الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

رسالة عتاب «قبطى» للأزهر الشريف

رسالة عتاب «قبطى» للأزهر الشريف
رسالة عتاب «قبطى» للأزهر الشريف


 
فى قلوب الأقباط هناك مكانة كبيرة للأزهر الشريف. ويعد بالنسبة لهم ملجأ الراحة والوسطية من هجوم التيارات المتطرفة عليهم وعلى عقائدهم المقدسة. ويرى الكثيرون فى فكرة وأعمال بيت العائلة فرصة رائعة وجيدة لغرس المحبة وسبل التعايش ومواجهة الفتن، وهذا هو الحلم المثالى الجميل والرائع للصورة الرائجة للوحدة الوطنية التى نتمنى أن تتحول إلى واقع دائم. ولكن للأسف هناك ما يعكر صفو هذه الصورة. حيث يعزف الدكتور محمد عمارة عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس تحرير مجلة الأزهر على وتر الطائفية. بقوة وقسوة دون مراعاة لشركاء الوطن والذين سبق واستباح دمهم فى كتابة فتنة التكفير.
 
 
وقامت وزارة الأوقاف بسحبه من السوق وحذف تلك الفتوى المدمرة. لنفاجئ بسيادته فى هذه الأيام المضطربة والتى يئن فيها وطننا العزيز تحت ثقل ضربات الإرهاب. ويدفع الأقباط من دمهم وكنائسهم ضريبة وطنية شهد لها العالم. يصدر ويقدم كتابا بعنوان (لماذا أنا مسلم) للشيخ عبدالمتعال الصعيد. كهدية مجانية مع العدد الصادر فى مارس 2014 جمادى الأولى 1435 هجرية الجزء5 السنة 87 . والكتاب يقع فى 144 من القطع الصغيرة. وكان الدكتور عمارة صريحا وهو يقدمه للمسلمين وأهل الكتاب على السواء (صفحة 18). فماذا يقدم لنا فى الكتاب المجانى؟ الكتاب مناظرة. كتبها المؤلف الشيخ عبدالمتعال الصعيدى - وهو أحد رجال الأزهر له العديد من الكتب الإصلاحية - ولكن الدكتور عمارة لم يختر من بينها غير هذا الكتاب الذى يدور حول مناظرة بين شاب يدعى محمد وقس أمريكى كان يعمل مبشرا يدعى صموئيل زويمر (1867 - 1952) وطبعا ينتصر الكتاب للإسلام على العقيدة المسيحية. كعادة كتب المناظرات التى راجت فى مصر فى سبعينيات القرن الماضى مع ارتفاع موجة التطرف الدينى وتكوين الجماعة الإسلامية. حيث امتلات الأرصفة بمناظرات الشيخ ديدات. وطوال هذه الفترة ورغم كل ما حدث لم يشارك الأزهر أبدا فى إصدار هذه المناظرات. حتى فعلها الدكتور عمارة بإصدار هذا الكتاب حاملا رسم واسم الأزهر. ليطعن فى الدور المشرف الذى يقوم به الأزهر فى بيت العائلة. ويلقى بكرس فى كلوب الوحدة الوطنية. والكتاب كالعادة يحتوى على طعن ونحر للمسيحية بحجة الرد على أسئلة القس زويمر فى المناظرة المزعومة. ومن بين السطور الواردة فى هذا الكتاب نكتفى بهذه النماذج القليلة.
 
∎ جاء فى صفحة 26 تعليقا على الآية القرآنية (ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنو الذين قالوا إن نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون) أن القسيسين والرهبان الذين مدحوا فى هذه الآيات فهم قسيسون ورهبان أسلموا وآمنوا بما أنزل على محمد (ص) فمدحوا على إسلامهم الجديد لأعلى نصرانيتهم القديمة. فهل يقرأ الأزهر هذا التفسير لأكثر الآيات استخداما للتدليل على المودة بين المسلمين والأقباط.
 
∎ وصف الكتاب عقيدة التثليث أكثر من مرة بأنها عقيدة وثنية وزعم أن علم الأديان أثبت أنها مأخوذة من العقائد الوثنية القديمة فى بلاد الهند والروم ومصر «صفحة 30» «صفحة 129» وشكك فى عقيدة الصلب والفداء «صفحة 38».
 
∎ وقال الكتاب إن المسيحية ديانة ضد العلم والفلسفة والحكمة «صفحة 91».
 
∎ وتكرر لفظ «النصرانية المحرفة» أكثر من مرة بصفحات الكتاب ومنها أن الله لا يريد أصحاب النصرانية المحرفة وحاشا له أن يريدهم منه. وإنما الذين اتبعوه هم المسلمون اتباع محمد (ص) أما اليهود فقد كذبوا به. وأما النصارى فقد كذبوا عليه وحرفوا دينه «صفحة 136».
 
هل تختلف رسالة مجلة الأزهر عن رسالة جريدة صوت الأزهر؟ والتى تصدر أيضا عن الأزهر ما هو موقفكم لو قام أحد الأقباط بالرد على ما جاء فى الكتاب باستخدام نفس المنهج هل وقتها سوف تنعم مصر بالعيش المشترك الذى تعملون من أجله.