الثلاثاء 10 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

حذار من التقسيم والخطف

حذار من التقسيم والخطف
حذار من التقسيم والخطف


لا يصب فى صالح الثورة المصرية استمرار المحاولات الرامية إلى تقسيم الصف الوطنى بين الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو، حيث إن الثورة الأم هى ثورة الخامس والعشرين من يناير التى اختطفتها جماعة الإخوان المجرمين الإرهابية واستردتها الملايين فى الثلاثين من يونيو، وها هى تتعرض الآن لمحاولة مماثلة للاختطاف مرة ثانية من جانب نظام المخلوع مبارك بمحاولة فاشلة بالإيهام بأن ثورة 25 يناير حركة شعبية، بل تعدى الوصف إلى وصفها بالخيانة والمؤامرة، شبابها الذى ضحى بنفسه شهيدا أو جريحا وأنهم عملاء لمخطط تآمرى خارجى، وهى رؤية فلولية هدفها خطف ثورة الثلاثين من يونيو لاستنساخ نظام المخلوع مرة أخرى، ولكن تلك الرؤية الخائبة لا يمكن أن تنجح فى إقناع الشعب المصرى بشبابه ورجاله الذين خرجوا فى الثورتين الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو ثائرين على الظلم والفساد والاستبداد الذى جسده نظام المخلوع مدركا الدوافع الحقيقية لخروجه بالملايين فى الشوارع طامحا فى مستقبل أفضل له ولأبنائه رافضا نظام المخلوع ورجاله الذين يحاولون وصم ثورة يناير بإلصاقها زورا بالإخوان والمؤامرات هم أنفسهم من خرجوا مرة أخرى بالملايين أيضا فى 30 يونيو ليسقطوا ويسترجعوا ثورتهم الأم ممن سرقوها، مطالبين بتحقيق مطالب ثورة يناير رافضين كل ملامح الفساد والاحتكار والممارسات والسياسات القمعية المعادية للإرادة الشعبية التى انطلقت فى الثورة الأم، وليس من الحكمة أن توكل آمال الثورة لمن قامت الثورة فى مواجهتهم ومن ثم فإن انتخابات البرلمان القادم لابد أن تحمل الكثير من الطموحات التى ضحى من أجلها الكثير، كذلك يجب أن يكون هناك الكثير من الدلالات حول مدى جدية الثورة فى سعيها نحو تحقيق أغراضها وإنقاذ الإرادة الشعبية التى تعلقت بها دافعة إلى حياة كريمة حرة، والأمر على هذا النحو يشير إلى ضرورة سد الثغرات أمام عودة النظامين السابق والأسبق، فكلاهما على عداء حقيقى مع الثورة المصرية، وعليه نحن نحتاج إلى جبهة وطنية عظيمة توحدنا وتحدد مصيرنا وتوجهنا إلى الغايات التى حلمنا بها، وإلا تحولت الثورة إلى عبث يقودنا شيئا فشيئا للغوص فى المستنقع، نحن فى حاجة إلى تجمع حقيقى يحمل اسم مصر الثورة يتجه بنا إلى المستقبل لمواجهة كل مشاكل الماضى مع ضرورة وقف النزاعات وإخراس أصوات التخوين مع الإقرار من الجميع بأن ثورة الخامس والعشرين من يناير ثورة شعبية نهضت لتقضى على نظام فاشى فاسد والثلاثين من يونيو ما هى إلا امتداد للأولى لاسترجاعها من الخاطفين الإرهابيين وعلينا الحذر من التقسيم والخطف واستيعاب الدرس مستفيدين من التجارب المريرة السابقة التى ألقت بوطننا فى مواجهة جملة من التحديات والمخاصر على المستويين الداخلى والخارجى وعشت يا مصر.