الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

مخطط المخابرات الأمريكية ضد العاهل السعودى!

مخطط المخابرات الأمريكية ضد العاهل السعودى!
مخطط المخابرات الأمريكية ضد العاهل السعودى!


 قرار تعيين الأمير مقرن بن عبد العزيز وليا لولى العهد فى السعودية طمأن أبناء الشعب السعودى، والشعوب العربية والإسلامية المحبة للمملكة، على مستقبل الحكم فى واحدة من أهم الدول العربية والإسلامية، خصوصا فى ظل معاناة عربية، وتوارى دول عن الخارطة، ومقاومة أخرى لعواصف الخريف العربى، ومرور مصر الدولة العربية الكبرى بفترة استشفاء ونقاهة طويلة من جراء حكم جماعة الإخوان.
 
جاء القرار السعودى ليرسى دعائم الحكم فى المملكة لعقود طويلة قادمة، وليكون جسرا ومعبرا مهما لتسليم الحكم من جيل الآباء إلى الأحفاد، وهى أجيال شابة واعدة، تتطلع إلى استمرار المملكة كقوة اقتصادية عالمية مؤثرة، تؤدى دورها الإسلامى والعروبى، وتشكل مع مصر قوة رصينة حامية لمصالح الأمة، فى مواجهة قوى إقليمية وغربية طامعة ومتربصة.
 
القرار الذى اتخذه العاهل السعودى الملك عبد الله بن عبدالعزيز بتعيين أخيه الأمير مقرن وليا لولى العهد، والذى جاء قبيل زيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى الرياض الجمعة الماضية أربك الرهانات الأمريكية، وجعلها عاجزة عن فهم السيناريوهات المستقبلية التى تدور فى عقل وذهن خادم الحرمين الشريفين الذى أخذ على عاتقه مجابهة ومواجهة الخطط الأمريكية المفضوحة فى المنطقة، بترتيب البيت السعودى من الداخل، وتأمين انتقال سلس وممنهج للسلطة، للحيلولة دون نشوب أى نزاع مستقبلى على السلطة، كما فوت على الرئيس الأمريكى فرصة التحدث عن قلق أمريكى على مستقبل الحكم فى المملكة فى ظل مرض الملك وولى عهده.
 
وجاءت الأنباء المتواترة عن تنحى خادم الحرمين الشريفين عن مقاليد الحكم فى المملكة لولى عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز فى أعقاب مغادرة أوباما الرياض، لتفضح ألاعيب وحيل أمريكا، خصوصا أن مطلقى الشائعة هم مصادر قريبة أو ذات صلة استخباراتية بالإدارة الأمريكية، ردا على المواجهة الحاسمة التى استقبل بها العاهل السعودى نظيره الأمريكى، ومطالبته بوقف «العك» الذى تمارسه أمريكا فى المنطقة، بدعمها للإرهاب والتطرف فى مواجهة الشعوب العربية، خصوصا فى مصر الذى يعانى شعبها من الإرهاب الإخوانى المدعوم أمريكيا، وساهم فى انتشار الشائعة ظهور خادم الحرمين الشريفين، وهو يتنفس صناعيا عبر أنبوب أوكسجين أثناء لقائه الرئيس الأمريكى أوباما فى روضة خريم، لكن الواقع يقول أن التنحى عن حكم المملكة، حتى وإن طلبه الملك عبد الله فإن التقاليد السعودية ومنظومة القيم الأصيلة التى يتحلى بها أبناء الملك عبد العزيز تحتم على ولى العهد الأمير سلمان رفض تقلد سدة الحكم فى ظل وجود أخيه الملك عبدالله على قيد الحياة، وهذا ما فعله الملك عبد الله حينما كان وليا للعهد إبان حكم الملك فهد الذى كان يعانى هو الآخر من مرض طويل منعه من تسيير شئون الحكم وإدارة دفة البلاد.
 
اختيار الأمير مقرن بن عبدالعزيز (68) سنة ليكون الرجل الثالث فى المملكة والذى تتطلع إليه الأنظار للعبور إلى حقبة جديدة، خصوصا فى ظل معاناة الملك عبد الله (91) سنة مع المرض، وكذلك ولى العهد الأمير سلمان (79) سنة، جاء ليتواكب مع إعلان ترشح المشير عبدالفتاح السيسى لخوض الانتخابات الرئاسية فى مصر وهما رجلا مخابرات من طراز فريد تربطهما علاقات صداقة قوية ووطيدة وممتدة، أسهما معا فى بناء علاقات مصرية سعودية مع روسيا نهاية العام الماضى، تتطابق توجهاتهما الاستراتيجية والسياسية فى الانحياز إلى رفع المعاناة عن الشعوب العربية، ومواجهة الفكر المتطرف الذى يتخذ من الدين مطية ووسيلة للوصول إلى السلطة، والتوجه شرقا تجاه الصين وروسيا لتقليل الاعتماد على أمريكا وتهميش دورها المنحاز ضد كل القضايا العربية.
 
الأقدار تهيئ الرجلين معا ليقودا دفة الأمة العربية إلى بر الأمان، ويدفعا عنها ظلم الغرب وإرهاب الإخوان، فالمشير واجه الإخوان وانحاز لإرادة الشعب المصرى وأزاحهم عن الحكم، والأمير مقرن بن عبدالعزيز يرى فى الإخوان شرا مستطيرا، ويرى فيهم تهديدا للهوية العربية، ومسخا للعقيدة الإسلامية السمحة، ويتفق مع ما قاله أخوه الأمير نايف بن عبد العزيز ولى العهد السابق ووزير الداخلية الأسبق فى تسعينيات القرن الماضى بأن الإخوان هم أشر من الخوارج، وهم أسوأ فئة استضافتها المملكة بعدما فروا من مصر فى ستينيات القرن الماضى، لقد استضافتهم المملكة وأغدقت عليهم، ومارسوا ضدها الخديعة والخيانة.
 
أدرك العاهل السعودى أن الدولة كائن حى تتطور وتنمو كما الإنسان، فهى تحتاج إلى ضخ دماء جديدة شابة واعدة، تمنحها الحيوية والعزيمة والإرادة الصلبة، فالقيادة الحكيمة هى التى تتيح الفرص وتمهد الطريق أمام القيادات الشابة لتتبوأ زمام المبادرة وتتسلم دفة القيادة، حقائق التاريخ تؤكد أن الإنجازات العظيمة والتحولات الكبرى قام بها شباب، هذا هو ما فعله خادم الحرمين الشريفين من الدفع بوجوه شابة إلى المقدمة، فالأمير مقرن هو الابن رقم 35 والأصغر فى قائمة أبناء الملك عبدالعزيز رجل عروبى الفكر، مستنير، عميق، يؤمن بأن مصر القوية هى ضمانة استقرار العالم العربى، وأن الشعب المصرى هو ذخر وفخر الأمة العربية، وكما أن التاريخ كان مصريا، فالمستقبل ملك لمصر العربية.