«روزاليوسف» رصدت حركة البيع والأسعار فى عدد من مناطق القاهرة الكبرى الأضحية.. بهجة المصريين بالعيد

مع اقتراب عيد الأضحى المبارك أقيمت الشوادر المؤقتة لبيع الأضاحى فى العديد من المناطق، ظاهرة وعادة تتكرر كل عام، حيث تتنوع الأضاحى بين العجول والخراف والجمال، بينما تفتح المجازر أبوابها منذ السادسة صباحًا بالمجان لضمان سلامة تلك الأضاحى وفق القواعد الصحية المعمول بها، فى حين تتم مراقبة الوضع القانونى لهذه الشوادر التى تحصل على التراخيص من قبل الأحياء وتخضع لجولات رقابية مستمرة.

«روزاليوسف» أجرت جولة على تلك الشوادر فى عدد من الأحياء ومناطق القاهرة الكبرى، ورصدت أسعار الأضاحى الحية، واللحوم ومشتقاتها، واستعرضت آراء المواطنين فى جودتها، والتقت بعدد من المسئولين بمديريات التموين، والطب البيطرى، وبالقائمين على بعض المجازر، ووقفت على جهود الحملات الرقابية فى ضبط الأسواق، وكيفية تنفيذ التعليمات بشأن حظر الذبح خارج المجازر. 

 السيدة زينب 

بدأنا جولتنا بشادر على بعد خطوات من مسجد «السيدة زينب»، الذى يشهد إقبالًا كبيرًا من سكان الحى والمناطق المجاورة، وبسؤال مصطفى بدر، أحد العاملين بالشادر عن كيفية حصولهم على الأضاحى ومصدر إنتاجهم للحوم أجاب:«نحصل عليها من مزارعنا فى قرية شبرا منت بالجيزة، ونتيح للماشية كافة سبل الرعاية، فهى تتغذى على المنتجات الطبيعية، ونوفر اللحوم على مدار العام، وتحجز الأضاحى قبل العيد بشهر ونصف.

فى السياق ذاته يقول أبو عبده، المسئول عن تعبئة اللحوم أن نسبة الإقبال هذا العام تجاوزت 80 ٪، ويرى أن أسعار اللحوم ودخل الفرد من العوامل التى تتحكم فى نسب الإقبال على الشراء، حيث يسجل سعر كيلو اللحوم الحمراء 450 جنيهًا، وكيلو اللحم الملبس 420 جنيهًا، ويتاح كيلو المفروم بـ 400 جنيه، ويصل سعر كيلو البفتيك إلى 450 جنيهًا، بينما تتوافر لحوم الإنتركوت بسعر 450 جنيهًا للكيلو، ويباع عرق الفلتو بـ 450 جنيهًا، وتسجل الكبدة الكندوز 450 جنيهًا للكيلو، ويبلغ الكيلو من الزنود الضانى 450 جنيهًا، وتتوافر الكبدة الضانى بسعر 450 جنيهًا للكيلو».

وينصح أبو عبده، المشترى بالتأكد من وجود ختم المجازر الذى يضمن سلامتها، ومن ثم عليه عدم شرائها إذا لاحظ تغييرًا فى لونها ورائحتها. 

ويقول أحد المترددين على الشادر إنه يقيم بشبرا الخيمة، واعتاد شراء لحوم العيد من السيدة زينب بسبب جودتها ومذاقها المميز. 

وتؤكد إحدى السيدات أن حى السيدة زينب يوفر اللحوم بأسعار مناسبة مقارنة بوسط البلد لكونه من أقدم الأحياء التى اشتهرت ببيع اللحوم، كما أنه يضم شوادر متنوعة فى ميادين متفرقة، ويتيح فرصة أكبر لاختيار المنتجات من أكثر من مكان.

 شادر حلوان 

فى المقابل يمتلك تاجر المواشى أحمد مرسى، مزرعة فى أسيوط لتربية وتسمين صغار الماشية، ويقيم شادرًا بحى حلوان لبيع الخراف الحية، والعجول البقرى والجاموسى، ويقول إن سعر الكيلو من الخراف الحية 225 جنيهًا، والكيلو من العجول الجاموسى 190 جنيهًا، واصفًا الإقبال بالمتوسط حتى الآن، وكأن الموسم لم يبدأ، ولكنه شىء غير مقلق لأن الطلب على الأضاحى يزداد فى أواخر أيام ذى الحجة. 

 الذبح خارج المجازر 

وفيما يتعلق بالخدمات البيطرية التى تتيحها المجازر يوضح الدكتور السيد عبدالرحمن صقر، مدير الإدارة العامة لمجزرى البساتين الآلى و15مايو النصف آلى بمديرية طب بيطرى القاهرة، أن المجازر تفتح أبوابها بالمجان للجمهور وللجمعيات الخيرية، وتقدم جميع الخدمات اللوجستية عبر صالات ذبح مجهزة وخطوط صرف صحى وشبكات للكهرباء والمياه، وتجرى الكشف الطبى للأضاحى للتأكد من خلوها من الأمراض، وتمنحها ختم ما بعد الذبح الذى يضمن جودتها ويسمح بتداولها ويحتوى على تاريخ الذبح والعلامة السرية والرقم الكودى للمجزر ونوع الذبيحة، ثم تسلمها فى هيئة لحوم آمنة وخالية من المسببات المرضية، وصالحة للاستخدام الآدمى». 

ويضيف، نستعد قبل العيد بشهر حيث يتم إلغاء إجازات الأطباء، ومضاعفة ساعات العمل، وإتاحة خدماتنا على مدار 24 ساعة، وعمل صيانة لشبكات الصرف والمياه والكهرباء وتجديد البنية التحتية وتجهيز صالات الذبح، ويجب أن تكون الذبيحة من الأبقار أو الجاموس، أو الخراف، أو الماعز، أو الإبل، وينبغى التأكد من بلوغ الحيوان السن المقرر للذبح والذى يضمن نضج اللحوم، وتسويتها فى أقل وقت، وتحدد ذبح الأبقار فى عمر العامين، أما الخراف فى عمر 6 شهور، والماعز حينما تبلغ سنة، والإبل 5 سنوات، ويمكن معرفة عمر الحيوان عبر ملاحظة تغير أسنانه من لبنية إلى مستديمة، أما عن الأوزان الصالحة للذبح تقرر وصول الأبقار إلى 400 كيلو، والخراف إلى 60 كيلو، والإبل إلى 350 كيلوجرامًا. 

ويوضح، أن مواصفات الأضحية السليمة من الناحية الصحية، تتمثل فى مراعاة عمل فحص كامل للحيوان من الأنف إلى القوائم الأمامية والخلفية، والتأكد من خلو جسده من الأمراض مثل السعال، أو النهجان أو العطس، أو الجدرى، أو الجرب ويشترط أن تكون عينيه ناصعة البياض، وأنفه خالية من الإفرازات، وحركته مفعمة بالحيوية، ووزنه معتدل، وعموده الفقرى سمين مع استبعاد الحيوانات الهزيلة والمريضة والعرجاء. 

ويحذر الدكتور السيد عبدالرحمن صقر، من بعض التجار معدومى الضمير يخلطون علف الماشية بكمية من الملح حتى يرتفع احتياجها للمياه، ويزداد وزنها وتبدو ثمينة للمشترى، أو يتبعون طرق الغش فى الموازين، أو يعرضون المصاب بمرض ما للعنف حتى يظهر حركته، أو يصبغون أصوافه بالحناء ليخفوا أثار مرض جلدى يعانى منه.

كما يؤكد الدكتور السيد عبدالرحمن صقر، أن الذبح خارج المجازر يشكل خطورة على الصحة العامة ويساهم فى نقل أمراض مشتركة للإنسان، ويخل بالتوازن البيولوجى ويعد بيئة خصبة لنمو الحشرات، وانتشار الأمراض الوبائية والمعدية، ويؤثر على شبكات الصرف الصحى، ويمحو الشكل الحضارى البيئى، ويعرض الحيوان لأمراض مثل السل، والحمى المالطية أو داء البروسيلات، والملاريا الصفراء، والتسمم الدموى، والغذائى، والبولى، والحمى الفحمية، وحويصلات الديدان الصنوبرية أو الساركوسيست، وبموجب قانون الزراعة رقم 53 لسنة 1966 والمعدل بالقانون رقم 207 لسنة 1980، يحظر ذبح الأضاحى خارج المجازر الرسمية، وتنص المادة 136 على أنه يمنع فى المدن والقرى التى تحتوى على مجازر رسمية أو أماكن مرخصة للذبح ذبح أو سلخ الحيوانات المخصصة للاستهلاك العام خارج هذه المنشآت، وتشدد المادة 143 مكررة العقوبة على مخالفة أحكام الذبح، إذ يعاقب بالسجن من سنتين إلى خمس سنوات وغرامة تصل إلى ألف جنيه كل من قام بذبح إناث الحيوانات العشار أو الإناث غير المستوردة قبل بلوغ الوزن أو العمر الذى تحدده وزارة الزراعة، ومن يخالف أحكام المادة 109 أو المادة 136، فيعاقب بالحبس من 6 أشهر إلى سنة، وغرامة تتراوح بين 200 و500 جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين، وتضاعف هذه العقوبات حال تكرار المخالفة، وتنص نفس المادة على مصادرة اللحوم والأدوات المضبوطة لصالح وزارة الزراعة، وغلق المحلات التى تمارس الذبح أو بيع اللحوم المخالفة لمدة 3 أشهر فى المرة الأولى، والإغلاق النهائى فى حال تكرار المخالفة».

ويشير إلى أن أهم الطرق الصحية لحفظ وتخزين اللحوم بعد الذبح تكون من خلال تشميع اللحوم أى تهويتها لمدة ساعتين لخفض درجة حرارتها، ومنح أحماضها فرصة لقتل الميكروبات، وتحسين أنسجتها الخشنة، ويجب ألا تتعرض للمياه حتى لا يتغير لونها، وتصبح فاسدة، وينبغى ترك مسافة بين اللحوم المخزنة مع وضعها فى الثلاجة لمدة 6 ساعات قبل حفظها فى الديب فريزر، وتصل مدة صلاحية اللحوم البقرى إلى 4 أيام على أرفف الثلاجة، أما المجمدة داخل الديب فريزر تصلح لمدة عام، ويمكن تخزين الضانى لمدة 3 أيام، أما المجمدة منها تنتهى صلاحيتها بعد 6 أشهر، ولمدة يومين فقط تصلح لحوم المفروم، وتحتفظ المجمدة بصلاحيتها لمدة 3 أسابيع. 

 الوضع القانونى للشوادر 

وبشأن الوضع القانونى لشوادر بيع الأضاحى تقول الدكتورة نعمة عارف، مدير عام الإدارة العامة للمجازر والصحة العامة: «يتم منح تراخيص للشوادر عن طريق الأحياء، وتغلق الشوادر غير المرخصة مع تحصيل غرامات من المخالفين، وبالتنسيق مع مباحث التموين كثفنا حملات التفتيش والرقابة على محلات الجزارة والثلاجات، والهايبر ماركت والمطاعم، ونحرر محاضر للمخالفين، ونواجه أى ممارسات غير قانونية فى تداول المنتجات الحيوانية. 

 شوادر التموين

أما عن الشوادر التابعة لوزارة التموين والتجارة الداخلية يقول ناصر ثابت، مدير مديرية التموين بمحافظة القاهرة: «تم افتتاح 21 شادرًا رئيسيًا، وإتاحة 30 سيارة متنقلة لتوفير لحوم الأضاحى بنسبة تخفيضات تصل إلى 30 ٪ وتعتمدها الشركة القابضة للصناعات الغذائية، وتنتشر شوادرها فى أحياء حلوان، والجيزة، والأسمرات، والسواح، وغيرها، وتختص محافظة القاهرة بـ 10 شوادر لبيع الأضاحى الحية، واللحوم البلدى، والمستورد والدواجن».

ويضيف،«يبلغ سعر الكيلو من الخراف الحية 225 جنيهًا فى حين يسجل الكيلو من الأبقار الحية 190 جنيهًا، وتتاح اللحوم السودانى بـ 285 جنيهًا، وتصل اللحوم البقرى إلى 350 جنيهًا، وتباع الجاموسى بـ260 جنيهًا، بينما اللحوم المجمدة تسجل 210 جنيهات للكيلو كما يصل سعر الضانى إلى 400 جنيه، والضانى المجمد إلى 390 جنيهًا، أما الدواجن المجمدة فسعر الكيلو 110 جنيهات».

ويشير إلى أن حملات التفتيش أسفرت عن ضبط كمية من اللحوم والدواجن منتهية الصلاحية وغير صالحة للاستهلاك الآدمى بنطاق محافظة القاهرة بإجمالى 1.100 طن، وتم العرض على النيابة العامة لاتخاذ قرار بشأنها، وتطبق الإجراءات القانونية ضد المخالفين للوصول إلى أمن واستقرار الأسواق وحماية حق المواطن». 

 مجازر القليوبية 

من جهة أخرى أكدت الدكتورة لمياء عطية، مدير مديرية الطب البيطرى بالقليوبية، أنه تم رفع درجة الاستعداد القصوى فى 26 مجزرًا حكوميًا و4 مجازر خاصة بالقليوبية، وعمل النوبتجيات، والتأكد من كفاءة البنية التحتية وجاهزية المرافق لاستقبال المذبوحات، وتوفير المواد المنظفة والمطهرات، والمادة السرية لختم اللحوم، كما تفتح المجازر أبوابها من السادسة صباحًا. 

وأشارت إلى أنه يتم التعامل بشكل فورى مع أى شكاوى، ونستقبلها على الخط الساخن 19561 فضلًا عن تفعيل غرف العمليات بالإدارات البيطرية.