لا كرامة للشباب فى وطنه!

اميرة سامى
شباب (ثورة مصر) الذين أطلق عليهم «مفجرو الأنظمة الفاسدة» التى خنقت مجتمعًا كاملاً على مدار سنوات طويلة وبعد أن أبهروا العالم من خلال ثورتى 25 يناير و30 يونيو وأنهم قادرون على صنع طريق جديد من الأمل والنهوض كباقى دول العالم ويقينهم بأن أصواتهم ستسمع من خلال مشاركتهم فى المشهد السياسى لكى يعبروا من خلاله عن مطالبهم ومطالب كل من نادوا معهم من الشارع المصرى البسيط الذى ظل يعانى من الجوع والقهر والظلم سنوات وتتلخص مطالبهم فى العيشة الهنية.
لكن للأسف لم تحقق مصر أحلام شبابها منذ ثورة يناير حتى الآن مع مرور العديد من التغيرات الوزارية التى لحقت بالحكومات المصرية على مدار ثلاث سنوات منذ بداية حكومة عصام شرف حتى حكومة الببلاوى وعلى الرغم من ذلك عاد تهميش أحلامهم مرة أخرى على يد حكومة المهندس إبراهيم محلب الذى جاء بتشكيل وزارى دون النظر إلى العنصر الشبابى وكأنه يسير على نفس خطوات الحكومات السابقة، لذلك اخترقت روزاليوسف هذا الموضوع المثير للجدل لكى تضع إجابة واضحة لسر هذا التهميش.
عمرو حسين حديث التخرج فى جامعة الأزهر قال: عندما تكون حكومتنا من الكبار سنا فهذا لا يؤدى بنا إلى طريق الاجتهاد والمثابرة على العمل وهذا ما أصاب الحكومات السابقة من فشل وأحداث كثيرة من الفوضى والشغب التى مرت بها البلد فى الفترة السابقة وأصبحت الحكومات المصرية تقع تحت اسم (صاحبة اليد المرتعشة)، لذلك ثار العديد من الشباب لإقالة هذه الحكومة التى أصبحت الآن تبنى خطتها على نظام قديم لا يصلح ونرفض عودتها، مؤكدا أن مشاركة الشباب سيكون لها دور فعال لأن مشاركتهم فى مناصب مهمة والتعامل الفعلى مع قيادات كبيرة تتمتع بالخبرة سيؤدى إلى تهدئة الأوضاع المتوترة فى الشارع المصرى.
وعبر محمود مرسى مدير إدارة مالية فى إحدى المؤسسات الحكومية عن غضبه الشديد لكثرة التغيرات الوزارية التى تحدث فى مصر على مدار ثلاث سنوات متتالية دون جدوى لفعل أى شىء، مؤكدا أن مسألة تهميش الشباب فى الحكومات المصرية لا يوجد حل لها وهذا ما تفعله الحكومات المصرية بأن تخمد صوت الشباب الثورى لذلك فإن عدم مشاركتهم فى الأمور السياسية يعتبر ضياع حق لكل شهيد ضحى بحياته فداء لبلده ولكى نواكب العالم الخارجى من تطوير وتقدم فى التكنولوجيا الحديثة يجب استخدام العقل الشبابى الذى لديه المعرفة الكاملة فى التحديث والتطور بالإضافة إلى أن شباب مصر سواء كان ثوريا أو غير ذلك أصبح الآن يتمتع بفكر متكامل للتعامل مع الأحداث المختلفة من أزمات اقتصادية واجتماعية لذلك ليس من العيب أن يتحد الكبار مع الشباب لقيام دولتهم.
أما من جانب رأى الأحزاب والحركات الشبابية فأوضحت مها أبو بكر المتحدث الرسمى لحركة كفاية وتمرد أن تهميش دور الشباب داخل المؤسسات الحكومية أزمة تتعلق بعدم وجود إرادة سياسية حقيقية تنحاز إلى تمكين الشاب بممارسة الدور الفعال داخل شئون الدولة، مؤكدة أنه لم يطلب تنفيذ هذه المشاركة فى الوقت الحالى من السلطات الانتقالية التى يتلخص شغلها الشاغل فى تسيير العمل اليومى لأنها فى ذلك الوقت لم يكن لديها الرفاهية الكاملة للنظر فى تعديل السياسات الفعالة، لذلك ننتظر وجود سلطة منتخبة تنحاز إلى تغير الأهداف السياسية لترجمة التشريعات والسياسات التى وضعها دستور الثورة الذى انطوى على فكرة تمكين الشباب.
وأوضح علاء عصام عضو المكتب التنفيذى لشباب جبهة الإنقاذ أن تمكين الشباب فى المواقع الحكومية لمجرد أنهم قاموا بثورة أدى إلى تغيير نظامين فهذا لا يعنى تحقيق أحلامهم وطموحاتهم الأساسية التى طالبوا بها لتخفيف العديد من الأهداف التى تتلخص فى عدة نقاط مهمة:
أولا : العمل على وجود مشروعات للشباب لحل مشكلة البطالة فى مصر.
ثانيا : اتخاذ إجراءات لمعالجة الأوضاع الاقتصادية وهذا من خلال إنشاء مشاريع قومية وتقوى الاقتصاد المصرى.
مؤكدا أن المجتمع المصرى يواجه أزمة كبيرة فى تدنى المستوى الثقافى وأنه يوجد ما يعادل من 35 إلى 40٪ جهلاً ثقافيًا، بالإضافة إلى أنه يوجد أزمة فى المناهج الدينية لذلك يجب توفير عمليات الإصلاح الدينى لترشيد الأفكار المتعصبة التى ينتج عنها كم كبير من الأعمال الإرهابية فى مصر التى ظهرت خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أنه من الضرورى توفير مشروعات قومية تنهض بها خلال هذه الفترة وهذا يعتبر من مهام الرئيس القادم، موضحا أن الحل ليس بتواجد عناصر شبابية فى توليهم مناصب سياسية داخل الدولة إنما الحل هو الوصول إلى مشروعات تحقق طموحاتهم الثورية حتى لا نصل إلى ثورة ثالثة تعلو بأصوات الجياع، لذلك أكد عصام أنه ضد تواجد العنصر الشبابى فى المواقع أو المناصب السياسية إلا إذا توافرت بعض الشروط التى تتلخص فى عنصر الخبرة والكفاءة وأن يكون الشباب محتلا للمشهد السياسى منذ فترة طويلة مثل بعض المتواجدين على الساحة وهم (تامر جمعة - خالد تليمة - باسم كامل)، لذلك أكد على أن هذه المرحلة ليست مرحلة تمكين الشباب إنما هى مرحلة إنقاذ الوطن من الخطر وبعد ذلك سيأتى الدور الفعال لهم فى المراحل المتتالية.