الأحد 26 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

نائب رئيس مجلس الدولة أكد أن المخاطر المحيطة بالدولة تستوجب استنهاض الوعى العام المشاركة فى الانتخابات الرئاسية تحقق الاستقرار ومواجهة التحديات الإقليمية

شدد المستشار الدكتور محمد عبدالوهاب خفاجى نائب رئيس مجلس الدولة على أهمية المشاركة الشعبية فى الانتخابات الرئاسية، فى ظل المخاطر الإقليمية التى تستدعى استنهاض الوعى العام.



وأكد خلال دراسة بعنوان: «ضمانة المشاركة الشعبية فى الانتخابات الرئاسية الطريق الآمن لاستقرار الوطن وتنميته»، أن المنطقة تشهد أطماع بعض القوى الكبرى الراغبة فى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط من خلال السيطرة على الدولة الأم مصر التى تتمتع باستقلالية القرار، خاصة فى ظل عالم سياسى جديد يقوم على قوة النظام الحاكم الذى يكفل احترام إرادة الشعوب مما يستنهض الوعى بالمشاركة فى الانتخابات الرئاسية لاستكمال الاستحقاق الدستورى.

وأشار إلى استخدام المارقين عن الصفوف الوطنية أبواقًا للتلاعب بمشاعر بعض المواطنين لتعبئتهم ضد كيان الدولة ودعوتهم البغيضة إلى المقاطعة، مما يقتضى من الجميع بذل غاية الجهد بغية دمج العناصر البشرية المكونة للشعب المصرى وانصهارهم فى بوتقة واحدة للمساهمة فى الحفاظ الأمن القومى الذى أضحى بموجب المادة 86 من الدستور السارى واجبًا دستورًا، والتزام الكافة بمراعاته مسئولية وطنية.

وأوضح، أنه لابد من تعاظم هذا الدور الوطنى حينما يتعرض الوطن لمحن وشدائد لردع الطامعين فى ثرواتها أو الساعين إلى وقف إنجازاتها وتنميتها، أو الراغبين فى زعزعة الاستقرار فيها لأهداف لا تمت لصالح البلاد بصلة وانتزاعها من دورها القيادى الذى تميزت به، وهو فرض عين علينا جميعًا أن نتجه صوب إيجاد السبيل الواقى لحماية هذه الأمة ومكانتها بالفكر والحوار مع الجماهير والبحث والجهد والعرق، لأن صندوق الاقتراع هو الحارس الواقى للوطن من أى صراع.

 وقال المستشار خفاجى: إن المشاركة الشعبية فى الانتخابات عامة والرئاسية خاصة واجب وطنى لاتصالها بمبدأ سيادة الشعب وهو ما لا يتوفر إلا حيث يتوافر الأمن والأمان، فأضحت المشاركة الشعبية ترتبط ارتباطًا وثيقًا لا يقبل التجزئة بتوفير الأمن، فهما صنوان لا يفترقان، وكما جاء بوثيقة الدستور السارى بأن لكل مواطن الحق فى العيش على أرض هذا الوطن فى أمن وأمان، وأن لكل مواطن حقًا فى يومه وفى غده، بل ارتقى المشرع الدستورى فى المادة 59 منه بالحياة الآمنة للمواطنين وجعلها حقًا لكل إنسان، وألزم الدولة بتوفير الأمن والطمأنينة لمواطنيها ولكل مقيم على أراضيها، وبهذه المثابة فإن تلك المشاركة تمثل حجر الزاوية فى البناء الديمقراطى الذى يأمله شعب مصر بحضارته التليدة وموروث ثقافته الاجتماعية والسياسية الفريدة، جعلت منها فى ثورات العرب وحروبهم وانتصاراتهم الدولة القائدة وفى ميدان السلام والتعاون العربى بين دول العالم الدولة الرائدة.

وترتيبًا على ذلك، فإن تعبير شعبها فى الانتخابات الرئاسية الوسيلة الأهم الكاشفة عن إرادة الشعب فى اختيار من يمثله، بحسبان أنه بعد ثورتين للشعب المصرى عامى 2011 و2013 فى عمر وجيز فى سجل التاريخ يقتضى من هذا الشعب الذكى الذى أبهر العالم أن يدرك الأخطار فيتجنبها ويسلك السلامة للوطن بالمشاركة فى تلك الانتخابات لبناء المجتمع سياسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا مما يستدعى وجوده باعتباره عنصرًا فاعلًا من أدوت التنمية التى غدت من أخص حقوق الإنسان فى العصر الحديث.

وأكد أنه بصدد الصوت الانتخابى فإن حق الناخب المصرى فى التصويت مطلق لا يقيده إلا ضميره اليقظ الحامى للوطن حتى ولو فرض القانون عقوبة مالية لمن يتخلف عن أدائه، والأمر يقتضى حوارًا جماهيريًا لاستنهاض همة المواطنين وعافيتهم فى أداء دورهم المنشود فى المشاركة الشعبية فى الانتخابات الرئاسية، والأخذ بيدهم إلى الطريق الصحيح، وتحقيق أهدافهم المرجوة فى الاستقرار والأمان، وتحقيقًا لأقصى درجات الشفافية والنزاهة فى الانتخابات وإعلاءً لسيادة القانون فتؤتى الديمقراطية الشعبية ثمارها من أبوابها الواسعة ويتحقق الانتماء والرضا الوطنى العام، فضلًا عن إعلاء سمعة المصريين فى مختلف دول العالم فى زمن انتشرت فيه المحطات الفضائية على كامل الكرة الأرضية شمالها وجنوبها وشرقها وغربها، وذلك لاستكمال مسيرة البناء والتنمية التى بات أمرها مستقرًا فى ضمير الأمة المصرية.

وقال الدكتور خفاجى: يطلق على الأشخاص الذين لهم حق الانتخاب فى الدولة اسم هيئة الناخبين Le Corps électoral وهى الأساس الشرعى الذى تتفرع منه العناصر والسلطات الدستورية وهى كذلك الدعامة التى يقوم عليها النظام الدستورى فى البلاد التى يسودها النظام الانتخابى، وتقوم هيئة الناخبين على أساس مبدأ فردية الانتخاب وهو من المبادئ التى تمخضت عنها الثورة الفرنسية، فأعلى المواطنين مقامًا له صوت واحد يعادل فى القوة صوت أقل الناخبين مركزًا، وحق الانتخاب أو بعبارة أدق حق التصويت الانتخابى droit de suffrage politique ليس حقًا ذاتيًا droit individuel ليس مجرد صفة ضرورية للشخصية الآدمية بل يعتبر وظيفة أنشأها الدستور ورتبها القانون يستعملها الشخص للدفاع عن حقوقه فى حدود صالح الشعب وهى محاطة بسياج من الضمانات لتحقيق المصالح المشتركة.

وأضاف، إنه لضمان أن تكون الإرادة الشعبية معبرة تعبيرًا صادقًا عن إسهامها فى الحياة العامة ولم يقف الدستور عند مجرد النص على حق كل مواطن فى مباشرته تلك الحقوق السياسية، وإنما جاوز ذلك إلى اعتبار مساهمته فى الحياة العامة واجبًا وطنيًا يتعين القيام به فى أكثر المجالات أهمية لاتصالها بالسيادة الشعبية التى تعتبر قوامًا لكل تنظيم يرتكز على إرادة المواطنين. إن الإقدام يحقق الاستقرار والإحجام يجلب الفوضى ومصر قادرة بأبنائها على عبور الطريق الصعب واجتياز المنحنى الخطر.

وشدد على أن الالتفاف الوطنى والإرادة الشعبية السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الإقليمية والإرهاب وقوى الشر التى تريد الخراب والفوضى لمصر الكنانة، فإذا كان الأصل فى حق المواطن فى المشاركة الشعبية للتصويت أنه حق تقديرى مطلق لا يقيده إلا ضميره اليقظ الحامى للوطن حتى ولو فرض القانون عقوبة مالية لمن يتخلف عن أدائه، ولا يجوز اقتحامه أو تخطيه، ويتمثل جوهر حق المواطنين فى المفاضلة بين بدائل متعددة بين الإقدام على المشاركة وتحقيق الاستقرار الآمن أو الإحجام عن المشاركة وإعطاء فرصة لإحلال الفوضى محل القانون.

وأوضح أن هذه البدائل تتزاحم فيما بينها وفق تقديره لدفعه فى أداء هذا الواجب وممارسة هذا الحق، فلا يختار الشعب من بينها إلا ما يكون منها عنده مناسبًا أكثر من غيره لتحقيق الأغراض التى يتوخاها، أو ما يراه أكفل لتحقيق المصالح المشروعة لوطنه وأمن بلاده، وذلك من منطلق أن الحيدة والنزاهة وفقًا للأصل العام صفة يتمتع بها كل مواطن ما لم يثبت العكس، فنحن أمام واجبين دستوريين أولهما مشاركة المواطن فى الحياة العامة، وثانيهما الحفاظ على الأمن القومى.