مرفت الحطيم
مستشفيات «بير السلم»
للوهلة الأولى من العنوان من الممكن أن يفهم العامة أنها مستشفيات غير مرخصة؛ ولكن ذلك غير صحيح، هى مرخصة بالفعل ولكنها فعلًا مستشفيات بير السلم؛ أسماء لا تباع ولا تشترى؛ ملاكها مجهولون؛ وأطباؤها يخافون من كتابة أسمائهم بجوار اسم المريض لعدم تحمل المسئولية؛ تستلم الأموال من المسئول عن المريض ولا تريد إعطاءه إيصالًا ويقول موظفوها إنها أموال ستودع على سبيل الأمانة تحت اسم الجراح؛ أى أمانة تتحدثون عنها؟ وهل ستتسلمون المريض أيضًا على سبيل الأمانة للجراح؛ وفى حالة طلب إيصال بالمبلغ والتصميم على ذلك تتم الموافقة على كتابة إيصال ويطلبون 22.5% زيادة على الأتعاب التى حددها الجراح أو الطبيب؛ إذا كانت الضرائب نفسها تأخذ 14% فمن أين أتيتم بال22.5%، ولكن بدون كتابة اسم الطبيب المسئول عن الحالة؟
الكارثة أن تلك المستشفيات أصبحت منتشرة فى كل أنحاء مصر وتحديدًا فى مصر الجديدة والشروق؛ و هذه المستشفيات تتعامل بهذه الطريقة تهربًا من الضرائب والقانون بتلك الطريقة، خاصة إذا كان من سيجرى الجراحة طبيب مدير مستشفى حكومى؛ ولكن السبوبة التى ستأتى من أهلية المريض أفضل من القسم الذى أقسمه؛ وعليه لابد أن يخفى اسمه واسم المستشفى وأن يأخذ أمواله التى سيدفع منها لمستشفى بير السلم الفتات ويستولى هو على باقى الأموال لنفسه وبدون علم أحد؛ والمستشفى ما هى إلا مجرد مكان يجرى فيه جراحة لاستئصال مرارة مثلاً بناء على توصية من صديقه طبيب الباطنة الذى يتضح بعد ذلك أنهما سويًا شركاء فى ملكية تلك المستشفى؛ أين القسم الذى أقسمتموه أثناء تخرجكم من كلية الطب؟.
الكارثة الأكبر أن طبيب الباطنة يعطى المريض أدوية تقوم باستثارة المرارة، وتأتى للمريض كريزة مرارة فعلًا، ويعذب فيه بهذه الأدوية لمدة شهر كامل وهو مستسلم تمامًا لأنه طبيب اعتقد فيه الأمانة، واعتقد فيه الرحمة وأنه من سينقذه من ألمه الذى ذهب به وهو بعيد كل البعد عن المرارة؛ وعندما يصل المريض إلى قمة الألم بعد شهر ويفقد 13 كيلوجرامًا من وزنه يقوم طبيب الباطنة بتحويله للجراح ويقول له: «خير البر عاجله» نصًا؛ وهنا يبدأ دور الجراح والتعامل الخفى معه من خلال مستشفيات «بير السلم» كما لو كان المريض سوف يدخل لإجراء جراحة غير قانونية لا قدر الله.
الخطوة الأولى أن تذهب للجراح فى العيادة بتوصية من الطبيب وتستعجب عندما تدخل العيادة وتجد أنه قد وضع شاشة تليفزيونية كبيرة تعلن عن إنجازاته الخفية وتتساءل بينك وبين نفسك عندما تتحول الشاشة كل عدة ثوانى وتفاجأ ب«باكيدچ» استئصال مرارة وتكميم معدة ب 12 ألف جنيه؛ عيادة أبسط مايقال عنها أنها فقيرة جدًا كل مابها فى مكان انتظار المرضى «مروحتين» و عدة كراسى؛ وعندما تدخل للجراح تفاجأ أنه جالس فى مكتب فخم خاص به لا يمكن أن تصدق أنك دخلت فى غرفة فى نفس العيادة؛ و يبدأ كلامه معك بطريقة فعلاً تجعلك تصدق أنه من سيخلصك من ألمك؛ وتتفق معه على عملية المرارة بالمنظار مثلًا ويعطيك ورقًا بخط يده وختمه بالدفع والدخول للمستشفى التى عندما تبحث عن تاريخها يظهر لك الخبر الأول من اسمها أن مريضة توفيت بها بجرعة بنج زائدة وهى تجرى جراحة جيوب أنفية و أهليتها يكسرون غرفة العمليات وتنتهى القصة بمحضر فى قسم الشرطة ويتم حفظه لعدم وجود إثبات باسم الجراح و لا طبيب التخدير؛ ومن يحالفه الحظ فقط هو من يشك أثناء إنهاء إجراءات الدخول و ينجو بعمره؛ لابد من النظر فى تلك المستشفيات من جميع الجهات سواء الطبية ووزارة الصحة، أو من مصلحة الضرائب، وحتى الأطباء لابد من مراجعة أسماء من يمتلكون مستشفيات بير سلم ؛ ارحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء؛ فمن المفترض أنكم ملائكة الرحمة التى انعدمت من قلوبكم.