الأربعاء 30 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

المنطقة أمام خيار مصيرى وصعب اغتيال «السنوار» رجل الأنفاق

أكدت إسرائيل مقتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار فى قطاع غزة. وجاء هذا الإعلان بعد عملية عسكرية مشتركة بين الجيش الإسرائيلى وجهاز الأمن العام «الشاباك»، وتأتى هذه العملية فى سياق سلسلة من الاغتيالات التى نفذتها إسرائيل ضد قادة بارزين فى حركة حماس. 



 عملية الاغتيال

أشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى مقتل القياديين فى حماس محمود حمدان وهانى حميدان مع السنوار.

وقال الجيش الإسرائيلى إن رئيس الأركان هرتسى هاليفى والفريق الأمنى يقيّمون الموقف الحالى، فيما قالت القناة 12 الإسرائيلية إن السنوار كان يرتدى سترة عليها قنابل يدوية، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الوزراء تلقوا تحديثًا تفصيليًا عن مقتل «السنوار».

وفى بيان مشترك صادر عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى والشاباك، ذُكر أن القوات الإسرائيلية تمكنت من القضاء على ثلاثة مسلحين خلال عملية فى قطاع غزة. وكانت المعلومات تشير إلى وجود يحيى السنوار ضمن هؤلاء المسلحين.

أوضح البيان، أن قوة من الجيش الإسرائيلى قامت بتحديد مجموعة مسلحة داخل مبنى فى قطاع غزة، واندلعت اشتباكات بين الطرفين. عقب الاشتباكات؛ دخلت القوة الإسرائيلية إلى المبنى حيث وجدت جثة مسلح يشبه يحيى السنوار.

وحسب المصادر العسكرية، كان المبنى الذى تواجد فيه «السنوار» محاصرًا من قِبَل الجيش الإسرائيلى.

وعُثر على سترة عسكرية مليئة بالقنابل اليدوية بجانب الجثة، مما زاد من الشكوك حول هوية القتيل.

وذكرت القناة 14 الإسرائيلية أن جثة يحيى السنوار عُثر عليها فى منطقة تل السلطان بمدينة رفح. وأكد الجيش الإسرائيلى أن طائرة بدون طيار ساعدت فى التعرف على الجثة قبل وصول القوات إلى الموقع.

ولتأكيد هوية القتيل؛ تم إجراء فحص الحمض النووى (DNA) واختبارات للأسنان. وأفادت المصادر العسكرية بأن النتائج كانت إيجابية وتؤكد مقتل يحيى السنوار.

وتباينت آراء المحللين حول ما يمثله هذا الاغتيال، فالبعض يراه مقدمة لوقف إطلاق النار فى المنطقة، وآخرون يرونه حدثًا قد يضع المنطقة أمام خيار مصيرى وصعب.

ونقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية «راديو كان» وموقع إن12 الإسرائيلى عن مسئولين إسرائيليين قولهم إن السنوار مات.

 الحمض النووى

وحصلت إسرائيل على الحمض النووى ليحيى السنوار خلال فترة حبسه فى السجون الإسرائيلية؛ حيث تم تحريره؛ وفقًا لصفقة تبادل للأسرى فى عام 2011 مع الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط، والتى تم على إثرها خروج عدد كبير من قيادات حماس من السجون الإسرائيلية على رأسهم يحيى السنوار.

ويُعَد يحيى السنوار، زعيم حركة حماس الحالى هو صاحب فكرة «طوفان الأقصى» التى أدت إلى أسْر العشرات من الإسرائيليين فى مستوطنات غلاف غزة إلى جانب قتل أكثر من 1200 شخص، وعلى إثر ذلك شنت إسرائيل أكبر حرب إبادة فى غزة خلفت نحو 150 ألف شهيد ومصاب ومفقود، أغلبهم نساء وأطفال.

وتولى يحيى السنوار رئاسة حركة حماس فى أعقاب نجاح العملية الإسرائيلية لاغتيال إسماعيل هنية زعيم الحركة فى الخارج خلال حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيرانى الجديد مسعود بزشكيان لينفرد هو بالعمل ورئاسة الحركة بشكل كامل قبل أن تعلن إسرائيل مقتله أول أمس الخميس 17 أكتوبر 2024.

 تحت الأرض

عمل «السنوار» فى الخفاء، وغيَّرَ أماكنه باستمرار واستخدم رسلاً موثوقًا بهم فى الاتصالات غير الرقمية؛ وفقًا لثلاثة مسئولين من حماس ومسئول إقليمي. 

وعلى مدَى أشهُر من المحادثات التى لم يحالفها النجاح لوقف إطلاق النار بقيادة قطر ومصر والتى ركزت على مبادلة سجناء فلسطينيين بالرهائن الإسرائيليين، كان «السنوار» هو صانع القرار الوحيد.

وكان المفاوضون ينتظرون أيامًا للحصول على ردود تمر عبر سلسلة سرّية من الرسل.

 مصير الرهائن

وأعربت عائلات 101 محتجز فى غزة عن قلقها العميق بعد الأنباء المتداولة حول مقتل يحيى السنوار، قائد حركة حماس فى قطاع غزة.

وأكدت العائلات، فى بيان مشترك، أن هذه التطورات قد تُعَرّض حياة المحتجزين للخطر؛ خصوصًا فى ظل التوترات المتزايدة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل.

وطالبت العائلات جميع الأطراف المَعنية، سواء المحلية أو الدولية، بالتحرك السريع للتوصل إلى اتفاق يضمن حماية حياة المحتجزين.. مشددين على أهمية الحلول الإنسانية فى ظل هذه الظروف الصعبة.

 تل السلطان

ومنذ شهر مضى ؛ أعلن الجيش الإسرائيلى القضاء على قيادة كتيبة «تل السلطان» فى حركة «حماس» بمدينة رفح جنوبى قطاع غزة؛ إثر غارة جوية نفذها الطيران الإسرائيلى.

ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى مَقطعًا يُظهر استهداف طائرات لبعض الأشخاص على الأرض.. مُعلقًا: «المثلث الأزرق يقضى هذه المرة كل قيادة حماس فى حى تل السلطان من قائد الكتيبة وحتى قادة السرايا..».

 موقف واشنطن

ومع توقف مفاوضات وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن لعدة أشهُر؛ ظل كبار المسئولين فى الإدارة متمسكين بالأمل فى إمكانية التخلص من «السنوار» فى يوم من الأيام، ورأوا أن ذلك قد يفتح أبوابًا لم يكن من الممكن أن تكون مفتوحة من دون هذا الحدث. 

لقد نظر المسئولون الأمريكيون إلى مقتل «السنوار»، ببساطة، باعتباره الحدث الذى تحتاج إليه إسرائيل بشدة حتى تتمكن من إعلان انتهاء حربها فى غزة.

وحتى فى المناقشات التى دارت حول ما يسمى باتفاق «الكل مقابل الكل» فكرة إطلاق سراح كل رهينة لدى حماس مقابل كل سجين فلسطينى تريد حماس إطلاق سراحه، وهو ما يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه بعيد المنال رأى بعض المسئولين الأمريكيين بأن هذه الفكرة قد تكون قابلة للتطبيق إذا ما قُتل «السنوار».