بعد انعقاد دورة استثنائية من قلب غزة تحت شعار (مبدعون رغم اللجوء): رئيس مهرجان القدس السينمائى: مصممون على أن نقابل الموت بالحياة!
هبة محمد على
ظروف قاسية يعيشها الشعب الفلسطينى منذ أن بدأ العدوان على غزة، ورغم نيران القصف التى لا تهدأ، وأهوال الحرب التى يشيب لها الولدان، لا يزال هناك من يتحدى الظروف القاسية متشبثًا بالأمل، ولعل انعقاد الدورة الثامنة من مهرجان القدس السينمائى الدولى فى الفترة من 25 إلى 29 من يوليو الجارى فى مدينة دير البلح وسط قطاع غزة هو أصدق مثال على صمود هذا الشعب ومقاومته.
فى حوارنا مع مؤسس ومدير المهرجان الدكتور «عز الدين شلح» سألناه عن ظروف إقامة تلك الدورة الاستثنائية من المهرجان، كما تحدثنا معه عن الأفلام المشاركة، وعن أماكن العروض، وعن سبب إطلاقه لشعار (مبدعون رغم اللجوء) على هذه الدورة، وإلى نص الحوار..
>لماذا فكرت فى إقامة الدورة الثامنة من المهرجان وسط كل هذه الظروف العصيبة التى تعيشها؟
بالفعل نعيش ظروفًا حياتية صعبة للغاية، فالموت يحاصرنا من كل مكان، فهناك من يموت من القصف، وهناك من يموت من الجوع، وبما أن السينما تعنى الحياة، فقد اجتمعت مع مجموعة من المثقفين والمهتمين بالشأن السينمائى فى أحد خيم الإيواء، وقررنا بالإجماع أن نواجه الموت بالحياة، وأن نعقد الدورة الثامنة من مهرجان القدس السينمائى الدولى متحدين كل الظروف الصعبة التى نعيشها.
> لماذا اخترتم شعار (مبدعون رغم اللجوء) ليكون عنوانًا لمهرجانكم هذا العام؟
لأن مخرجى هذه الأفلام قد تمكنوا من صناعتها تحت القصف، بينما كانوا يعيشون فى الخيام، ومراكز الإيواء، فقد تسببت الحرب الدائرة فى قطاع غزة منذ تسعة أشهر فى نزوح أكثر من 90 % من شعبنا، وأصبحوا لاجئين بعيدًا عن بيوتهم، ورغم ذلك استطاعوا أن يبدعوا رغم الدمار الذى يحيط بهم، وبزوايا ورؤية مختلفة تمامًا، وبها عمق سينمائى كبير يختلف عما يشاهده الناس فى نشرات الأخبار، ومن هنا تأتى أهمية عنوان الدورة «مبدعون رغم اللجوء» التى سوف تكشف عن المبدعين الفلسطينيين زمن اللجوء ليتم تتويجهم فى الدورة الثامنة لمهرجان القدس السينمائى الدولى.
> هل من الممكن أن تعرفنا أكثر على الأفلام المشاركة فى هذه الدورة؟
من خلال دعم المخرج الفلسطينى «رشيد مشهراوى» تم صناعة 22 فيلمًا من قلب غزة، والانتهاء منها قبل شهرين وقد أطلق على هذه الأفلام (أفلام المسافة صفر) عرض منها 11 فيلمًا فى الافتتاح، ومثلها فى الختام، حيث تتراوح مدة الفيلم من 3 إلى 5 دقائق، والجميل فى هذه الأفلام أنها أفلام حية، صنعها مبدعوها من قلب الحدث، وتناقش رؤى مختلفة للحرب، والمعاناة، فضلاً عن أنها توثق المعاناة، لتصبح تلك الأفلام وثيقة بصرية شاهدة على جرائم الاحتلال التى ارتكبها ولا يزال بحق الشعب الفلسطينى.
> وماذا عن بقية الأفلام التى عرضت فى الأيام الثلاثة الأخرى بخلاف يومى الافتتاح والختام؟
بخلاف الـ 22 فيلمًا التي تم عرضها فى الافتتاح والختام، هناك خلال أيام المهرجان عرض أفلام فلسطينية مهمة، نالت شهرة عالمية، وحققت نجاحًا عند عرضها، منها فيلم (باى باى طبرية) وهو فيلم وثائقى مثل فلسطين فى الأوسكار، من إخراج «لينا سويلم».
> وما الأماكن التى تم اختيارها من أجل أن تحتضن عروض المهرجان؟
لم نجد أمامنا سوى مراكز النزوح، وبكل أسف، وقبل أيام من بدء المهرجان، تم قصف أحد المساجد المجاورة لمركز الإيواء الذى كان يضم البروجكتور وآلات العرض الخاصة بالمهرجان، مما تسبب فى تدميرها جميعًا، واضطررنا من أجل إتمام العروض إلى البحث عن بديل.
> هل فكرتم في إقامة فعاليات موازية على هامش المهرجان، مثل الندوات، واللقاءات مع صناع أفلام خارج غزة مثلًا على أن يتم ذلك التواصل إلكترونيًا من خلال تطبيقات الإنترنت المختلفة من أجل أن يحدث تواصل بين شباب السينمائيين الفلسطينيين والحركة السينمائية بشكل عام؟
الحقيقة أننا لم نفكر فى هذا الأمر، ولا توجد لدينا فعاليات على هامش المهرجان، فكل الموجود على هامش المهرجان هو القصف، سواء بجوارنا، أو فى منطقة قريبة منا أو حتى بعيدة، وربما كان من الممكن يطالنا نحن القصف فى أى لحظة أثناء عروض الأفلام، وتجمع الناس من أجل مشاهدتها، فيخرجنا جميعًا من على هامش الحياة، وهو ما دفعنى إلى أن أنشر بوستر هذه الدورة على صفحتى الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى فيسبوك مطالبًا أصدقائى فى غزة باستكمال المسيرة التى بدأتها إذا أراد الله أن يمن علىّ بالشهادة.>