الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

وزارة الأوقاف 2024 ضبط للدعوة وعناية بالمساجد والأئمة

شهد عام 2024 تحولًا كبيرًا فى وزارة الأوقاف، حيث تم الإعلان فى يوليو عن تولى الدكتور أسامة الأزهرى حقيبة وزارة الأوقاف وسط ترحيب واسع فى الأوساط الدينية المختلفة.. وخلال العام المنصرم كثفت وزارة الأوقاف جهودها للإعلاء من مكانة الدعوة والدعاة، حيث شهد العام الماضى إعلان وزير الأوقاف د.أسامة الأزهرى وضع استراتيجية للعمل تشمل عدة محاور. المحور الأول: مواجهة التطرف من خلال مواجهة فكرية جادة فى كل ما يتعلق بمفاهيم الفكر المتطرف، ومحاربة كل صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف، وتفكيك منطلقات وأفكار هذه التيارات.



 

المحور الثانى: مواجهة التطرف اللا دينى والمتمثل فى تراجع القيم والأخلاق مثل مواجهة الإلحاد، والإدمان، والانتحار، والتنمر، والتحرش، والزيادة السكانية، وارتفاع معدلات الطلاق، وفقدان الثقة، ومواجهة شاملة لكل مظاهر التراجع القيمى والأخلاقى.

المحور الثالث: بناء الإنسان من خلال بناء شخصية الإنسان ليكون قويًا شغوفًا بالعلم شغوفًا بالعمران واسع الأفق وطنيًا منتميًا مقدمًا الخير للإنسانية، وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس، والانطلاق فى ذلك من خلال المبادرة الرئاسية بداية جديدة لبناء الإنسان. 

المحور الرابع: صناعة الحضارة من خلال الابتكار فى العلوم والمساهمة فى عالم الذكاء الاصطناعى وفى اختراق أجواء الفضاء وفى ابتكار النظريات والحلول العلمية لعلاج أزمات الإنسان وللإجابة على الأسئلة الحائرة.

خطة وزارة الأوقاف بقيادة د.أسامة الأزهرى خلال عام 2024 استهدفت أيضًا تحويل المسجد إلى منارة إشعاع فكرى وروحى، عبر رفع كفاءة الأئمة وزيادة اهتمامهم بمراجعة القرآن الكريم، وأهمية حماية المساجد وتحصينها من الأفكار المتطرفة، لضمان أن تظل مكانًا يعزز القيم الدينية الصحيحة ويغرس الطمأنينة فى نفوس المصلين.

وشدد وزير الأوقاف على أن الدعوة ينبغى أن تنضبط بالأسس المعتمدة فى المنهج الأزهرى دون انحراف، وعلى أهمية التعاون الوثيق مع مؤسسات الدولة والعمل المشترك من أجل إعادة بناء الإنسان المصرى، ليكون راسخ الجذور فى وطنه ومعتزًا بتاريخه وهويته. 

بناء الإنسان 

وخلال عام 2024 كثّفت وزارة الأوقاف المصرية جهودها الدعوية فى إطار استراتيجيتها الشاملة لبناء الإنسان، ومكافحة التطرف بجميع أشكاله؛ وقامت الأوقاف بإطلاق 734 قافلة متنوعة، منها 48 قافلة مشتركة بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية إلى مناطق «رفح، والشيخ زويد بشمال سيناء». كما نظمت 125 قافلة بالتعاون بين الأوقاف والأزهر فى 20 محافظة، إضافة إلى 460 قافلة دعوية أسبوعية و81 قافلة للواعظات و20 قافلة للمناطق الحدودية. وفى مجال الأسابيع الدعوية والثقافية، نفذت الوزارة 1038 أسبوعًا ثقافيًّا فى المساجد الكبرى؛ ما أسهم فى تعزيز التواصل بين العلماء والجمهور لنشر القيم الإسلامية السمحة.

كما أطلقت وزارة الأوقاف خلال 2024 أول نشرة إلكترونية شهرية بعنوان «وقاية» لمعالجة القضايا المجتمعية، وتهدف إلى العمل على إيقاظ الوعى المجتمعى بقيمة بناء الإنسان، وذلك من خلال طرح حلول مبتكرة قادرة على إحداث نقلة نوعيَّة نابعة من رؤية الدَّولة المصريَّة المتناسقة مع رسالة وزارة الأوقاف نحو بناء شخصية الإنسان ليكون قويًا شغوفًا بالعلم شغوفًا بالعمران واسع الأفق وطنيًا منتميًا مقدمًا الخير للإنسانية وأن يكون إنسانًا سعيدًا وأن يقدم الخير والنفع للناس.

وعلى صعيد الإفتاء، نظمت الوزارة 3130 مجلس إفتاء وندوة إفتائية، منها 1753 مجلسًا بمشاركة أساتذة جامعة الأزهر وأمناء الفتوى بدار الإفتاء، إضافة إلى 1337 مجلسًا خاصًّا بالواعظات؛ ما يؤكد حرص الوزارة على توسيع نطاق الإفتاء ليشمل شرائح المجتمع كافة. 

كما أولت الوزارة اهتمامًا كبيرًا بالأجيال الناشئة، إذ نفذت برامج تثقيفية وصيفية للأطفال شملت أكثر من 25 ألف مسجد، إضافة إلى21467 مسجدًا للبرنامج التثقيفى فى خلال العام الدراسي، فى خطوة تهدف إلى بناء وعى دينى متزن لدى الأطفال والشباب.    وضمن مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان تم عقد دورات التعامل اللائق لعمال المساجد مع رواد المسجد وضيوف الرحمن، أعلن الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى فى الخامس عشر من أغسطس الماضى إطلاق دورات التعامل اللائق مع رواد المساجد وضيوف الرحمن لعمال المساجد على مستوى الجمهورية. وعقدت وزارة الأوقاف عددًا من هذه الدورات على مدار شهرى أكتوبر ونوفمبر لعمال المساجد بعدد من محافظات الجمهورية لتنمية الوعى العام لجميع العاملين بالمساجد. 

مصحف مصر.. وعودة الكتاتيب 

وشهد عام 2024 إعلان وزير الأوقاف د.أسامة الأزهرى إطلاقًا جديدًا لمصحف مصر عبر التطبيق الإلكترونى الذى يتيح لأى قارئ حول العالم أن يتصفح المصحف الشريف ويتلو منه القرآن الكريم، لتتشرف مصر بخدمة القرآن الكريم طوال الزمان، وليكون مصحف مصر هديةً من أرض الكنانة مصر.

وتعد عودة الكتاتيب من أبرز الأحداث التى شهدتها وزارة الأوقاف خلال عام 2024، حيث أعلنت وزارة الأوقاف المصرية مبادرة «عودة الكتاتيب من جديد» تحت رعاية الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، لحفظ القرآن الكريم ومعرفة معانيه والتعرف على أصول الدين الإسلامى من خلال المنهج الوسطى الأزهرى على أيدى نخبة مختارة من المحفظين، واستقطاب النشء وتحصينهم، ضمن المبادرة الرئاسية «بداية جديدة لبناء الإنسان».، وكانت البداية بكتاتيب وحلقات تحفيظ القرآن الكريم بقرية كفر الشيخ شحاتة مركز تلا بمحافظة المنوفية.

 وأعلنت الأوقاف عودة الكتاتيب خلال وقت زمنى معين، بحيث يكون فى كل من القرى الأم كتاب من الكتاتيب، ثم فى بقية القرى، بالتنسيق مع مؤسسات الدولة.

فيما كثفت وزارة الأوقاف المصرية جهودها فى عام 2024 فى مجال العناية بالقرآن الكريم وأهله، ما يؤكد التزامها الدائم بتعزيز الثقافة القرآنية، ونشر علوم القرآن بين مختلف فئات المجتمع. جاءت هذه الجهود من خلال سلسلة من البرامج والمبادرات المتنوعة التى شملت المقارئ القرآنية، ومجالس الإقراء، ومراكز التلاوة، وحلقات التحفيظ، والمبادرات النوعية، والمسابقات القرآنية، والأمسيات الابتهالية. استهدفت الوزارة تنظيم المقارئ القرآنية بمختلف أنواعها لتلبية احتياجات الأئمة والأعضاء والجمهور على حد سواء، إذ بلغ إجمالى عدد المقارئ خلال العام (221240) مقرأة، وتنوعت أهدافها بين تعزيز مهارات التلاوة والإقراء والتدبر. 

كما كثفت الأوقاف خلال 2024 جهودها فى مجال مجالس الإقراء التى تمثل إحدى أبرز الوسائل  للحفاظ على الإتقان فى تلاوة القرآن الكريم؛ فعقدت (900) مجلس إقراء على أيدى كبار القراء، إضافة إلى مقرأة الفجر اليومية التى عُقدت بـ(11) مسجدًا، ومقرأة سورة الكهف فى مسجدَى الإمام الحسين والسيدة زينب. هذه المجالس أسهمت فى تيسير وصول العلوم القرآنية لجميع الفئات العمرية والاجتماعية. 

كما وسَّعت الأوقاف نطاق خدماتها من خلال مراكز التلاوة التى بلغ عددها (14) مركزًا، فعقدت (710) مجالس لتعليم أحكام التلاوة والتجويد؛ ما أتاح فرصة للراغبين فى تحسين تلاواتهم تحت إشراف متخصصين. كما أكدت الوزارة أهمية التحفيظ المباشر عبر مكاتب التحفيظ التى عُقدت بها (115274) حلقة، موزعة بين «مكاتب التحفيظ المعتمدة، ومكاتب التحفيظ بالمكافأة».

 وأطلقت وزارة الأوقاف خلال 2024 مبادرة «حصن طفلك بالقرآن» التى استهدفت الأطفال فى إجازة نصف العام الدراسى، فعقدت أكثر من (108000) جلسة تحفيظ فى (6014) مسجدًا. وعززت الوزارة جهودها بمبادرة «صحح قراءتك» التى انطلقت فى (1503) مساجد موزعة على مستوى الجمهورية، وشملت النساء أيضًا عبر جلسات خاصة بمسجد السيدة نفيسة. أسهمت هذه المبادرة فى تحسين مهارات التلاوة وتصحيح الأخطاء الشائعة لدى المشاركين، إذ تم عقد (360720) جلسة فى خلال العام.

العناية بالأئمة 

كما شهد عام 2024 توجهًا بالعناية بالأئمة والدعوة؛ حيث اعتمدت وزارة الأوقاف 2540 خطيب مكافأة و233 واعظة جديدة، فى خطوة تهدف إلى تعزيز المنظومة الدعوية بدماء جديدة تسهم فى تحقيق أهداف الوزارة.. كما طالب الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف خلال الاجتماع الأول بمديرى المديريات الإقليمية، وقيادات وزارة الأوقاف، بأهمية تحقيق أعلى مستويات الانضباط الإدارى والدعوى، مشددًا على ضرورة المتابعة المستمرة للتأكد من تطبيق المبادئ بشكل دقيق، وحذّر من أى تعامل غير لائق مع الأئمة، مؤكدًا على أهمية احترام دورهم وتعزيز مكانتهم بما يليق بمسئولياتهم.

وأكد الوزير على أهمية دعم الإمام ورفع معنوياته، حيث إن صورة الإمام المحترمة تعكس الجمال الذى يدعو إليه الإسلام، وهذا من توجيه الإسلام فى قول النبى (صلى الله عليه وسلم): «إن الله جميل يحب الجمال»، فهذا هدى النبى (صلى الله عليه وسلم)، وأوضح أن وزارة الأوقاف تعمل على أن تكون المساجد «منارة نور وشعاع أمل» تبث الطمأنينة فى نفوس الناس.

وأكد وزير الأوقاف أن صفحة الإمام على السوشيال ميديا هى منبر آخر له، ينبغى أن يوجهها إلى نشر العلم النافع المنير، لتحقيق تواجد مؤثر ولافت للنظر للخطاب الدينى المستنير فى عالم السوشيال ميديا.

كما شدد على ضرورة خلق بيئة تنافسية بين الأئمة تُحفّز على طلب العلم والتقدم فيه، مع التأكيد على أن المعيار الوحيد للترقى والتميز سيكون هو العلم، مع ضرورة التزام الإمام بالمنهج الأزهرى الراسخ، مؤكدًا أن الداعية يجب أن يتصدى لمواجهة أى فكر منحرف متطوف أو أى منهج فكرى مضطرب يخالف مبادئ الأزهر الشريف.

الاهتمام بمساجد آل البيت 

وخلال عام 2024 كان هناك اهتمام واسع من وزارة الأوقاف بمساجد آل البيت حيث تم لأول مرة وبتوجيهات من الأستاذ الدكتور أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، عرض من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية للمطبوعات الخاصة بآل البيت -رضوان الله عليهم- فى مساجدهم، بدءًا بمسجد السيدة زينب «رضى الله عنها».

وأكد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الهدف من  عرض المطبوعات ترسيخ محبة آل البيت،  وتعريف الجمهور بسيرتهم وأخلاقهم النبيلة؛ بما يسهم فى تشكيل الوعى الدينى الصحيح وتعزيز القيم الإسلامية الوسطية القائمة على التسامح والمحبة، وتسليط الضوء على الجوانب الإنسانية المشرقة فى سير آل البيت؛ لتكون مصدر إلهام فى بناء مجتمع متماسك أخلاقيًّا وروحيًّا.

العناية بالمساجد 

كما واصلت وزارة الأوقاف فى خلال عام 2024 جهودها البارزة فى مجال عمارة المساجد على مستوى الجمهورية، ما يؤكد التزام الوزارة بتعزيز دور المساجد كمراكز روحية وثقافية تخدم المجتمع. شملت هذه الجهود إحلال وتجديد وصيانة وتطوير أكثر من 1000 مسجد، إضافة إلى فرش ما يزيد على 2000 مسجد.

وبادرت الوزارة خلال العام بفرش 2403 مساجد، بتكلفة إجمالية تجاوزت 200 مليون جنيه، كما نفذت الوزارة إحلال وتجديد 84 مسجدًا من خلال التنفيذ المباشر، بتكلفة تجاوزت 228 مليون جنيه، إضافة إلى صيانة 41 مسجدًا بتنفيذ الوزارة بتكلفة تجاوزت 202 مليون جنيه. 

وبلغ إجمالى عدد المساجد التى شملتها أعمال الإحلال والتجديد والصيانة 1137 مسجدًا على مستوى الجمهورية، بتكلفة إجمالية قدرت بنحو ثلاثة مليارات جنيه. وقد توزعت هذه الجهود بين إحلال وتجديد 865 مسجدًا، وصيانة 272 مسجدًا، فى إنجازات غير مسبوقة من حيث الكم والنوع، تؤكد حجم العمل الجاد والمستمر على مدار العام.

وواصلت الوزارة تلبية احتياجات المساجد القديمة التى تحتاج إلى صيانة شاملة أو جزئية؛ ما يسهم فى المحافظة على التراث المعمارى الإسلامى وتحسين الخدمات المقدمة للمصلين.

كما ركزت على تهيئة المساجد فى المناطق النائية والأكثر احتياجًا، لضمان وصول الخدمات إلى جميع أنحاء الجمهورية، وتعزيز دور المساجد فى تلك المناطق كأماكن تجمع وخدمة للمجتمع المحلى.

خطة دعوية ضد التفكك الأسرى 

كما شهد العام المنصرم خطة دعوية توعوية مُكثفة للواعظات لمواجهة التفكُّك الأسرى ومناقشة أسبابه وتعزيز تماسك الأسرة المصرية، وذلك من خلال دروس دعوية فى المساجد، والسوشيال ميديا، والقنوات الفضائية، والمواقع الإخبارية المختلفة.

وجاءت مشاركة الواعظات فى القضايا المجتمعية تنفيذًا لاستراتيجية وزارة الأوقاف المصرية، وفى مقدمتها محور بناء الإنسان، ومشاركةً فى دعم المبادرة الرئاسية: «بداية جديدة لبناء الإنسان» إيمانًا بدور الواعظات الدعوى وما يقمن به فى دعم الترابط الأسرى وترسيخ قيم المواطنة والانتماء للوطن، ونشر الفكر الوسطى المستنير، والتصدى لجميع  مظاهر التراجع القيمى والأخلاقى فى المجتمع.

وشملت الخطة الدعوية مناقشةَ العديد من الموضوعات التى تتعلق بتمكين الأسرة، ومنها: كيفية اختيار شريك الحياة، وبيان الحقوق والواجبات المتعلقة بالحقوق الزوجية، والتحذير مما يسمى بالخرس الزوجى،  والتحذير من إدمان مواقع التواصل الاجتماعى، وما تسببه من القطيعة بين الزوجين، وزيادة نسب الطلاق، والتحذير من إفشاء الأسرار الزوجية، وخطورة التخبيب بين الزوجين بإفساد علاقتهما، وعقوبة من يفعل ذلك، وأثره فى تهديد استقرار الأسرة، وبيان أن الحياة الزوجية مشاركة بين الزوجين، وأن كلًا منهما يكمل الآخر فى أداء رسالته وتحقيق غرضه المرجو لتربية أبناء أسوياء يقومون بحق الوطن.