقترب موعد الاستحقاق الثالث لخارطة الطريق وهى الانتخابات البرلمانية تعالت الأصوات التى تنادى بتحالف مدنى واسع يخوض الانتخابات فى مواجهة ما يحاك ضد الدولة المصرية من مؤامرات تقودها قوى فى الداخل والخارج وعلى الرغم من أن الدعوات التى تتوالى يوميا يفرضها الواقع السياسى إلا أنها لم تترجم حتى الآن لواقع على الأرض، ومازالت القوى السياسية لم تتفق حتى اتفاق الحد الأدنى الذى يضمن معه مجلسا تشريعيا يعبر بشكل واقعى عن القوى السياسية المرئية ولتلافى تسلل بعض الفاسدين من فلول الحزب الوطنى، أو إخلاء الساحة لتيار الإسلام السياسى من القوى السلفية وسعيها لأن تحل محل الإخوان، وكلما اقترب وقت الانتخابات يزداد القلق من المؤشرات المربكة للمشهد لتبقى المشكلة الأكبر متمثلة فى مفاوضات إنشاء تحالف مدنى وحزبى قوى يخوض هذه الانتخابات فى مواجهة أى ظهور للإخوان أو تلك الأحزاب الدينية رغم حظرها فى الدستور، دائما فى تلك الأيام نسمع عن إنشاء تحالف لنفاجأ بفشله ويتحول المشهد إلى صراع بين الأحزاب والتكتلات المدنية حول نسبة مشاركة كل حزب وحصته فى القوائم والفردى وتغوص المفاوضات فى معارك خائبة حول كعكة البرلمان الذى لم تتم صناعتها بعد، هذه القوى الوطنية عليها أن تعى أهمية وخطورة المجلس التشريعى القادم لأنه منوط به تحويل ما جاء فى دستور مصر إلى واقع ملموس عبر تحويله إلى تشريعات تجعله نافذا على الأرض، علينا جميعا أن نتحد من أجل برلمان يعد الأخطر فى تاريخ الحياة البرلمانية بمختلف العصور، علينا مراعاة مصالح الوطن والمواطنين بالدرجة الأولى، مصر لم يعد لديها ترف الوقت ولن تتحمل صراعات وخلافات سياسية بعد الآن.. أفيقوا يرحمكم الله وتحيا مصر.