الخميس 24 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

جهود مصرية للتصدى للأزمة العالمية الوقود الشمسى الأخضر خطوة علمية لمواجهة التغير المناخى

تولى الإدارة المصرية الكثير من الاهتمام حول أزمة التغير المناخى والاتجاه إلى إنتاج الطاقة النظيفة، وهو محور أجندة الدولة المصرية خاصة قبل أشهر قليلة من انعقاد قمة المناخ القادمة COP 27 المفترض عقدها نوفمبر المقبل بمدينة شرم الشيخ.



ومن بين أبرز الجهود المصرية فى هذا الصدد، قدمت الجامعة المصرية اليابانية العديد من المبادرات التى تهدف إلى تقديم مشروعات علمية تضمن التحول من استخدام الوقود إلى استخدام الطاقة الطبيعية، كذلك العمل على استنباط أساليب علمية جديدة قادرة على تحول الملوثات البيئة إلى طاقة نظيفة، وهو المشروع الأبرز الذى عكف عليه عدد من العلماء المصريين لإنتاج ما يعرف بـ«الوقود الشمسى الأخضر السائل» لتغير انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون وتحويله إلى طاقة النظيفة.

الاتجاه العلمى لحل الأزمة

تتجه الدول حاليًا لإيجاد خطط بديلة للوقود الأحفورى والغاز الطبيعى، وذلك فى ظل الاتجاه العالمى لوضع حد للمتغيرات المناخية آثارها المدمرة على العالم والشعوب.

وقد عملت الإدارة المصرية خلال الأعوام الماضية لتبنى المشروعات والأبحاث العلمية الخاصة بهذا المجال، والاتجاه بخطوات واسعة لإنتاج الأكسجين الأخضر والعمل على استثمار الموارد البيئية لإنتاج الطاقة النظيفة والمتجددة.

وقد وضعت مصر خطة لهذا الاستثمار لإنتاج الطاقة البديلة بحول عام 2050 وذلك إدراك لأهمية تطوير مصادر بديلة ومستدامة للطاقة، لمواكبة التطور العالمى وخدمة المجتمع والصناعة.

بحسب آخر تقرير أممى، فإن نسبة الانبعاثات فى مصر أقل من 1 %، وتحديدا 0.6 %، بواقع 325 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، والتى أدت إلى تدهور فى الصحة العامة وانتشار الفيروسات والأمراض، فضلا عن تأثر الزراعة، مما يتطلب سرعة قيام الحكومة بمسئوليتها الأممية والمجتمعية تجاه هذه الظاهرة.

ومن هذا المنطلق جاءت المبادرات العلمية للمساهمة فى تحقيق أهداف الإدارة المصرية فى تحقيق التوجه لاستثمار الطاقة النظيفة والمتجددة، وخاصة إنتاج ما يعرف بـ«الوقود الشمسى الأخضر السائل» لمواجهة التغيرات المناخية الناتجة من غاز ثانى أكسيد الكربون المنبعث صناعيا، حيث قدم فريق عمل الجامعة المصرية اليابانية من خلال مبادرة ساهمت فيها أكاديمية البحث العلمى بقيمة 8 ملايين جنيه لبناء نظام لإنتاج الوقود السائل الشمسى، وذلك من خلال «مركز الجرافين لتطبيقات الطاقة والإلكترونيات»، الذى يعتبر أول أول مركز علمى فى مصر والشرق الأوسط فى هذا المجال، وهو تابع لرئاسة مجلس الوزراء ووزارة التعليم العالى، كما قدم على تمويله صندوق تطوير العلوم والتكنولوجيا (STDF) بقيمة 12 مليون جنية، وذلك ليزامن اتجهات العالم الحديث لخواص الجرافين فى مجالات الطاقة والطاقة المتجددة.

 خطوات علمية

يختص «مركز التميز العلمى للجرافين وتطبيقاته فى الطاقة والإلكترونيات»، فى مدينة برج العرب بالإسكندرية، بالعمل من خلال إحداثيات لتقليل انبعاثات الغازات الناتجة من عمل المصانع وحرق الوقود فى المصانع والسيارات، وأهم تلك الغازات هو غاز ثانى أكسيد الكربون، وتحويلها إلى مصدر طاقة نظيفة عن طريق تقنية معروفة على مستوى العالم، هى (فيشر تروبش).

وذلك نظرا للأهمية الكبرى للطاقة فى الصناعة والحياة اليومية وبسبب ارتفاع ثمن الوقود الحفرى بصورة كبيرة، وكذلك تجنبا لتلوث البيئة والحفاظ عليها من المخلفات العضوية والكربون والغازات المنبعثة والتغير المناخى، أصبح البحث عن تطوير مصادر بديلة ونظيفة ودائمة ورخيصة الثمن مطلبا ضروريا وملحا.

وفى هذا الصدد أوضح أ. أحمد عبدالمنعم، رئيس مركز التميز العلمى للجرافين وتطبيقاته فى الجامعة المصرية اليابانية: «أن الاتجاهات العالمية الآن تحتم العمل على تحويل غاز ثانى أكسيد الكربون لإنتاج هيدروكربونات عالية القيمة ومنخفضة الكربون، مثل وقود الطائرات، والديزل، والمواد الكيميائية، والكيمياويات ذات كثافة كربونية منخفضة».

وأوضح عبدالمنعم فى حديثه لـ«روزاليوسف»: «أن المشروع الذى تقوم عليه الجامعه الآن هو محاولة لمزج الهيدروجين الأخضر المتجدد، الناتج من المياه المحلاة بالطاقة الشمسية، ومزجها مع غاز ثانى أكسيد الكربون من خلال أحد المفاعلات الخاصة بالحرارة والطاقة لتحويلها إلى مركبات انتقائية (ديزل أو بنزين)، وهو الأمر الذى سيساهم فى استخدام الانبعاثات الكربونية وتحويلها إلى طاقة متجددة».

وأوضح رئيس مركز التميز العلمى للجرافين وتطبيقاته فى الجامعة المصرية اليابانية أنه «تم بناء أول نموذج نصف صناعى تجريبى وطنى لنظام بيئى متكامل لإنتاج الوقود الشمسى السائل»، مشيرًا إلى أن رئيس الجامعة د. عمرو عدلى، بالتعاون مع الهيئات المصرية والحكومية عملوا على تقديم مبادرة علمية تساهم فى التوجه لحل أزمة انبعاثات غاز ثانى أكسيد الكربون بهدف التقليل من نسبة التلوث والتغيرات المناخية.

وأشار عبدالمنعم إلى أن «خطوات العمل المتبعة تقوم على زيادة أداء عملية التحول المباشر لغاز ثانى أكسيد الكربون بالهدرجة، لاستحداث جيل جديد من المحفزات التى تتمتع بكفاءة أداء عال لخلق الوقود السائل، مع قدرة انتقائية على إنتاج مركبات بترولية وسيطة محددة، لها مردود اقتصادى».

كما أوضح «أن هذا المشروع الضخم من المتوقع أن يقدم نتائج مناسبه خلال عام أو عام ونصف على أقصى تقدير، موضحًا أن العمل سيظل مستمر لتطوير المنظومة وتقديم نتائج أفضل تساهم فى التوجه لاستخدام الطاقة المتجددة».

وأضاف عبدالمنعم «أن هذه المبادرات العلمية ستضيف لمصر خبرات محلية مكتسبة لأول مرة، عن كيفية دمج جميع المكونات الفردية للنموذج معا»، كما ستتيح أيضا المعلومات المتحصل عليها «تقييما لجدوى المشروع والتوسع فيه صناعيا، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة الوطنية والمساهمة دوليا فى مواجهة تغيرات المناخ».

وأوضح أ. أحمد عبدالمنعم، أن العالم الآن يتجه لاستغلال ثرواته الطبيعية، والتى يعتبر الغاز والفحم أحد مصادرها، ولكن ايضًا العمل على دمجها فى منظومة تعمل على تقليل الإنبعاثات الكربونية للمحافظة على البيئة من مخاطرها، وقد شهد العالم خلال الأعوام الماضية مخاطر ارتفاع درجات الحرارة والتى من المتقوع أن تستمر زيادتها لتصل من 2 إلى 2.7 درجة مئوية خلال أعوام قليلة، وسيصاحب ذلك العديد من التغيرات البيئية وتأثيرها على حياة البشر من جفاف وإنتاج زراعى فضلا عن الأمراض والأوبئة، وما يؤثر ذلك على الأمن الدولى.

ونتاج الخطوات التى اتخذتها إدارات البحث العلمى كان الاتجاه الأمثل للعمل على تحويل غاز ثانى أكسيد الكربون إلى مصدر طاقة متجدد ودمجه مع الأكسجين الأخضر لإنتاج طاقة نظيفة.

وختامًا دعا رئيس مركز التميز العلمى للجرافين وتطبيقاته فى الطاقة والإلكترونيات، إلى العمل على مبادرة «مصر الخضراء» التى تعمل على زيادة الوعى المجتمعى وبناء القدرات العلمية والاعتماد على التكنولوجيا الخضراء، وأن قمة المناخ القادمة COP 27 ستكون فرصة لتقديم ما قدمته الإدارة المصرية من جهود علمية للحد من أزمة التغيرات المناخية.