الثلاثاء 1 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نتنياهو أشعل العالم بخطاب «الأكاذيب»

جملة من الأكاذيب آثارها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو خلال خطابه فى الكونجرس الأمريكى، الذى جاء بالتزامن مع اشتعال الضربات فى غزة فى جريمة أخرى تنضم لجرائم العدوان الإسرائيلى..



وبعد وصول ضحايا العدوان الإسرائيلى لنحو 40 ألف ضحية، حاول نتنياهو تبرير أفعاله مستخدمًا كارت معاداة السامية والهولوكوست مرّة أخرى، لكنه أضاف معهم دعم إيران إلى المظاهرات المناهضة لإسرائيل.. مؤكدًا أن تجمع الآلاف خارج مبنى الكونجرس من جماعات يهودية مناهضة للحرب تتلقى دعمًا ماديًا من طهران!!!!

خطاب نتنياهو جاء وسط غضب أمريكى شعبى وأيضًا مع أعضاء مجلسى النواب والشيوخ؛ خصوصًا من أعضاء الحزب الديمقراطى، بعد انسحاب أكثر من نصف أعضاء الحزب احتجاجًا على الخطاب، على رأسهم نانسى بيلوسى الزعيمة الديمقراطية وعضو مجلس النواب السابقة، كما «تحججت» نائبة الرئيس ورئيسة مجلس الشيوخ للمرة الأولى منذ توليها منصبها فى البيت الأبيض.

 

 

 

 ردود أفعال غاضبة

توالت ردود الفعل على خطاب نتنياهو أمام الكونجرس بمجلسيه، والذى ناشد فيه الولايات المتحدة إمداد إسرائيل بالمزيد من الأسلحة لمواصلة الحرب على غزة، بينما قاطع الجلسة عشرات النواب من الحزب الديمقراطى..

قال عضو المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عزت الرشق فى منشور عبر تليغرام إن «خطاب المجرم نتنياهو حفلة أكاذيب واستخفاف بعقول العالم».

بدوره؛ قال القيادى فى الحركة سامى أبو زهرى لوكالة رويترز إن الخطاب يظهر أن نتنياهو لا يريد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما أكد أن الخطاب «ملىء بالأكاذيب ولن يفلح فى التغطية على الفشل فى مواجهة المقاومة أو التغطية على جرائم حرب الإبادة».

وأضاف «أبو زهرى»: إن التحالف مع نتنياهو من أى طرف «خيانة لدماء الشهداء».

وقالت حركة الجهاد الإسلامى إن خطاب نتنياهو أمام الكونجرس ملىء بالأكاذيب والافتراءات، وإنه أثبت فى خطابه أن كيانه الهش يستمد وجوده من الحروب.

 

 

 

وأضافت إن «أكاذيب نتنياهو بأن جيشه لم يقتل مدنيًا واحدًا فى الهجوم على رفح تدل على استهزائه بالعالم»، مؤكدة أن خطابه يبين بكل وضوح أنه ليس واردًا إنهاء عدوانه على غزة.

وقال متحدث باسم الرئيس الفلسطينى لوكالة رويترز تعقيبًا على ما جاء فى خطاب نتنياهو إن «الشعب الفلسطينى وممثله الشرعى والوحيد منظمة التحرير الفلسطينية هو فقط مَن يقرر مَن يحكمه».

وقال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثى إن ما جرى هو «جلسة عار للكونجرس الأمريكى لمجرم الحرب نتنياهو الذى يرتكب جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والعقوبات الجماعية والتجويع».

وأضاف إن «الحضارة التى يدعيها نتنياهو ليست حضارة؛ بل انحطاط قتل 48 ألف فلسطينى فى غزة وانحطاط قتل 17 ألف طفل وبتر أيدى وأرجُل 1200 طفل فلسطينى وترحيل مليونى فلسطينى بعد هدم بيوتهم».

وفى تل أبيب؛ قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إن «من العار أن يتحدث نتنياهو ساعة كاملة من دون أن يقول إنه ستكون هناك صفقة للرهائن».

وقال وزير المالية الإسرائيلى بتسلئيل سموتريتش زعيم حزب الصهيونية الدينية، إن نتنياهو «مثّلنا بفخر، والترحيب به يعكس الشراكة العميقة مع الولايات المتحدة».

 احتجاجات ضد الأكاذيب

أمام الكونجرس اشتعل الشارع الأمريكى فى احتجاجات تزامنًا مع زيارة نتنياهو إلى واشنطن، ومع خطاب رئيس وزراء دولة الاحتلال اشتعلت هذه الاحتجاجات أرجاء مبنى الكابيتول هيل.

الاحتجاج الذى نظمته جماعة «الصوت اليهودى من أجل السلام» ارتدى المتظاهرون قمصانًا حمراء كتب عليها عبارات «ليس باسمنا» و«اليهود يقولون توقفوا عن تسليح إسرائيل». وحمَل البعض لافتات كتب عليها «وقف إطلاق النار الآن»، و«دع غزة تعيش».

وقالت الجماعة إن أكثر من 250 متظاهرًا اعتقلوا من بين 400 شاركوا فى الاحتجاج، فيما قالت الشرطة إنها ألقت القبض على نحو 200 شخص.

وقالت شرطة الكابيتول إن المتظاهرين دخلوا بشكل قانونى إلى مبنى كانون هاوس، وهو جزء من مجمع الكابيتول. إلا أنه لا يسمح بالاحتجاجات، وطلبت الشرطة من المتظاهرين إنهاء احتجاجهم.. وأضافت: إن المتظاهرين لم يمتثلوا لطلبهم، مما أدى إلى إخلاء المبنى.

احتجاجات الكابيتول هيل قابلتها احتجاجات أخرى داخل إسرائيل؛ حيث تظاهر المئات من أسر المحتجزين أمام مبنى السفارة الأمريكية، مطالبين نتنياهو بوقف الحرب وإعادة المحتجزين والتنحى عن منصبه.

فى مقال للكاتب سيرجى شميمان نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، بعنوان: «العرض الخطابى الناجح لنتنياهو كان استعراضيًا فى الأساس»..

يقول الكاتب إن نتنياهو أظهر عبر خطابه الأخير أنه «يتقن الطريقة الأمريكية فى ممارسة السياسة، بعد أن صافح الناس يمينًا ويسارًا فى طريقه إلى قاعة مجلس النواب لإلقاء خطاب يشبه خطاب حالة الاتحاد الذى يلقيه الرؤساء الأمريكيون، وقدّم أبطال الجيش الإسرائيلى، وملأ خطابه بنقاط جلبت التصفيق، كما قفز الجمهوريون وبدأوا يهتفون فى الوقت المناسب، وكذلك فعل العديد من الديمقراطيين».

وعلى الرغم من ذلك؛ يشير الكاتب إلى أن هناك الكثير من الناس فى إسرائيل والولايات المتحدة، بما فى ذلك بعض من كانوا فى القاعة ويستمعون للكلمة، يأملون خروج نتنياهو من منصبه، وخروج القوميين المتطرفين فى ائتلافه، كما شكّلت الحشود التى تظاهرت ضده ومن أجل الفلسطينيين رغم الطقس الحار خارج قاعة الكونجرس، مُشكلة سياسية يفضل العديد من المشرّعين داخل القاعة تجنبها.

ويرى الكاتب أن خطاب نتنياهو أمام الكونجرس والذى استمر لمدة ساعة تقريبًا- وهى ضعف المدة التى تحدث فيها الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلنسكى قبل سبعة أشهُر- كان بعيدًا عن كونه «الانتصار الذى يحتاج إليه».

واعتبر الكاتب أن خطاب نتنياهو كان موجهًا للجمهورين، أمّا بالنسبة للأمريكيين عمومًا؛ فكانت الرسالة الأساسية لهم «أن إسرائيل والولايات المتحدة تواجهان عدوًا مشتركًا وهو إيران، وأن على واشنطن تسريع تسليم الأسلحة [لإسرائيل]». أمّا بالنسبة للإسرائيليين؛ فكانت الرسالة أن رئيس الوزراء غير المحبوب؛ لا يزال قادرًا على التلاعب بالعلاقات مع أهم حليف لإسرائيل، ولا يزال بإمكانه جمع حشد من الجمهوريين والديمقراطيين لتشجيعه.

ويجد شميمان أن هناك شعورًا واضحًا لدى العديد من أعضاء الحزب الديمقراطى وربما بعض الجمهوريين، بالحماس لتشجيع إسرائيل، لكنهم كانوا يفضلون أحدًا غير نتنياهو، فمثلاً «كان هذا هو الحال بالنسبة لزعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذى دعا نتنياهو للتنحى وتجنب مصافحته يوم الأربعاء، وكان ديمقراطى آخر من نيويورك، النائب جيرى نادلر، قد وصف نتنياهو قبل يوم بأنه أسوأ زعيم فى التاريخ اليهودى، لكنه مع ذلك صفّق للخطاب فى الوقت المناسب».