الخميس 26 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

«الجنائية الدولية» تزيد عزلة إسرائيل وتسبب إحراجًا دبلوماسيًا دوليًا لأمريكا الشر ق الأوسط بين وفاة الرئيس الإيرانى وقرارات الجنائية الدولية

واقعة الاختفاء القدرى للرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى ومصرعه داخل المروحية التى كانت تقله ووزير خارجيته حسين عبداللهيان وبعض المسئولين الإيرانيين البارزين، كانت الخبر الرئيسى عبر جميع وسائل الإعلام العالمية والمحلية فى الأيام الماضية، كما أن طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية بإصدار أوامر للقبض على قادة جيش الاحتلال وبعض القادة من حركة حماس لا يقل أهمية عن واقعة الرئيس الإيرانى.



 

ناقش الكاتب الصحفى والإعلامى أحمد الطاهرى خلال برنامجه «كلام فى السياسة» والذى يذاع عبر قناة «إكسترا نيوز» تلك القضايا مستهلاً حديثه بتفنيد مفردات واقعة وفاة الرئيس الإيرانى والتى رأى أنها تتمثل فى ثلاثة محاور، أولاً، أنه حادث قدرى، ثانيًا، أن هناك أحاديث حول قِدَم الطائرة، وهذا يرجع بحسب تصريحات جواد ظريف وزير الخارجية السابق والذى أشار بأصابع الاتهام فى ما حدث إلى الأمريكيين بسبب العقوبات المفروضة على إيران، وثالثًا، سوء الأحوال الجوية، وهذه هى الـ 3 أضلاع الخاصة بالحادث.

وعن طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر قبض ضد قادة إسرائيليين وقادة من حركة حماس، قال «أحمد الطاهرى»: «حماس لم يعجبها المساواة بين جيش الاحتلال وجرائمه والحركة، وفى نهاية المطاف، فإنه وفقًا لمذكرة الادعاء الخاص بالجنائية الدولية، فإنه يحتكم إلى ميثاق روما الذى يدين جرائم الإبادة والقتل العمد والاغتصاب وأخذ الرهائن وغيره من أشكال العنف الجنسى، والمعاملة القاسية والاعتداء على كرامة الأشخاص».

العلاقات الإسرائيلية - الإيرانية لن تتغير

بعد حادث «رئيسى»

علق السفير عاطف سالم سفير مصر السابق لدى إسرائيل وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، على إعلان مصرع الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى، قائلاً: «إسرائيل فى مثل هذه الحالات تُنكر، وفى أى حالة بها شك، فإنها تنكر، إلا لو كانت لديها سياسة أخرى، وذلك فى بعض الحالات الحاسمة»، مضيفًا: «الإعلام الإسرائيلى كان سعيدًا بهذا الحادث، ومعارضو نتنياهو قالوا يا ريت كان فى الطائرة»، متابعًا خلال حديثه مع الإعلامى أحمد الطاهرى عبر البرنامج: «الاتجاه العام فى إسرائيل به نوع من الفرحة، ولا أعتقد أن العلاقات الإسرائيلية ستتغير بعد هذا الحادث، فنحن أمام نظامين عقائديين، فالنظام الإيرانى قائم على فلسفة عقائدية دينية إسلامية شيعية، بينما إسرائيل فسلفة توراتية، ولن يلتقيان أبدًا»، موضحًا: «يوجد مشروع بترول فى إيلات بالمشاركة بين إيران وإسرائيل يطلق عليه اسم إيلات أشدود، ويدر أرباحًا سنوية، ولكن مع قطع العلاقات عام 1979 كانت تجمع إسرائيل الأرباح وتحفظها أملاً فى ظهور نظام إيرانى جيد تعيد إليه تلك الأموال، ولكن بعد الأحداث الأخيرة قررت إسرائيل مصادرة هذه الأموال».

«الجنائية الدولية».. وطلبات الاعتقال

كما تطرّق سفير مصر السابق لدى إسرائيل إلى الحديث عن موقف المحكمة الجنائية الدولية من إسرائيل، قائلاً: إنّ إسرائيل وأمريكا لم تنضما للمحكمة، وجرى تقديم 5 طلبات لها من 5 دول إلى جانب منظمة التحرير الفلسطينية منذ فترة، وبدأت تتحرك فيما يتعلق بما يحدث فى فلسطين، لافتًا إلى أنّ المدعى العام كان يجب أن يطالب بإصدار طلبات أوامر بالقبض على 5 أو 6 قادة إسرائيليين آخرين وليس شخصين من القيادات الإسرائيلية (نتنياهو) و(جالانت)، مثل رئيس الأركان ورئيس العمليات فى إسرائيل وبن جفير، مشيرًا إلى أنّ الجانب الفلسطينى قال إن المدعى العام كان متحيزًا إلى حد ما، فقد زار إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ولم يقابل الفلسطينيين.

قرار «الجنائية الدولية» ضد حماس ليس عادلاً

كما قال السفير «عاطف سالم»: إنّ هناك تهديدًا للفلسطينيين بأنه إذا صدر قرار المدعى العام للمحكمة الجنائية بطلب اعتقال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاع الاحتلال جالانت، فإنه سيتم عقاب الفلسطينيين عقوبة شديدة، مثل إسقاط السلطة الفلسطينية، معلقًا على انتقاد حماس قرار المحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق ثلاثة من قادة الحركة الفلسطينية ووصفه بأنه مساواة بين الضحية والجلاد قائلاً: «ما قالته حماس حقيقى، لأنهم يكافحون الاحتلال، وحماس ليست منظمة إرهابية بحسب الأمم المتحدة، ولم تقم بعملية إرهابية خارج غزة، وبالتالى، فإن قرار المدعى العام فى هذا الصدد ليس عادلاً».

إيران سترفع يدها عن غزة بعد حادث «رئيسى»

ويرى سفير مصر السابق لدى إسرائيل، أنّ النظام الإيرانى له قواعده والأسس التى يقوم عليها، وبالتالى، فإن الاختيارات الخاصة بمن يأتى خلفًا للرئيس الراحل إبراهيم رئيسى ستكون فى إطار هذا النظام، مضيفًا: «أما بالنسبة لتأثير وفاة الرئيس الإيرانى على ما يحدث فى غزة، فإن تنظيم الجهاد الإسلامى سيتأثر بشكل كبير جدًا، فهو أكبر تنظيم موجود فى غزة مرتبط بإيران، فليس من المضمون أن يكون الرئيس القادم متوائمًا معه بهذا الشكل»، متابعًا: إيران تركز على حزب الله ذراعها الأساسية فى المنطقة الذى سبب إشكالية كبيرة لإسرائيل، فقد كانت أكبر حرب لإسرائيل -بخلاف ما يحدث فى غزة- مع حزب الله فى عام 2006، إذ استمرت الحرب بينهما 33 يومًا، وأى حرب مع حزب الله ستسبب مشكلة كبيرة لإسرائيل، وستتأثر غزة بوفاة رئيسى إلى حد ما، مواصلاً: «إيران قد تبتعد بعض الشىء وترفع يدها عن غزة خلال الفترة المقبلة، لأنها كانت متهمة بأنها طرف فى غزة».

حادث «رئيسى» حول الاهتمام العالمى قليلًا عن قضية غزة

فيما يرى الكاتب الصحفى عزت إبراهيم، رئيس تحرير الأهرام ويكلى وعضو الهيئة الاستشارية للمركز المصرى للفكر، أن وفاة الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى مسألة قدرية، مستبعدًا فكرة وجود مؤامرة أو ترتيبات خارجية لأن الملابسات واضحة، حيث إن العلاقات المتوترة بين إيران وأذربيجان، والاستطلاع الأمريكى فى المنطقة طوال الوقت، والحديث أيضًا عن الطائرة وإمكاناتها، كل ذلك لا يؤدى إلى التفكير فى نظرية المؤامرة حول الحادث، مشيرًا إلى أن الحديث الذى يتردد الآن فى إسرائيل وأمريكا، يؤكد أنه ليس من مصلحة الطرفين اختفاء الرئيس الإيرانى، لأنهم يعولون للحديث عن نظام حكم محافظ وتغير الرئيس لن يغير فى المعادلة شيئًا، ومن الممكن أن يتم الحديث عن أن إسرائيل ربما تكون مستنفرة وتتابع عن كثب، إذ إنه فى حالة تم الكشف عن أن إسرائيل لها يد فى تلك الحادثة فإنها ستدفع الثمن، وأن إيران ستتحول للهجوم على إسرائيل، موضحًا أنه لن يتم الكشف عن ملابسات هذا الحادث، وسيكون حادثًا غامضًا فى التاريخ، وتاريخ إيران به رئيس تم قتله فى حادث ورئيس آخر تم إعدامه، مشددًا على أن المنطقة ملتهبة والحادث حول الاتجاه عن ما يحدث فى قطاع غزة.

التدخل الأمريكى فى المنطقة «فاشل وعبثى»

أكد رئيس تحرير الأهرام ويكلى وعضو الهيئة الاستشارية للمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن رحلة جيك سوليفان مستشار الأمن القومى الأمريكى إلى المنطقة هى رحلة فاشلة بامتياز؛ لأنه ذهب ليستمع للإسرائيليين الذين قدموا له خططًا للتوسع فى رفح الفلسطينية ومد العملية العسكرية فى غزة لأكثر من 6 شهور، وأن تكون هناك عمليات مباشرة فى أكتوبر المقبل وعمليات قتالية داخل القطاع، موضحًا أن الاعتماد على التدخل الأمريكى لحل أزمة المنطقة لم يعد ذا أهمية؛ حيث أصبح أمرًا عبثيًا ولم يسفر عن أى نتائج إيجابية حتى الآن، مشددًا على أن الاهتمام بالحادث الإيرانى فى صالح نتنياهو، ولا بد أن نعود سريعًا للتركيز على غزة لأن ما يحدث فى منتهى الخطورة، مشيرا إلى أنه لا يرى أن هناك انقسامًا واختلافًا فى المواقف بين القادة فى إسرائيل، ولكن هناك فقط تنويع على نغمة واحدة.

تطورات المحكمة الجنائية الدولية خطوة مهمة

علق الكاتب الصحفى عزت إبراهيم، على التطور الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية، مشددًا على أنها خطوة مهمة ولأول مرة يتم تقديم قائمة تتضمن إسرائيليين للعدالة الدولية، وفى حالة صدور حكم المحكمة ضد القادة الإسرائيليين سيمثل ضغطًا دبلوماسيًا وسياسيًا، حتى لو لم يتم تنفيذ ذلك، مشيرًا إلى أنه يشترط فى حال صدور قرار يجب على الدول الموقعة على اتفاقية المحكمة وعددها 124، تسليم أى من الموجودين على القائمة إلى المحكمة، منوهًا بأن هناك سوابق عديدة بأن هذا لم يحدث، وبالتالى هناك مكسب معنوى، مشيرًا إلى أنه لا بد من التصعيد والضغط أكثر؛ لأنه يرى أن المجتمع الدولى لا يمتلك أدوات إلا بالضغط الدبلوماسى والمعنوى على جهاز الأمم المتحدة، أو عن طريق العلاقات مع بلد كبير مثل الولايات المتحدة، وبخلاف ذلك لن تذهب المحكمة بعيدًا، ومن الممكن أن يستغرق الأمر شهورًا أو سنين لإصدار قرار، مؤكدًا أن صدور قرار فورى من المحكمة الجنائية هو أمر صعب جدًا، والأمر سيأخذ شوطًا كبيرًا، متابعًا: «عندما يصدر حكم الجنائية الدولية ربما يكون رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ومن معه خارج السلطة».

أول قرار ضد دولة حليفة للولايات المتحدة

وأشار إلى أن قرار المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس حكومة دولة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاع الاحتلال يوآف جالانت يعتبر أول حالة تحدث ضد دولة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مشددًا على أن انعكاسات الولايات المتحدة ستستنفر داخليًا ضد منظومة القانون الدولى وسنشهد صدامات عنيفة الفترة المقبلة، موضحًا أن الفترة المقبلة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية ستكون مرحلة تقليم أظافر لكل المؤسسات الدولية التى يمكن أن تمثل إشكالية لها ولحلفائها.

وفاة «رئيسى» ستؤثر على التقارب الإيرانى - العربى

وأكد رئيس تحرير الأهرام ويكلى وعضو الهيئة الاستشارية للمركز المصرى للفكر، أنه منذ اللحظة وحتى إقامة الانتخابات الرئاسية فى إيران الملامح تؤكد أن التيار المحافظ ليس له منافس حتى من داخل السلطة، وليس هناك شخصيات بارزة من الممكن أن تنافسه، والتيار المتشدد ينافس نفسه والتركيبة لن تتغير، موضحًا أنه مع اختيار رئيس جديد لإيران من الممكن أن يتغير تأثير الحرس الثورى على مجريات الأحداث فى المنطقة، مشددًا على أن غياب الرئيس الإيرانى ووزير خارجية بثقل أمير عبداللهيان سيكون له تأثير على مجمل الأمور وحتى التقارب الإيرانى - العربى والتواصل مع العواصم العربية المهمة، حيث إن رئيسى قطع شوطًا كبيرًا فى هذا الإطار، مشددًا على أن التقارب الإيرانى - العربى والتواصل مع العواصم العربية سيتراجع خلال الفترة المقبلة لحين تواجد رئيس جديد، مؤكدًا أن هذا الفراغ من الممكن أن يستمر لفترة وإسرائيل هى المستفيدة الوحيدة من هذا الأمر، منوهًا بأن الضغط من جنوب لبنان ربما يتراجع قليلًا لحين ترتيب الأوضاع، وأن الولايات المتحدة ستدخل هدنة مع إيران لفترة من الوقت فيما يخص أى ترتيبات قادمة.

نتنياهو يحاول النجاة بإشعال الشرق الأوسط 

فيما قال الدكتور أشرف سنجر خبير السياسات الدولية: إنّ أزمة غزة وَحْلٌ غرق فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن، موضحًا: «هذه الأزمة أصبحت جزءًا من الانتخابات الأمريكية، والمستشارون المقربون منه يقولون إن هذه الأزمة سببت مشكلة له»، مضيفًا: «بعض المقربين من اللوبى الإسرائيلى يحاولون التخفيف من وطأة هذا الأمر، فهم يقولون إن الذين لن يمنحوا بايدن أصواتهم لن ينتخبوا ترامب الذى يظهر بشكل أسوأ فيما يتعلق بفلسطين وغزة»، متابعًا: «طلاب الجامعات والأمريكيون العرب واللاتينيون والأفارقة تجمع كبير وليس سهلاً، والديمقراطيون خائفون جدًا من إمكانية مواجهة بايدن لمأساة لأنه قد يدفع ثمن خسارته الانتخابات إذا استمرّ فى دعم حكومة الاحتلال»، مواصلاً: «نتنياهو فى الشرق الأوسط يحاول أن يبحث عن طوق نجاة، لكنه يشعل الحقل بالكامل، فهو يتحرك فى كل الأماكن بهذا الشكل من الاشتعال.. إيران، لبنان، بالإضافة إلى استفزاز مصر».

وفاة «رئيسى» لن تؤثر على موقف إيران من الصراع فى المنطقة

علق الدكتور أشرف سنجر خبير السياسات الدولية، على مصرع الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى ووزير خارجيته فى حادث تحطم المروحية، قائلاً: «غيابه لن يؤثر على حسابات إيران فيما يتعلق بالصراع فى المنطقة، مضيفًا إن الإدارة الإيرانية يمكنها العمل حتى فى ظل غياب الرئيس: «فى إيران، يمكن أداء مهام الدولة دون غياب الرئيس»، متابعًا: «بالنسبة إلى حادث مروحية رئيس إيران، فأنا لا أحب أن أميل لنظرية معينة، ولكنى أفكر فى وقوع الطائرة ومَن أخذ القرار بإطلاق الطائرات المسيرة والصواريخ تجاه دولة الاحتلال، أحيانًا يريد الأمريكيون والإسرائيليون عقاب مَن أصدر قرارًا بالضرب».

وردّ الإعلامى أحمد الطاهرى، متسائلاً: «وهل وصل شىء إلى إسرائيل؟! لم يصل شىء، إيران كانت تبلغ بمواعيد وصول الصواريخ، وكلنا تابعنا ما حدث».

أزمة بين أمريكا والمؤسسات الدولية بسبب إسرائيل

أكد الدكتور أشرف سنجر خبير السياسات الدولية، أنّ الانتخابات الرئاسية الإيرانية ستكون هادئة وستمضى بسلام، أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد أصبحت تعيش موقفًا صعبًا بسبب دولة الاحتلال الإسرائيلى، مضيفا: «دولة الاحتلال سببت لأمريكا أزمات مع القانون الدولى والمنظمات الدولية، وبالتالى فإن هناك أزمة فى أمريكا وإسرائيل بسبب الصراع فى المنطقة»، متابعًا: «موضوع غزة لن يموت، لأن هناك ألمًا تجاوز كل الخطوط الحمراء، فنحن نتحدث عن شخص فقد عقله ورشده، وهو بنيامين نتنياهو».

قرار الجنائية الدولية صدمة لإسرائيل

فيما يرى الكاتب الصحفى والمحلل السياسى سيد جبيل، أنّ قرار المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاع دولة الاحتلال يوآف جالانت أمر جيد جدا لكل من هو ضد إسرائيل وسيئ جدا لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، مضيفًا: «بالنسبة إلى حماس، فإنها مدرجة على قوائم الجماعات الإرهابية فى دول غربية كثيرة، وتأثير القرار عليها سيئ، لكنه لن يكون كبيرًا مثل إسرائيل، وفى الداخل، فهم ملاحقون ومطلوب رءوسهم وليس لديها ما تخسره»، متابعًا: «الصدمة لإسرائيل كبيرة جدا حتى لو كان نظريًا لا ينفذ أو يستغرق فترة طويلة حتى يصدر، أو كان القرار صادرًا من محكمة العدل أو الجنائية الدولية، ولكن نظر القضية دوليًا تطور كبير جدًا».

أهمية قرار «الجنائية الدولية» ضد نتنياهو وجالانت

تحدث «سيد جبيل»، عن أهمية قرار المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو ووزير دفاع دولة الاحتلال يوآف جالانت أمر قائلاً: «فى العالم العربى نتساءل ما الجديد، وأقول إن الجديد لن يكون هُنا بالعالم العربى، فأغلبيته يدرك عن يقين أن إسرائيل دولة مجرمة، ولكن فى دول غربية كثيرة يراها الناس دولة مثالية»، موضحًا أن هذا القرار أكبر من أن يوصف بالتراكم، فالتراكم خطوة صغيرة، لكن هذا القرار خطوة كبيرة، فالدعاية الإسرائيلية فى جزء كبير منها تقوم على أن الجيش الإسرائيلى أنبل جيوش الأرض وأكثرها التزامًا بالأخلاق وهو ليس جيشًا عاديًا، لكنه جيش دفاع يلزم نفسه بمعايير أخلاقية ليست موجودة فى جيوش العالم الأخرى، ولكن مع هذا القرار سمعة إسرائيل تضررت بشدة.

انتخابات الرئاسة الإيرانية وحرب غزة

وأشار إلى أن أهم رسالة من المنتظر أن تبعثها جنازة الرئيس الإيرانى إبراهيم رئيسى هى أن زعماء دول عربية سيحضرون بعدما لم يكن متخيلاً أن يحضروا جنازة رئيس إيرانى، مضيفًا إن الجنازة ستكون ظرفًا مناسبًا جدا للحضور والدعم من الجانب الروسى، رغم كل ما بينهما من اختلافات فى ملفات يمكنهما احتواؤها بشكل واضح، متابعًا: «بالنسبة للحديث عن مصرع الرئيس الإيرانى، فإن المسألة مبالغ فيها جدًا، فالرئيس الراحل إبراهيم رئيسى رئيس برتبة رئيس وزراء، وليس رئيسًا فى نظام رئاسى بالغ التأثير»، مواصلاً: «إيران لم تعرف معنى الهدوء، فمنذ الثورة عام 1979، جرى تنحية أول رئيس عن الحكم، والثانى تعرض للاغتيال، والرئيس الحالى وهو المرشد الحالى تعرض لمحاولات اغتيال عدة، وفى عام 1980 دخلت إيران حربًا مع العراق استمرت لمدة 8 سنوات، كما أن العقوبات الدولية ضد إيران لم تتوقف، وبالتالى، فإن حادث المروحية لن يكون قضية كبيرة، والعالم لن ينشغل عن غزة بالانتخابات الرئاسية الإيرانية».

«رئيسى» كان يُجهز لمنصب المرشد

قال عمرو أحمد متخصص فى الشئون الإيرانية: إنّ آية الله خامنئى المرشد الحالى للثورة الإيرانية كان الرئيس الثالث لإيران، وجرى الدفع به فى الرئاسة الإيرانية تزامنًا مع مرض الإمام الخومينى، مضيفًا: «وبالتالى، خامنئى كان يجهز كرئيس حتى يصبح المرشد، وفى الوقت الحالى، استفادت إيران من تاريخها وكانت تجهز إبراهيم رئيسى فى منصب رئيس الجمهورية حتى يحل محل المرشد الحالى الذى يبلغ من العمر نحو 85 عامًا ويعانى من بعض الأمراض»، متابعًا: «الرواية الإيرانية حول حادث إبراهيم رئيسى متكاملة الأركان، كما أن إيران عانت من حوادث طائرات كثيرة، إذ إن أسلحة كثيرة لدى إيران هى إرث منذ أيام الشاه بسبب عدم وجود قطع غيار لها بسبب العقوبات».

وفاة «رئيسى» تسببت فى مشكلة كبرى بالداخل الإيرانى

ويرى «عمرو أحمد»، أنّ موت إبراهيم رئيسى سيتسبب فى مشكلة كبرى بالداخل الإيرانى، موضحًا: «ليس من مصلحة إيران ألا يكون رئيسى موجودًا فى المشهد، لأنه كان الأقدر على تولى منصب المرشد فى حال موت المرشد الحالى، مضيفًا: «الآن أصبحت المعضلة من ينوب عنه، فهناك فراغ فى موقع وزير الخارجية وفراغ فى موقع الرئيس، وإشكالية تتعلق فى الشخص الذى سيخلف المرشد»، متابعًا: «أمر الانتخابات الرئاسية فى إيران سهل، ستجرى انتخابات ويأتى رئيس، ولكن الأزمة الكبرى تكمن فى منصب المرشد، لأنه الحاكم الفعلى للبلاد، أما رئيس البلاد، فهو غير مسيطر على الحرس الثورى ولا يعرف ميزانيته».

أبرز المرشحين لخلافة الرئيس الإيرانى والمرشد

وتحدث المتخصص فى الشئون الإيرانية، عن أبرز المرشحين فى الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، قائلاً: «أول اسم هو رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، وكان وجود إبراهيم رئيسى معضلة كبيرة بالنسبة إليه»، مضيفًا: «عمدة طهران هو الاسم الثانى، ويتميز بعلاقاته القوية داخل التيار الأصولى والحرس الثورى، ويحظى بشعبية داخل طهران التى تعتبر جزءًا مهمًا من معادلة الحكم»، متابعًا: «أما الاسم الذى قد يتم طرحه ليكون خلفًا للمرشد، فيجب القول إن آية الله رتبة دينية، ومن لا يحصل عليه لن يصلح أن يكون مرشدًا، وإذا حصل على اللقب وكانت عمامته بيضاء لن يكون المرشد، فالمرشد يجب أن يكون ذا عمامة سوداء وحاصل على لقب آية الله»، موضحًا أن آية الله علم الهدى قد يكون الشخص الذى سيخلف المرشد، فهو نائب المرشد فى خُراسان رضوى العتبات المقدسة، وهو المكان الأكثر قدسية وأهمية دينية بالنسبة للمرشد، كما أنه حما إبراهيم رئيسى.