الإثنين 11 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

21 أكتوبر.. ذكرى تدمير (إيلات) كيف غيرت البحرية المصرية تكتيكات معارك المياه العالمية قبل 55 عامًا؟

لا نزال فى أكتوبر وذكراه العطرة.. الشهر الذى حمل بين أيامه بطولات نادرة للجيش المصرى.. وليس الأمر متعلقًا فقط بأيام حرب أكتوبر عام 1973.. ولكن فى عام 1967 حظه فى أن يسطر بطولة خاصة جدًا للقوات البحرية المصرية وهى تدمير (المدمرة إيلات) وكان ذلك بعد شهور قليلة من النكسة.. وتحديدًا يوم 21 أكتوبر قبل 55 عامًا.



تم اختيار هذا اليوم ليكون عيدًا سنويًا للقوات البحرية.. فهو يوم العزة والكرامة واستعادة الثقة لقواتنا البحرية خاصة ولقواتنا المسلحة ولشعبنا العظيم عامة، إذ انتفضت فيه جميع أجهزة القوات البحرية حين تم رصد اقتراب أكبر الوحدات الإسرائيلية فى ذلك الوقت (المدمرة إيلات) تبحر داخل المياه الإقليمية المصرية فى جولة لاستعراض القوة صلفاً وغروراً، وعلى الفور اقتنصت القيادة السياسية والقيادة العسكرية واغتنمت الفرصة وصدرت الأوامر التى لطالما انتظرها جنودنا البواسل بتنفيذ الهجوم على المدمرة الإسرائيلية إيلات.

لنشات الصواريخ

وفى هذا اليوم قامت لنشات الصواريخ بملحمة بحرية استطاعت فيها أن تلقن العدو درساً قاسياً وأن ترسم علامة فارقة وتحولاً جوهريًا فى الفكر الاستراتيجى البحرى بإغراق أكبر وحدة بحرية له (المدمرة إيلات الإسرائيلية) أمام سواحل المدينة الباسلة (بورسعيد) باستخدام الصواريخ البحرية لأول مرة فى تاريخ البحريات العالمية واعتبرت بشهادة الخبراء أحد أعظم الانتصارات البحرية.

وبمناسبة عيد القوات البحرية.. لا يسعنا سوى سرد أمثلة عن بطولاتها التى يجب على كل مصرى أن يتشرف بها وأبرزها تدمير (إيلات) رغم أنها نفذت أكثر من 9 عمليات (منها 5 فى البحر المتوسط و3 فى البحر الأحمر وواحدة فى المحيط الأطلنطى فى ميناء أبيدجان فى غرب أفريقيا حينما دمرت الحفار) خلال حرب الاستنزاف التى سبقت النصر الحاسم فى 1973، إلا أن عملية إيلات لها خصوصيتها لأنها كانت تستحق أن يصاب العالم كله بذهول من طريقة تنفيذها.

المدمرة إيلات

فقد قامت إسرائيل بشراء المدمرة من إنجلترا فى يونيو عام 1956 مع مدمرة أخرى تُسمى «يافو»، اشتركت المدمرة إيلات فى العدوان الثلاثى 1956، وبعد حرب 1967 أمرت قيادة الجيش الإسرائيلى بأن تخترق المدمرة إيلات المياه الإقليمية المصرية وتدخل المنطقة البحرية لبورسعيد، مستغلة قوة الردع المتمثلة لديها فى تفوقها الجوى ومدفعيتها الرابضة على الضفة الشرقية للقناة، مهددة مدنها فى انتهاك المياه الإقليمية المصرية فى البحرين المتوسط والأحمر، وقد تصورت القيادة الإسرائيلية عدم قدرة القوات المصرية على منعها من ذلك.

قررت القيادة السياسية المصرية إعطاء الأوامر للقوات البحرية بضرب المدمرة وإغراقها، وفى يوم 21 أكتوبر 1967 صدر أمر بالاشتباك مع المدمرة وتشكّلت فرقتان للقيام بالمهمة، الفرقة الأولى كانت بقيادة النقيب أحمد شاكر ومساعده الملازم أول حسن حسنى وكانا على اللنش 504، أما اللنش الثانى 501 فكان يقوده النقيب لطفى جاب الله بمساعدة الملازم أول ممدوح منيع. 

تفاصيل المعركة

والآن هيا بنا نعيِش سويًا فى تفاصيل التخطيط وتنفيذ المعركة.. ففى هذا اليوم (21 أكتوبر) وبسبب تحركات المدمرة الإسرائيلية إيلات بالقرب من المياه الإقليمية لمصر فى المنطقة شمال بورسعيد. فى تحدٍ سافر لاختراق المياه الإقليمية المصرية، صدرت توجيهات إلى قيادة القوات البحرية بتدمير المدمرة إيلات، وعلى الفور جهز قائد القاعدة البحرية فى بورسعيد لنشين من صواريخ (كومر) السوفيتية، والجدير بالذكر أن لنش الصواريخ (كومر) السوفييتى مجهز بصاروخين سطح - سطح، من طراز (ستيكس) الذى تزن رأسه المدمرة واحد طن.

كانت إجراءات الاستطلاع والتجهيز بالصواريخ قد تمت فى القاعدة البحرية قبل الخروج لتدمير الهدف، وخرج لمهاجمة مدمرة العدو بغرض تدميرها وإغراقها، كما أعدت بقية القطع البحرية فى القاعدة كاحتياطى، بمجرد أن صدرت أوامر قائد القوات البحرية بتدمير هذه المدمرة عند دخولها المياه الإقليمية، خرج لنشا صواريخ من قاعدة بورسعيد لتنفيذ المهمة. هجم اللنش الأول بإطلاق صاروخ أصاب جانب المدمرة إصابة مباشرة فأخذت تميل على جانبها، فلاحقها بالصاروخ الثانى فتم إغراق المدمرة الإسرائيلية «إيلات» على مسافة تبعد 11 ميلاً بحرياً شمال شرق بورسعيد بعد الخامسة مساء يوم 21 أكتوبر 1967 وعليها طاقمها الذى يتكون من نحو مائة فرد إضافة إلى دفعة من طلبة الكلية البحرية كانت على ظهرها فى رحلة تدريبية.

 

إسرائيل تستغيث

وقد غرقت المدمرة داخل المياه الإقليمية المصرية بحوالى ميل بحرى وعاد اللنشان إلى القاعدة لتلتهب مشاعر كل قوات جبهة القناة وكل القوات المسلحة لهذا العمل الذى تم بسرعة وكفاءة، وطلبت إسرائيل من قوات الرقابة الدولية أن تقوم الطائرات الإسرائيلية بعملية الإنقاذ للأفراد الذين هبطوا إلى الماء عند غرق المدمرة، استجابت مصر لطلب قوات الرقابة الدولية بعدم التدخل فى عملية الإنقاذ التى تمت على ضوء المشاعل التى تلقيها الطائرات، ولم تنتهز مصر هذه الفرصة للقضاء على الأفراد الذين كان يتم إنقاذهم.

كانت توابع تلك العملية ليس فقط على البحرية الإسرائيلية، بل على الشعب الإسرائيلى بأكمله، وعلى الجانب الآخر فإن البحرية المصرية والشعب المصرى بأكمله الذى ذاق مرارة النكسة فى 5 يونيو من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرًا، وبعد نجاح المهمة صدر قرار جمهورى بمنح كل الضباط والجنود الذين شاركوا فى العملية أوسمة وأنواطًا، وأصبح غرق المدمرة إيلات فى 21 أكتوبر 1967م عيدًا للقوات البحرية المصرية، وأشادت الدوائر العسكرية بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية وتم تسجيل هذه المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية فى التاريخ.

اعترافات بالهزيمة

وقد أثار غرق المدمرة «إيلات – 40» صدمة بالغة فى إسرائيل وقال المسئولون فيها إنهم لم يتخيلوا هذه المهارة العربية الفائقة فى إطلاق الصواريخ وتساءلوا عما حدث!..وصرح فى تل أبيب البريجادير جنرال «شلومو إيريل» قائد البحرية الإسرائيلية فى هذا الوقت أن المصريين استخدموا صاروخًا سوفيتيا سريًا رأسه يزن طنًا لإغراق المدمرة إيلات، وأن المدمرة تحولت إلى كتلة من النيران والصلب الملتوى.

وقال إيريل أيضًا إن الهجوم كان مفاجئًا وأن طاقم المدمرة لم يكن لديه وقت إلا للبدء فى زيادة السرعة والاستدارة ولفتح النيران بخمسين مدفعًا على الصاروخ الأول عندما رأوه قادمًا، ولكن الصاروخ الثانى أصابها فى مقتل.

وروى الناجون من المدمرة الغارقة «إيلات» التفاصيل الكاملة للمعركة وقال أحد الناجين إن صاروخًا أخضر شق طريقه عبر الضباب الأبيض الذى كان يغطى بورسعيد فى الساعة الخامسة والنصف وأفلتت آلة التنبيه فى المدمرة وأخذ البحارة مراكزهم استعدادًا للمعركة، واتخذ القبطان موقفًا للتأهب ثم أطلقت المدافع نيرانها الثقيلة، وبعد 20 ثانية أصيبت المدمرة واهتزت السفينة كما لو كانت قد اصطدمت بحائط حجرى.

دور البحرية فى حرب أكتوبر

ما سبق كان واحدة من العمليات التى نفذتها البحرية المصرية تمهيدًا لتحقيق نصر أكتوبر.. النصر الذى شارك فيه أبطال البحرية بدور كبير جدًا، حيث كانت حلقة مهمة جدًا فى التخطيط للمعركة الحاسمة يوم 6 أكتوبر 1973، فقد لعبت القوات البحرية المصرية دوراً محورياً فى تحقيق نصر أكتوبر، حيث كانت هناك مهام عديدة ملقاة على عاتقها واستطاعت تحقيقها بنجاح ومنها معاونة أعمال قتال الجيوش الميدانية فى سيناء سواء بالنيران أو بحماية جانب القوات البرية المتقدمة بمحاذاة الساحل.

كما قامت بتنفيذ المعاونة بالإبرار البحرى لعناصر القوات الخاصة على الساحل الشمالى لسيناء، وسيطرت على مضيق باب المندب وباشرت حق الزيارة والتفتيش واعتراض السفن التجارية ومنعها من الوصول إلى ميناء إيلات الإسرائيلى، مما أفقد الميناء قيمته وتم تعطيله عن العمل تماماً، ومن ثم حرمان إسرائيل من جميع إمداداتها عن طريق البحر الأحمر.

وكذلك قامت القوات البحرية المصرية بتنفيذ مهمة التعرض لخطوط المواصلات البحرية الإسرائيلية فى البحر المتوسط والأحمر بكفاءة تامة، وعلى أعماق بعيدة، مما أدى إلى تحقيق آثار عسكرية واقتصادية ومعنوية على إسرائيل وقواتها المسلحة.

ونفذت القوات البحرية المصرية إغارة بالنيران على الموانئ والمراسى والأهداف الساحلية بإسرائيل بتسديد ضربات بالصواريخ والمدفعية ضدها بأسلوب متطور اعتمد على خفة الحركة وسرعة المناورة مع توفير قوة نيران عالية، فيما وفرت تأمين النطاق التعبوى للقواعد البحرية فى البحرين الأحمر والمتوسط، وكان له أكبر الأثر الفاعل فى إحباط جميع محاولات العدو للتدخل ضد قواتنا البحرية العاملة على المحاور الساحلية، وساعد على استمرار خطوط المواصلات البحرية من وإلى الموانئ المصرية دون أى تأثير وطوال فترة العمليات.

وقف الملاحة

اعتبارًا من يوم 27 سبتمبر 1973 بدأت خمسون قطعة بحرية مصرية انتشارها فوق مياه البحرين المتوسط والأحمر، كما وصلت مجموعة بحرية مكونة من المدمرات والفرقاطات والغواصات إلى مضيق باب المندب بحجة مساندة اليمن الجنوبية، ومع بدء العمليات فى السادس من أكتوبر تم إعلان البحر الأحمر عند خط 21 شمالاً، منطقة عمليات وتمكنت البحرية المصرية خلال الفترة من 6 أكتوبر حتى 21 أكتوبر 1973 من اعتراض 200 سفينة محايدة ومعادية، إلا أن ناقلة بترول إسرائيلية لم تمتثل لتعليمات البحرية المصرية بالابتعاد عن الخط الشمالى المار بين مدينة جدة السعودية وبورسودان السودانية لأنها منطقة عمليات، فقامت الغواصات المصرية باعتراضها وإغراقها بالطوربيدات، فتوقفت الملاحة نهائياً منذ يوم 7 أكتوبر فى البحر الأحمر.

وقامت وحدات بث الألغام البحرية بإغلاق مدخل خليج السويس، كما هاجمت الضفادع البشرية منطقة بلاعيم ودمرت حفاراً ضخماً، فيما تم قصف منطقة رأس سدر على خليج السويس بالصواريخ، لتصاب عمليات شحن البترول فى خليج السويس إلى ميناء إيلات بالشلل التام، حيث كان الهدف الاستراتيجى للقوات البحرية هو حرمان إسرائيل وقواتها المسلحة من البترول المسلوب من الآبار المصرية فى خليج السويس والبترول المستورد من إيران والذى يصل إلى 18 مليون برميل سنوياً.

ونجحت القوات البحرية فى السيطرة على مسرح العمليات البحرية بامتداد 1600 كيلومتر على السواحل المصرية و400 كم على سواحل فلسطين المحتلة وسيناء لتؤمن أجناب الجيش المصرى الذى يخوض معركة التحرير فى سيناء وتحيط به مساحات مائية هائلة من الشمال والجنوب.

الحرب على الإرهاب

وحتى عندما خاضت مصر حربًا شرسة ضد الإرهاب فى سيناء خلال السنوات الماضية، كان للبحرية دورها المهم متمثلاً فى تأمين الأهداف الاستراتيجية / التعبوية / التكتيكية على جميع الاتجاهات والمحاور المختلفة، كما تقوم بأداء دور كبير فى العملية الشاملة بسيناء، هذا الدور يتلخص فى عزل منطقة العمليات من ناحية البحر بواسطة الوحدات البحرية وعدم السماح بهروب العناصر الإرهابية ومنع أى دعم يصل لهم من جهة البحر، والاستمرار فى تأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالى الشرقى وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية المصرية والمنطقة المجاورة ومعارضة أى عائمات أوسفينة مشتبه بها، مع قيام عناصر الصاعقة البحرية باستخدام العائمات الخفيفة المسلحة بمداهمة جميع الأوكار والمنشآت المشتبه فيها على الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالى لسيناء.

وبسبب دورها المهم وقت الحرب ووقت السلم..تشهد القوات البحرية عملية تطوير وتحديث بشكل مستمر خاصة فى ظل اهتمام القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسى بأهمية امتلاك أحدث الأسلحة..وكان آخرها على سبيل المثال يوم الثلاثاء الماضى (18 أكتوبر 2022) تسلمت القوات المسلحة الفرقاطة الأولى طراز (MEKO-A200) التى تم بناؤها بشركة (TKMS) بترسانة (SBN)الألمانية، إيذاناً بدخولها الخدمة بالقوات البحرية المصرية التى تشهد خلال الآونة الأخيرة طفرة تكنولوجية هائلة فى منظومات التسليح والكفاءة القتالية وفقاً لأحدث النظم العالمية.

تطوير التسليح

وتم تسليح القوات البحرية أيضا بحاملتى الطائرات الهيلكوبتر الميسترال «أنور السادات» و«جمال عبدالناصر»، لتمتلك مصر للمرة الأولى فى تاريخها، وأول دولة فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، هذه النوعية من حاملات «الهل»، وتزويد القوات البحرية بوحدات حديثة ذات قدرات قتالية عالية وفترة بقاء طويلة فى البحر واتزان قتالى عالٍ؛ بالتعاقد على 4 غواصات من طراز (209/1400) ألمانية الصنع، لتصبح من أوائل الدول أيضًا التى تمتلك هذه النوعية من الغواصات، والتى جرى بناؤها بترسانة شركة «تيسين كروب» بمدينة كييل الألمانية.

كما تسلمت القوات المسلحة الوحدة الشبحية سجم الفاتح من طراز «جوويند» التى تم بناؤها بشركة «نافال جروب» الفرنسية، والتى تعد واحدة من أصل 4 وحدات شبحية تم التعاقد عليها بين مصر وفرنسا وباقى الوحدات الثلاث يجرى بناؤها بشركة ترسانة الإسكندرية بالسواعد والعقول المصرية بالتعاون مع الجانب الفرنسى، فضلاً عن فرقاطة من نوع «فريم» متعددة المهام، وتسلمت كذلك الفرقاطة «شباب مصر» بعد وصولها من دولة كوريا الجنوبية، وغيرها من الأسلحة الحديثة والمتطورة.

قاعدة برنيس العسكرية

ومن ضمن عمليات التطوير هو إنشاء القواعد البحرية الجديدة لفرض السيطرة الكاملة على مياهنا الإقليمية وحماية ثرواتها ومنها على سبيل المثال قاعدة برنيس العسكرية تعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى إنجازات القوات المسلحة المصرية.

وقاعدة برنيس العسكرية التى تم إنشاؤها فى زمن قياسى خلال أشهر معدودة، تعد إحدى قلاع العسكرية المصرية على الاتجاه الاستراتيجى الجنوبى، بقوة عسكرية ضاربة فى البر والبحر والجو، ارتباطًا بمختلف المتغيرات الإقليمية والدولية، مما يعزز التصنيف العالمى للقوات المسلحة المصرية، بين مختلف الجيوش العالمية.

والقاعدة تقع على ساحل البحر الأحمر بالقرب من الحدود الدولية الجنوبية شرق مدينة أسوان، وتبلغ مساحتها 150 ألف فدان، وتضم قاعدة بحرية وقاعدة جوية ومستشفى عسكريًا، وعددًا من الوحدات القتالية والإدارية وميادين للرماية والتدريب لجميع الأسلحة.

والهدف الاستراتيجى لإنشاء قاعدة برنيس العسكرية؛ يتمثل فى حماية وتأمين السواحل المصرية الجنوبية وحماية الاستثمارات الاقتصادية والثروات الطبيعية ومواجهة التحديات الأمنية فى نطاق البحر الأحمر، فضلًا عن تأمين حركة الملاحة العالمية عبر محور الحركة من البحر الأحمر، وحتى قناة السويس والمناطق الاقتصادية المرتبطة بها، وذلك ضمن رؤية مصر المستقبلية.

قاعدة 3 يوليو

هناك أيضًا قاعدة 3 يوليو.. تقع القاعدة على امتداد ساحل البحر الأبيض المتوسط على مساحة تزيد على 10 ملايين متر مربع، وفى موقع جغرافى فريد يحقق المزيد من القدرات الإضافية، حيث تعد نقطة انطلاق هى الأكثر قربًا لمواجهة أى مخاطر محتملة من اتجاه البحر الأبيض المتوسط؛ موقع جغرافى فريد يتوافق مع كود القواعد البحرية العالمية.

وتشتمل القاعدة على 74 منشأة، بالإضافة إلى مهبط طائرات ملحق به قاعة لاستقبال كبار الزوار وعدد من ميادين التدريب ومركز للعمليات مزود بأحدث المنظومات، وآخر للتدريبات المشتركة، فضلًا عن رصيف حربى بطول 1000 متر وعمق 14 مترًا، وعدد من الأرصفة التجارية بطول 2200 متر وعمق 17 مترًا، وبرج لمراقبة الميناء بارتفاع 29 مترًا وحاجزين للأمواج بطول 3650 مترًا.

ويتمثل الهدف الاستراتيجى لإنشاء قاعدة 3 يوليو البحرية فى خلق كيان عسكرى ومركز نقل جديد لمجابهة زيادة التهديدات والعدائيات على الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وسرعة رد الفعل لتأمين الحدود الاستراتيجية الغربية للدولة، وحماية مقدراتها المتمثلة فى تأمين خطوط المواصلات البحرية وحركة النقل البحرى الصديق القادم من وإلى الغرب.