الجمعة 2 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

معركـة البــرث 7 سنـــــوات على ملحمـــة والشرف البسالة والفداء

فى شهر يوليو، قبل 7 سنوات، كانت سجلات الشرف والتضحية على موعد لتسطير بطولة نادرة وهى معركة «كمين البرث» التى تصدت فيها قوات من الجيش المصرى لمخطط العناصر الإرهابية للسيطرة على سيناء وإعلانها ولاية تكفيرية تحت علم «داعش».



لأنها معركة استثنائية فـ«فرض عين» علينا أن تكون ذكراها خالدة فى قلوب وعقول كل مصرى واعٍ، إرهابيًا ومدركًا لحجم المخاطر التى كانت تحيط بوطنهم، ممتنا لحجم التضحيات التى بُذلت من أجل ما ننعم به الآن من وجود دولة قوية راسخة. وتعتبر منطقة البرث نقطة استراتيجية مؤثرة، تشكل عائقاً أمام تسلل العناصر الإرهابية، وقطع الإمدادات إليهم، ومن ثم كانت هناك محاولات مختلفة لاستهداف تلك النقطة التى تربط وسط سيناء برفح والشيخ زويد.

ولقد كانت العناصر الإرهابية تستهدف السيطرة على «البرث» ذى الموقع الاستراتيجى، ورفع علم تنظيم داعش عليه، فى محاولة لتحقيق انتصار- إعلامى على الأقل- يروجون من خلاله لسيطرتهم وحضورهم وإبراز واستعراض قوتهم المزعومة.

بدأ الهجوم فى 7 يوليو من عام 2017، فى الساعة الرابعة فجرًا وعبر نحو 150 عنصراً إرهابيًا تابعاً لتنظيم داعش الإرهابي، وباستخدام نحو 12 سيارة كروز مُدججة بالأسلحة المختلفة، بداية من الأسلحة الخفيفة وقذائف «آر بى جي» وهاون، فضلاً عن المفخخات والقنابل اليدوية.

استخدمت العناصر الإرهابية فى بداية الهجوم سيارة مفخخة جرى تمويهها داخل إحدى المزارع، من أجل اختراق الموقع، بينما بدأت القوات فى التعامل معها على الفور، إلا أن السيارة ومع شدة تدريعها ومع إطلاق النار انفجرت قرب الموقع، بينما كانت بقية العناصر الإرهابية تُطوق الكمين، محاولة فى الوقت نفسه منع وصول الإمدادات إليه بأى شكل، من خلال زرع الألغام.

اعتمدت العناصر الإرهابية فى الهجوم على السيارات المفخخة من أجل اختراق التحصينات الأمنية بالتمركزات المستهدفة ومواجهة القوات التى أبدت ثباتاً منذ اللحظة الأولى للهجوم، ومنذ إبلاغ قائد الكتيبة المقدم أركان حرب آنذاك أحمد صابر منسي، قيادة الجيش بتعرض الموقع لهجوم، وحتى وصول الدعم الجوي، واصل العسكريون المصريون الذود عن الموقع واصطياد العديد من العناصر الإرهابية.

وعلى مدار ساعات متتالية منذ بدء الهجوم وحتى وصول الدعم، تصدت قوات الكتيبة «103» من الصاعقة المصرية للعناصر الإرهابية، فيما تعرضت قوات الدعم التى تحركت لإنقاذ المحاصرين إلى هجمات بالألغام والسيارات المفخخة، حتى وصول الدعم الجوى.

ومع وصول مقاتلات سلاح الجو المصري، شرعت فى قصف العناصر الإرهابية واصطيادهم، حتى تمكنت من إيقاع أكثر من 40 قتيلاً فى صفوف العناصر الإرهابية، فيما لاذ من استطاع منهم النجاة بالفرار، ليتم استهدافهم فى عمليات تمشيط واسعة أجرتها القوات المسلحة وقوات الداخلية بعد ذلك.

ولم يكن المنسى منكفئا على نفسه فى داخل الموقع، بل شارك جنوده فى التصدى للدواعش، فكان يطلق النار من على سطح المبنى المحاصر صوب الإرهابيين، حتى قتل برصاص أحدهم، فى مشهد بطولي، وكانت أوامر المنسى خلال المعركة لجنوده بحماية بعضهم البعض، وعدم ترك أى منهم جثة زميله حال مقتله حتى لا تتعرض للتمثيل بها على يد تلك العناصر الإرهابية، فكان غالبية من قتل فى المعركة من أبطال المعركة قابضين على أسلحتهم أو داخل معداتهم العسكرية، فيما لم تستطع العناصر الإرهابية حمل ولو جثة واحدة لأى من الأبطال، وفروا هاربين تاركين جثث زملائهم التكفيريين ممن تم اصطيادهم فى تلك المعركة.

وأمام بسالة الجنود المصريين، فشلت العناصر الإرهابية فى تحقيق هدفهم من الهجوم وهو احتلال التمركز الأمنى وتدميره بالكامل ورفع علم داعش لتحقيق انتصار نوعى.

ولأن مصر لا تنسى شهداءها فقد افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، الكوبرى العائم الذى يربط قناة السويس القديمة والجديدة، ببعضهما البعض، والذى حمل اسم الشهيد أحمد منسي، ويقع بمنطقة نمرة 6 بمدينة الإسماعيلية، كما تم تكريم أسرتهُ وزوجتهُ فى الندوة التثقفية التى أقامتها القوات المسلحة، تقديرًا وعرفانًا للبطولات التى قام بها لخدمة الوطن، وكذلك تم إطلاق اسمه على عدد من المدارس بمحافظة الشرقية، كما تم افتتاح نصب تذكارى له فى محافظة الشرقية، وتم عقد العديد من الدورات باسم العقيد أحمد منسى.

كما أطلق أسماء شهداء الكتيبة 103 صاعقة على العديد من المدارس والمنشآت، والطرق، حتى يتذكر الجميع، كيف دافع أبطال القوات المسلحة، عن الأرض والعرض فى سيناء، وكيف سطروا ملحمة عسكرية، ستسجل فى التاريخ المصرى بكل فخر.