فى ظل التوترات الجيوسياسية مصير مجهول ينتظر منتدى غاز شرق المتوسط

سمر العربى
يشهد منتدى غاز شرق المتوسط (EMGF)، الذى يضم 8 دول أعضاء وثلاثة مراقبين مرحلة دقيقة فى ظل التوترات السياسية المتزايدة فى منطقة شرق المتوسط ومصيرا مجهولا، يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون فى مجال سياسات الغاز وتطوير البنية التحتية، إلا أن هذه الأهداف تصطدم بالواقع الجيوسياسى المعقد وفى يناير 2024 أبلغت سكرتارية منتدى غاز شرق المتوسط بالقاهرة، الدول أعضاء المنتدى بتأجيل الاجتماع الوزارى الذى كان مقررا عقده دون إبداء أى أسباب ومنذ ذلك الحين لم يعقد المنتدى أى اجتماعات ومنذ تأسيسه فى يناير 2019، يعقد المنتدى اجتماعات سنوية تضم وزراء طاقة الدول الأعضاء: مصر وفلسطين وإسرائيل والأردن واليونان وقبرص وفرنسا وإيطاليا، إلى جانب ثلاثة مراقبين: الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والبنك الدولى.
حقل غزة مارين
وتسبب العدوان الإسرائيلى على غزة بعد عملية طوفان الأقصى فى توقف خطة تطوير مصر لحقل غاز غزة مارين التى كان يفترض أن تبدأ فى أكتوبر 2023وكان أعضاء المنتدى توصلوا لاتفاق فى يونيو 2023 بعد مباحثات استمرت لعامين يقضى بتطوير مصر حقل غزة مارين وهو الاتفاق الذى حصل الجانب الفلسطينى على موافقة كتابية عليه من رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهوبموجب الاتفاق كان مقررا بدء خطة التطوير، فى الربع اﻷول من 2024 قبل أن يتم فى سبتمبر تسريع الجدول الزمنى للخطة، لتبدأ فى أكتوبر. وكان الاتفاق المبرم يقضى بأن تقود الشركة المصرية القابضة للغازات إيجاس تحالفا يحصل على حصة قدرها ٪45 من امتياز تطوير غزة مارين على أن تمتلك «إيجاس» وحدها ٪4.5 من الامتياز ويقوم التحالف باستخراج الغاز الذى ستشتريه مصر، وتنقله إلى شبكتها القومية عبر أنبوب غاز يصل الحقل بالعريش.وتتوزع باقى حصة امتياز الاستخراج من الحقل بين كلٍ من صندوق الاستثمارات الفلسطينى واتحاد المقاولين العرب بنسبة ٪27.5 لكل منهما.
أهداف المنتدى
بدأ منتدى غاز شرق المتوسط الدخول فى حيز التنفيذ فى الأول من مارس 2021 وقد أرجع الوزراء هذا الإنجاز المهم للعديد من الخطوات الجادة والإنجازات المتتابعة التى تحققت منذ إطلاق المنتدى فى يناير 2019، من خلال التعاون المكثف بين الأعضاء المؤسسين، والمجهودات الهائلة التى بذلتها فرق عملهم الاحترافية.احتفل الأعضاء المؤسسون بعقد اجتماعهم الوزارى الأول لمنتدى غاز شرق المتوسط، بعد دخول ميثاق المنتدى حيز النفاذ، كمنظمة حكومية دولية مكتملة الأركان مقرها القاهرة، مؤكدين على أهداف المنتدى كمنصة حوار منهجى حول السياسات المتعلقة بالغاز الطبيعى، كما أشاروا إلى أن المنتدى سوف يسهم فى تنمية سوق غاز إقليمى مستدام، بما يتيح تعظيم الاستفادة من موارد الغاز الكامنة بمنطقة شرق المتوسط بالاحترام الكامل لحقوق أعضائه على مواردهم الطبيعية وفقًا للقانون الدولى. وقد ناقش الاجتماع حينها سبل المضى قدما فى الأمور التنظيمية للمنتدى، بما فى ذلك استمرار رئاسة مصر للمنتدى حتى نهاية عام 2021، ممثلة فى وزير البترول والثروة المعدنية المصرى المهندس طارق الملا رئيس المنتدى وبدأت مصر مدة الرئاسة الأولى طبقا للميثاق فى يناير 2022 عندما تتولى قبرص الدولة المؤسسة الأولى فى الترتيب الأبجدى هذا الدور كما تم بالاجتماع تعيين أسامة مبارز وكيل وزارة البترول لشئون المكتب الفنى مصر قائما بأعمال الأمين العام للمنتدى وفى يناير 2022 تم التجديد لأسامة مبارز أمينا عام للمنتدى لمدة ثلاث سنوات انتهت يناير 2025.
الاكتفاء بالفعاليات الخاصة
من جانبه اكتفى أسامة مبارز الأمين العام لمنتدى غاز شرق المتوسط بعقد فعاليات خاصة وحضور المؤتمرات الدولية ومنذ أسبوعين شارك أمين عام المنتدى فى منتدى دلفى الاقتصادى والتقى ستافروس باباستافرو وزير البيئة والطاقة اليونانى المعين حديثا وتقديم لمحة عامة عن الأنشطة الرئيسية والمبادرات الجارية لمنتدى غاز شرق المتوسط - EMGF. وتبادلا الآراء بشكل مُعمّق حول رؤية المنتدى وأولوياته، لا سيما جهود تعزيز الحوار بين الحكومات وقطاع الطاقة والهيئات التنظيمية فى جميع أنحاء المنطقة.
وخلال مؤتمر ايجيبس 2025 عقد منتدى غاز شرق المتوسط فعالية عن المرأة فى قطاع الطاقة والغاز بحضور الرئيس القبرصى وعدد من القيادات النسائية فى قطاع الطاقة
على الرغم من التحديات الكبيرة، لا يزال منتدى غاز شرق المتوسط يمتلك القدرة على لعب دور مهم فى مستقبل الطاقة فى المنطقة، خاصة مع التركيز المتزايد على تحول الطاقة وخفض الانبعاثات. تشمل الآفاق المستقبلية المحتملة: يمكن للمنتدى توسيع نطاقه ليشمل التعاون فى مشاريع الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية والرياح، التى تتمتع المنطقة بإمكانيات كبيرة فيها وأن يقود جهود المنطقة فى تبنى تقنيات التقاط وتخزين الكربون، وتحسين كفاءة استخدام الغاز، وتطوير آليات لشهادات كثافة الكربون يظل المنتدى منصة مهمة للحوار والتنسيق بين الدول الأعضاء حول قضايا الطاقة، حتى فى ظل التوترات السياسية. إن مصير منتدى غاز شرق المتوسط مرتبط بشكل وثيق بالديناميكيات السياسية المعقدة فى المنطقة. فى حين أن التوترات الحالية تشكل تحديًا كبيرًا فإن تركيز المنتدى المتزايد على تحول الطاقة والتعاون الإقليمى، بالإضافة إلى دوره المحتمل فى تلبية احتياجات الطاقة الأوروبية، يمكن أن يضمن استمرار أهميته فى المستقبل. ومع ذلك، فإن تحقيق كامل إمكاناته يتطلب تجاوز الخلافات السياسية وتعزيز الثقة والتعاون بين جميع الأطراف المعنية.