العودة المريبة للسلفيين

روزاليوسف الأسبوعية
لن يقبل المصريون أن يعود السلفيون بكل أنواعهم «الدعوة السلفية» و«الجبهة السلفية» وغيرهما للمشهد مرة أخرى، فثورة يونيو كانت ضد كل المعسكر المتاجر بالدين، خاصة أن هؤلاء السلفيين وقفوا بشبابهم ومشايخهم المتطرفين مع الإخوان فى رابعة وفى مظاهراتهم الدموية وحتى عملياتهم الإرهابية، واعترفت قياداتها بأنها تحابى الإخوان حتى الآن، وتخطط لإعادتهم بأى طريقة للساحة، لتغسل «جرم» الوقوف فى صف المصريين ضد الإرهابيين «مضطرين»، حيث يطاردهم المتأسلمون باتهام الخيانة طوال الوقت، لكنهم يؤكدون أنهم البوابة الوحيدة لعودة الإخوان!
فمن يوافق على ذلك؟! كانت من أهم جمل «السيسى» فى الأيام الأخيرة أننا لا نعبر عن الإنسانية الحقيقية للإسلام، بعدما أفقدنا الإسلام إنسانيته، ولم نعد نقدم الصورة الجليلة لله عز وجل أمام الآخرين، ويهتم جدًا بملف تطوير الخطاب الدعوى، ومن هذا المنطلق يجب أن نؤكد على ضرورة مواجهة أى عودة للسلفيين حتى لو من خلال البرلمان القادم، فعلينا أن نتصدى لهم فى الانتخابات المرتقبة بداية من الرئاسة التى يدعون مساندة «السيسى» فيها وحتى البرلمانية التى يعدون لها منذ فترة!
فلا عودة للظلاميين مرة أخرى، ومصر لن تسقط مرتين، تعلمنا الدرس وانتهى يا سلفيين، ويجب أن يعى الأخوة السعوديين أننا لن نقبل بأى طريقة أيا كانت أن يكون الدعم المليارى الذى لا يتوقف منهم مقدمة للمطالبة بمساعدة حلفائهم «السلفيين» للعودة للساحة من جديد، فوقتها سيكون هذا تدخلا سافرا فى الشئون المصرية الداخلية! لن نسكت عليه.. فلا نريد أن يجلس مشايخنا ليدققوا النظر بالعدسة المكبرة فى بيضة بحثًا عن لفظ الجلالة كما فى الصورة الأشهر فى مواقع التواصل الاجتماعى، إنما نريد مشايخ مستنيرين يزرعون حب الله فى قلوبنا وينقلون لنا فهمهم الصحيح للدين الحنيف! فنجوع ولا نعود لقوى المتأسلمين!
«شباب الدعوة السلفية» يروجون بأنهم يدعمون بالفعل «السيسى» رغم أن حقيقة الأمر تكشف أن أصوات السلفيين ليست مضمونة وأغلبها وفق تعليمات الإخوان والتيارات الأقرب، لا الدعوة السلفية.. ولن ننسى فتاوى «برهامى» المريضة التى تركز على «السرير» بشذوذ غريب! فلن نقبل أن يتسيد هؤلاء الظلاميون مرة أخرى فى المشهد المصرى.