الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
تجديد الخطاب الدرامى  يبدأ من ماسبيرو

تجديد الخطاب الدرامى يبدأ من ماسبيرو

عندما يُقدم فى شهر واحد أكثر من 37 مسلسلًا فى وطن الدراما التليفزيونية ولا ينجح منها سوى 6 أعمال على المستوى الجماهيرى والنقدى فإن هذا دلالة واضحة على وجود مشكلة كبيرة وخلل فى المنظومة الدرامية تستوجب التوقف عندها والبحث عن الأسباب لمعالجتها حتى لا تتكرر الأخطاء.



قيادة مصر السياسية أول من أدركت هذا العبث وأول من نبهت أيضا بتراجع صناعة السينما فى لقاء سبق لقاء الإفطار السنوى فى رمضان الماضى الذي حرك المياه الراكدة بـ10سنوات وتحديدًا فى مايو 2015 عندما قال المشير السيسي فى ذلك الوقت فى لقاء غير مسبوق جمع كل نجوم الفن والثقافة بايعوا فيه المشير السيسي لقيادة مصر من الراحلة فاتن حمامة وسميرة أحمد إلى ميرفت أمين وليلى علوى وإلهام شاهين إلى نيللى كريم من نجم النجوم عادل إمام مرورًا بحسين فهمى ومحمد صبحى إلى أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وعدد من المطربين والشعراء والملحنين والمثقفين لرد الجميل لقائد الجيش المصري الذي لبى نداء الشعب وأنقذ المبدعين من مصيدة المتطرفين الذين حرموا الفن.

المشير السيسي ناشد الفنانين بالمشاركة فى معركة الوعى والعودة للأصالة والقيام بدور تنويرى وعودة السينما كصناعة والتي كانت بعد القطن المصري تحتل الصدارة فى الدخل القومى، فضلاً عن دورها فى نشر اللهجة المصرية فى الوطن العربى مستشهدا بالسينما الأمريكية التي تحتفظ بثوابت تصدرها للشاشة ولصياغة قيم المجتمع الأمريكى، وأن الفن والثقافة لهما دور فى مواجهة التطرف والتشدد مشيرا إلى وجود مشكلة أدت إلى حالة التراجع وطلب من الفنانين أن يعملوا مع الدولة فى ضبط الوعى لدى المواطن المصري وضرورة زرع الأمل فى وجدان المصريين بأعمالهم، لارتباط المجتمع المصري بالفن والإبداع ومن واقع تأثير الأعمال الفنية الذي لا يمكن إغفاله، والدور الذي يلعبه، بعد بناء أعمدة الجمهورية الجديدة واستعادة وجه مصر الحضارى الذي يتمناه الجميع.

الكاتب والإعلامى أحمد المسلمانى، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، فى استجابة سريعة لرسائل الرئيس فى الماضى البعيد والقريب عقد مؤتمرا حول مستقبل الدراما المصرية، بمبنى ماسبيرو «موطن الابداعى» الثلاثاء الماضى لبحث سبل النهوض بها فى حضور صفوة من النجوم وقال: إن السينما والدراما لا تخصّ أصحابها وحدهم؛ بل تخصّ مجتمعًا يزيد على مئة مليون إنسان، ومحيطًا عربيًّا وإقليميًّا يقارب نصف مليار نسمة، ولذلك. فمن الضرورى أن يكون هناك حوار مجتمعى مستمر؛ يضم المفكرين والأكاديميين ودوائر المثقفين، من أجل تعزيز إبداعنا، وتصحيح مساراتنا، ودعم أهداف بلادنا فى تحقيق الأمن والرخاء، وفى توسيع مساحة العقل والحرية، وترسيخ قيم العلم والبناء، ولهذا فإنه من الواجب أن يكون الإبداع شريكًا فى الحرب والمواجهة، ولا يجوز للمبدع أن يقف فى الجانب الآخر من المعركة،  من واقع أن مصر تمتلك قوة ناعمة تمتد لآلاف السنين؛ حيث تعلَّم كبارُ فلاسفة العالم فى مدينتنا الرائعة الإسكندرية، ومن أبيدوس محافظة سوهاج أقدم عواصم الأرض، خرجت قيم الدولة والقانون، وفنون الكتابة والإبداع، وعبر آلاف السنين، وعبر طبقات حضارتنا الشاهقة، فرعونية وقبطية وعربية إسلامية، وصولًا إلى عصر الحداثة المصري، الذي امتد مئتَى عام قادت مصر قافلة الثقافة من المحيط إلى الخليج.

وأخيرًا فإن مؤتمر المسلمانى الذي كرم فيه من يستحق (سميرة أحمد ورشوان توفيق ومحمد جلال عبد القوى) بداية تجديد الخطاب الدرامى وتصحيح المسار فى السينما والدراما التليفزيونية ودعوة تحكيم العقل والضمير ومحاربة الإسفاف وتقديم منتج فنى يليق بتاريخ مصر وبالجمهورية الجديدة التي قامت بسواعد مصرية