الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

دورى النقاد.. دراما رمضان فى ميزان النقد الفنى

عصام زكريا.. الواعدون



حسب الحلقات الأولى، التى يمكن أن تكون واعدة ومبشرة بعمل جيد، أو قد تكون مجرد بداية جيدة لا تعنى بالضرورة أن يستمر العمل على المستوى نفسه، فإن أفضل الأعمال التى تشجع على متابعة مشاهدتها هى:

(الاختيار 3، المشوار، فاتن أمل حربى، مكتوب عليا، العائدون، جزيرة غمام وملف سرى).

يلفت الانتباه ذلك المستوى الفنى العالى الذى يتميز به إخراج مسلسل (المشوار)، رغم أن الفكرة مكررة، فإن العمل مشوق والتفاصيل جديدة وحميمية: مواقع التصوير والتصوير رائعان، تمثيل «محمد رمضان» و«دينا الشربينى» وبقية فريق العمل مقنع، الموسيقى التصويرية هى الأفضل مع موسيقى (الاختيار) وسط أعمال تعانى بشكل عام من الهزال الموسيقى والصوتى.

كذلك يلفت الانتباه سيناريو (الاختيار 3) فى قدرته على تضفير العام بالخاص، والقصص الصغيرة بالأحداث السياسية الجسيمة، ووجود عدد كبير من الشخصيات الرئيسية لكل منهم مساحته وحضوره المميزان، وبالطبع يصعب على أى مخرج تنفيذ هذا السيناريو المعقد الذى يحتاج لمعادلات كيميائية ومونتاج بارع طوال الوقت.

بداية قوية أيضا نجدها فى مسلسل (العائدون)، الذى حفلت حلقاته الأولى بمفاجأة صادمة بمقتل الممثل «محمد فراج»، الذى توقع المشاهدون أنه أحد الأبطال، وببعض مشاهد القتال والمطاردات المثيرة.

بالنسبة للدراما الاجتماعية يبرز (فاتن أمل حربى) بموضوعه الذى يمس كثيرا من البيوت المصرية، وجرعة الميلودراما الشديدة التى يحتويها، رغم الإفراط الشديد الذى يتسم به الإخراج وخاصة استخدام الموسيقى المزعجة، بدلا من أن تكون محزنة.

وبالنسبة للكوميديا فإن (مكتوب عليا) هو الأفضل حتى الآن، رغم بعض البطء والمط اللذين تعانى منهما الحلقات الأولى. 

يلعب (جزيرة غمام) فى منطقة منفردة، ورغم بدايته الهادئة، مقارنة بأعمال أخرى، لكن يبدو أن الأحداث تتصاعد بشكل جيد. أفضل مسلسل: المشوار

أفضل ممثل: شريف سلامة 

أفضل ممثلة: سما إبراهيم فى (الكبير أوى)

 

 

 

ماجدة موريس.. المشاهد.. والبدايات الساخنة

هل تستطيع البدايات خطف المشاهد فى هذا الزحام؟

أظن أن الإجابة هى نعم، والدليل هو إننا -أنا تحديدا-انجذبت إلى البدايات المعبرة عن قضية مهمة فى تقديري، أردت أن أعرف كيف سيقدمها المسلسل، وما هى حيثياته بشأنها، فإذا كنت أستطيع أن أعرف أكثر، لماذا أنتظر طويلا؟ وبناء عليه استطعت تحديد بعض من الأعمال التى أعلنت عما تريد تقديمه مباشرة، رأيتها مع غيرها فى الحلقات الثلاثة الأولي، وسوف أعلن عنها بوضوح، لأن الحرص على وقت المشاهد فضيلة الآن.

أولها (الاختيار) الذى يقف وحده كمسلسل فى مكان مختلف كعمل درامى وثائقي، والذى يعد عملًا متفردًا وجزءًا من سلسلة عن تاريخ مصر المعاصر وأحداثه فى العشرية الأخيرة، ومع ذلك كله، فلم يبخل علينا صناع المسلسل بقيادة كاتبه ومخرجه ببداية قوية وجاذبة بالرغم من أننا جميعا عشناها على أرض الواقع، وربما حدث هذا بدرجة أقل (وفقا لنوع القضية) مع مسلسل (العائدون) الذى يجاهد للخروج من دائرة إصابة المشاهد بالاكتئاب وهو يتتبع فلول الدواعش وكيف يقتل شاب أباه، وصولا لقتل الشاب المصرى «حسين، محمد فراج» وحرقه حيا مثلما حدث مع طيار أردنى فى حادثة شهيرة منذ أعوام، وعلى الجانب الآخر من الدراما، ينجح مسلسل مثل (فاتن أمل حربي) فى إدخالنا منذ اللحظة الأولى فى قضية البطلة «فاتن، نيللى كريم» وما حدث لها ولابنتيها الصغيرتين ممن كان الزوج والأب «شريف سلامة» بعد الطلاق، وحيث دخلنا معها والطفلتان فى عمليات انتقام وإيذاء مستمر لا نعرف الكثير عن طرقه فى الواقع، ويبدو أن المسلسل قرر أن نعرفها من خلاله. 

أما مسلسل (راجعين يا هوى) فيقدم صراع الماضى مع الحاضر من خلال عودة «بليغ، خالد النبوي» بعد غياب طويل عن مصر وخوف إخوته، وإعلانهم العداء مبدئيًا لفكرة مطالبته بإرثه من أبيهم، قبل أن يفتح فمه للمطالبة! 

وأيضا تيمة الانتقام من قاض رفض رشوة لإصدار حكم لصالح المتهمين فى (ملف سري)، والصراع بين الآباء والأبناء فى مسلسلين (مين قال) و(دايما عامر)، ومن المؤكد أننا سنعثر على أفكار أخرى مهمة، ولكنها تحتاج لوقت.

أفضل مسلسل: الاختيار – فاتن أمل حربي

أفضل ممثل: خالد النبوى – محمد فراج

أفضل ممثلة: نيللى كريم- مادلين طبر. 

 

 

 

مجدى الطيب .. «جزيرة غَمام».. «طحين» بلا «جعجعة»!

 «مَا لِى أَسْمَعُ جَعْجَعَةً وَلَا أَرَى طِحْنًا»، عبارة مأثورة، إذا أردنا تفكيكها لغويًا؛ فإن معناها سماع صوت الرّحى (طاحونة طحن الحبوب)، وهى تدور، لا يعنى، بالضرورة، أنها تُنتج طحينًا أو دقيقًا،  لكن العبارة تحولت إلى مَثل جاهلى يُضرَب للدلالة على كَثْرَةِ الْجَلَبَةِ ، وَالصَّخْبِ ، وَالْوَعُودُ مَعَ قِلَّةِ الَفِعْلِ ، وَالْعَمَلِ ، وَالْإِنْجَازِ.

تذكرت كل هذا، وأنا أتابع الحلقات الأولى من مسلسل «جزيرة غَمام»، الذى كتبه عبدالرحيم كمال، وخشيت أن يكون جَلَبَة وجَعْجَعَةً، ومجرد استثمار لنجاح «القاهرة كابول»، لكن ظنّى خاب؛ فما رأيته، حتى الآن، يُمثل إنجازًا على صعيد الإخراج (حسين المنباوى)، والكتابة (عبدالرحيم كمال)، والأداء التمثيلى المتفوق (أحمد أمين وفتحى عبدالوهاب وطارق لطفى ومعهم رياض الخولى ولبنى ونس)؛ ففى اللحظة الأولى ستُدهشك عبارة «واقع يصنعه الخيال»، لكنك ستُدرك مغزاها، مع امتزاج الواقع والخيال بالفعل؛ وتتساءل عن العلاقة بين «القصير» و«جزيرة غَمام»، وأولاد عرفات، وزيارة السادات للقصير عام 1977؛ لافتتاح مصنع سردين، وزيارته للقدس، لكن لا ينبغى، مُطلقًا، أن تشغلك أسئلة كهذه عن القراءة اليقظة للرسائل، التى يتبنّاها المسلسل، ويُمررها «كمال»، عن التحول من الدولة المدنية إلى الدولة الدينية، وإرهاصة التطرف، وظاهرة «نواب الله فى الأرض»، الذين يتدثرون بعباءة الدين، ويلحون فى المُطالبة بتطبيق شرع الله، بينما هدفهم تضليل الناس، وتحقيق مآربهم الانتهازية الرخيصة. وعلى الجانب الآخر يضع العمل أيدينا على «بروتوكولات» سياسة الاستيطان: «أولها تطاطى، وتانيها تسعى فى خرابها، وتالتها تمسكها من قرونها».. ورسائل عديدة، ستكشف عنها الحلقات المُقبلة من «جزيرة غَمام»، التى تجرى أحداثها، فى الظاهر، عام 1914 أيام الخديو عباس الثانى!

أفضل مسلسل: الاختيار 3. 

أفضل ممثل: أحمد أمين.

أفضل ممثلة: نيللى كريم.

 

 

 

 

علا الشافعى ... خالد النبوى.. بليغٌ حتى النهاية

بعد عرض الحلقات الأولى من المسلسلات الدرامية فى موسم دراما رمضان 2022، يوجد العديد من الأعمال المبشرة على مستوى الموضوعات أو الرؤية البصرية، ومن تلك الأعمال (فاتن أمل حربى، جزيرة غمام، المشوار، دايما عامر، العائدون، مين قال).

ولكن المسلسل الذى يستحق التوقف عنده هذا الأسبوع هو (راجعين ياهوى)، قصة ومعالجة الكاتب المبدع الراحل «أسامة أنور عكاشة»، وسيناريو وحوار «محمد سليمان عبدالمالك»، وإخراج «محمد سلامة»، وبطولة النجم «خالد النبوى»، وعدد كبير من الفنانين ومنهم «نور، أنوشكا، وفاء عامر، وأحمد بدير».

(راجعين ياهوى)، دراما تحمل روحًا مختلفة منذ اللقطة الأولى، فهناك حلاوة البدايات، وبهجة الحكاوى، ونجوم يدركون جيدًا تفاصيل العمل وطبيعة الشخصيات التى يجسدونها، ومخرج يدير كل ذلك بذكاء شديد، ونجم بحجم «خالد النبوى» يعرف جيدًا كيف يغزل تفاصيل الشخصية، وتلك عادته حيث إنه واحد من النجوم القلائل الذين يصعب نسيان أسماء وملامح الشخصيات التى جسّدها فى أعمال مختلفة ويصعب نسيانها «داوود باشا»، فى (حديث الصباح والمساء)،أو «محمود عبدالظاهر» فى (واحة الغروب)، وأيضًا «نديم فخرى»، و«طومان باى»، و«ياسين الجمال»، و«طارق ذهنى» فى (البحث عن علا)، رُغم أنه كان ضيف شرف، ولكن «النبوى» يعنيه دائمًا الأثر الذى يتركه الدور أكثر من حجمه، لذلك فهو أحد أهم عوامل الجذب فى المسلسل ويبدو لى أنه وقع فى غرام شخصية «بليغ أبو الهنا»،التى ينحت تفاصيلها بروح العاشق.. «بليغ» فى السيناريو يملك روح حرة؛ يبحث عن العدل، يخشى الارتباط ببشر أو مكان، وطوال الوقت يقاوم إحساسه بالانتماء يبحث عن النجاح ويرغب فى إثبات تفوّقه، ولكنه دائمًا يجد فشله أمامه.

كل هذه المعانى يجسدها «النبوى» ويتجلى فى أدائها ببساطة ونضج، فهو يعرف كيف تكون مقدمة اللحن وكيف يصل به إلى الذروة. أفضل مسلسل: راجعين يا هوى

أفضل ممثل: خالد النبوى – محمد فراج

أفضل ممثلة: أنوشكا – دينا الشربينى.

 

 

 

طارق مرسى.. عظمة الاختيار

ما أجمل الإبداع عندما يكون فى خدمة الوطن ليقدم لنا دروسًا فى التربية الوطنية .

هكذا تقول حلقات مسلسل الاختيار 3 من أول مشهد وأول «شوت» تصوير.. المسلسل لم يلجأ إلى المقدمات والتمهيد بل «دخل فى الموضوع على طول» بعكس باقى الأعمال الأخرى رغم وجود أكثر من عمل واعد هذا العام.

فى الاختيار لاوقت للاجتهاد والتخمين والخيال، فقد كان الواقع مُرًا فى كل تفاصيله بعد تسلل الجماعة الإرهابية السلطة فى غفلة من التاريخ نفسه لهدم الدولة وتفكيك مفاصلها، وعظمة ثورة ٣٠ يونيو أن جاءت فى التوقيت السليم قبل مرحلة التمكين، وروعة المسلسل أنه يمزج الوقائع والمستندات بالأحداث، بل إنه -أى المسلسل- ينفرد بنشر تفاصيل لأول مرة ليتحول الاختيار إلى مرجعية تاريخية للأجيال المقبلة.

 فى المسلسل المرجعى يُقدم ياسر جلال صولو من العزف المنفرد  بصدق وعبقرية فى شخصية الرئيس عبدالفتاح السيسى وبأداء استثنائى مبهر يعكس إيمانه المطلق بما يقدمه وحسه الرفيع وخبرة السنين، أما أحمد بدير فقد رسم لوحة فنية مبدعة تلخص قيمة وقامة المشير طنطاوى، بينما يصل الثلاثى أحمد السقا وكريم عبدالعزيز وأحمد عز إلى قمة النضج الفنى والتوحد.

وعلى الجانب الآخر فى ذات السياق الدرامى الرمضانى اتضحت قوة أعمال أخرى ستشهد منافسة كبيرة وفى مقدمتها مسلسل «العائدون» لأمير كرارة والرائعة أمينة خليل، وهو الوجهة الآخر للاختيار فى كشف الإرهاب الدولى ومسلسل «ملف سرى» ووصل فيه بطله هانى سلامة مرحلة النضج ومسلسل «فاتن أمل حربى» لنيللى كريم وكالعادة يبدع د.مدحت العدل فى تيتر العمل بصوت أنغام وبلحن رائع للملحن الواعد أحمد جمال العدل. ومسلسل «راجعين يا هوى» لخالد النبوى ويقدم فاصلًا من الأداء السهل الممتنع يُعيد به اسم الكاتب الراحل أسامة أنور عكاشة إلى المشهد الرمضانى بامتياز منذ الحلقات الأولى.. ومازالت المشاهدة مستمرة وفى انتظار الأهداف الذهبية.

أفضل مسلسل: الاختيار 3

أفضل ممثل: ياسر جلال

أفضل ممثلة: أمينة خليل. 

 
 
 

 

 

نـاهـد صـلاح .. اللعبة الحلوة

لا شك أنها لعبة حلوة، هذه التى يتشارك فيها صُناع الدراما، المشاهدون، النقاد.. رُغم توتّر قد يحصل فيها، إذ من الطبيعى أن تختلف وجهات النظر. لعله مدخل يلائم المتابعة الآنية للمسلسلات الرمضانية: نقديًا بالتحليل والتفكيك، وجماهيريًا بمتفرجين لا تفسد الكتابات النقدية ولعهم بالمشاهدة؛ بل أحيانًا تزيدهم حماسًا.

تحمسهم يكون غالبًا للقصة، لكن هذا لا يخفف من تفاعلهم مع الجماليات الفنية الأخرى، فالجمهور الذى يركض وراء (فاتن أمل حربى)، بطلة «إبراهيم عيسى وماندو العدل»، أملًا فى أن يزول عنها الظلم الذكورى، نجده ينجذب إلى صورة «عبدالسلام موسى»، المتوغلة فى واقع مأزوم ينقله «محمد ياسين» مع بطله «ماهر، محمد رمضان» فى (المشوار)، الإيحاء الذى يصنعه التصوير، تحريض على استكمال مشاهدة رحلة البطل.

وكما يشد سحر حكاية «عبدالرحيم كمال» فى (جزيرة غمام) إخراج «حسين المنباوى»، وأجواء خيالية بلمحة تراثية، تتوغل فى عالم الغجر والصحارى، لا بُد من بعض التأمل فى أحوالٍ ذاتية راهنة، بالرجوع إلى قصة لـ«أسامة أنور عكاشة» كتب لها السيناريو والحوار «محمد سليمان عبدالمالك»، كسَفر ضرورى بين مرحلتين، ربما يبدو حضور «عكاشة» حلًا متلهفًا، يعوض غيابه، وربما هذا ما تنبه له السيناريست «عبدالمالك»، فالتقط الحميميات التى تُثبِّت المسار الدرامى للحكاية، فى (راجعين يا هوى) للمخرج «محمد سلامة»، بما يعكس جماليات نص يغوص فى رحلتين، جغرافية وتأملية، مفتوحة على الألم والأسئلة المتأرجحة للأبد.

السياق الروائى فى (الاختيار3: القرار) إخراج «بيتر ميمى»، متناسق، بمناخ إنسانى مشبع بالوقائع ومعنيّ بتحديات كثيرة منها التمثيل، سواء بأدوار رئيسية أو ثانوية أو ضيوف الشرف.

وعمومًا لا تزال المشاهَدة مستمرة، كجزء من اللعبة المثيرة.

أفضل مسلسل: جزيرة غمام

أفضل ممثل: صبرى فواز

أفضل ممثلة: نيللى كريم.

 

 

 

صفاء الليثى.. الكتابة، ثم الكتابة والإخراج

اختيار مهنة بطل العمل، وموقع التصوير، مصنع الملح على أطراف إسكندرية، المنظر بخلفية المراكب والصخور، المكان بطل وضع فيه «محمد رمضان»، وكما توقعت، هو جزء من العمل الذى يلمع بكل تفاصيله، ومع الحلقة الثالثة تم توظيف الزفة الإسكندرانى لتكون متاهة للبطل والبطلة «دينا الشربينى» ومعهما الطفل «رحيم». الحكايات محدودة، الفارق بين عمل وعمل فى كيف تحكى الحكاية، إيقاع العمل واستغلال ما تم زرعه، لقاء الصدفة مع سائق النقل «محمد جمعة»، والاستفادة منه دراميًا وإنسانيًا. 

(المشوار) عمل يحكى بتمهل وتنكشف الحقائق تدريجيًا، متعة فنية تتضافر فيها كل العناصر، «حنان يوسف» وهى تتابع مسلسل ما ككل المشاهدين ترتبط عاطفيًا ببطلة العمل وتوجه لها حديثًا وكأنها إنسانة فى مواجهتها، يسقط الحاجز بين المشاهد والعمل الذى يتابعه، فيتوحد مع أبطاله، المشاهد المصرى الذى يرتاح لمسلسلات الثلاثين حلقة يتعرف ببطء على الشخصيات ويرتبط بمصيرها، يصبحون وكأنهم من بقية أهله، التقط المؤلف هذه التفصيلة ومرت عابرة فى الحلقة الثانية، فنحن لا نزال نفضّل المسلسل الطويل الذى يقربنا من شخوصه وكأنهم جيراننا وأهل حتتنا. بصورة رائعة وإخراج حى وإيقاع منضبط مرت الحلقات الثلاث من (المشوار)، وفى تقديرى أنه الأفضل حتى الآن. 

وهناك عمل مبنى على المواقف الكوميدية بداية من الفكرة المستمدة من واقع ما يحدث فى التعليم فى مصر، مؤسسة تعليمية بها قسم محلى/ناشيونال، وقسم دولى/إنترناشونال، والمفارقات بينهما، الحلقة الأولى ترسم الصورة بموضوعها وطرافة شخصياتها، الهزل من الطلاب والمدرسين، يفجره جدية «ميس زهرة، لبلبة» فى أداء عظيم. نجم المسلسلات «مصطفى شعبان» تم تقديمه فى نهاية الحلقة الأولى بشكل طريف، وصور «مو صلاح» فى غرفته. هذا الخليط من الفكاهة والحركة لعرض ومناقشة هم كل بيت فى مصر، التعليم والانضباط والدروس الخصوصة، مواكبة العمل للتغيرات التى حدثت للتعليم وعدم انفراد البطل بمشاهد المسلسل أمر إيجابى وأنتظر أن يتم إلقاء الصور أيضًا على الآباء ليكتمل أطراف الأزمة بين الطالب والمعلم وأولياء الأمور. 

أفضل مسلسل: المشوار

أفضل ممثل خالد النبوى

أفضل ممثلة لبلبة.

 
 
 

 

رامى عبدالرازق.. اللى يشوفها من فوق!

تدريجيًا نعود فى الموسم الرمضانى الحالى لرؤية ملامح من الشوارع المصرية الحقيقية بعد أن سيطرت الصورة (المغسولة)- الملتقطة بكاميرات الدرون- على شاشة رمضان خلال المواسم السابقة، وذلك ربما عملاً بالجملة الشهيرة لكاتبنا «وحيد حامد»، (البلد اللى يشوفها من فوق غير اللى يشوفها من تحت)! وهو ما يقودنا إلى سؤال بديهى: لماذا كان- ولا يزال- الكثير من صناع الصورة الدرامية يصرون على أن تبدو البلد دى من فوق نظيفة جميلة متطورة! لماذا يهتم صانع المحتوى الدرامى بأن يشاهد البلد دى من فوق رغم أن جزءًا مهمًا جدًا من إنتاجه كما تعلمنا مرتبط بأن (يشوفها من تحت)!

لقد أفقدنا التوجه الخاص بالمشاهدة من أعلى شعورنا بأن ما نراه على الشاشة هو بلدنا الذى نعرفه! وأصبحت الصورة أقرب لظرف المكان الذى يشير إلى البعيد أو إلى (هناك)! هذا الهناك الذى لا تنتمى إليه شرائح كثيرة من الملتقين الذين فقدوا القدرة على التعرف على بلدهم أو بيوتهم أو جيرانهم أو أنفسهم خلال المواسم التى كنا نرى فيها البلد من فوق فقط!

هذا العام ثمة شعور بأن تلك الصورة الباردة عن البلد قد بدأ يشوبها من غبار الواقع الحقيقى وهيئته ما يجعلها تهبط بالدرون  تدريجيًا إلى أرض الدراما الحقيقية، أو المفقودة، ففى أعمال مثل (فاتن أمل حربى) و(المشوار) لم يعد الدرون يستخدم كمسحوق لغسيل صورة البلد، بل لصياغة جمل بصرية تحاول أن تصبح جزءًا من المعنى الدرامى أو الحدث أو البيئة، ويكفينا عبثًا؛ موضة تصوير مسلسلات المناطق الشعبية والعشوائية فى حارات اصطناعية لبنانية! وهى (موضة إجبارية) لأسباب ليس من السهل الخوض فيها، ولكنها مثل كل التقاليع سوف تنتهى سريعًا أو هكذا نتمنى! تمامًا مثل موضة النظرة الفوقية لبلد يحتاج إلى أن يراه فنانوه من تحت ودون فلاتر.

أفضل مسلسل: المشوار

أفضل ممثل: شريف سلامة

أفضل ممثلة: عايدة فهمى.  

 

 

رامى المتولى.. رمضان 2022.. موسم التعافى

فى السنوات القليلة الماضية تأثرت صناعة الدراما التليفزيونية بسبب عدد من العوامل المختلفة، موسم رمضان 2022 يمكن أن نطلق عليه موسم التعافى، سواء على مستوى عدد المسلسلات المنتجة أو على مستوى التنوع فى الموضوعات والنجوم، فهناك أكثر من 25 مسلسلاً تعرض من إنتاج عدد كبير من الشركات الأمر الذى صنع تنوعا كبيرا انعكس على تلبية أذواق المشاهدين.

التنوع لم يكن فقط على مستوى الموضوعات والمنتجين، لكن أيضًا فى اختيارات الممثلين والصناع فى الأعمال المختلفة، لم يكن الأمر حكرًا على النجوم الكبار أو الأسماء اللامعة فقط، بل امتد لمواهب شابة وأسماء صاعدة فى عدد كبير من الأعمال، وهى علامة تعافى مهمة كان لها جذور بنفس التوجه فى الاختيارات فى مسلسلات خارج رمضان مثل (إلا أنا) و(ورا كل باب) وغيرها من المسلسلات القصيرة المتصلة بموضوع واحد، والتى دفعت بعدد كبير من الشباب للبطولة وإظهار مواهبهم.

فى هذا الموسم أيضًا، نشاهد مسلسل مخرج شاب ذي موهبة كبيرة وهو «محمد سلامة» ومسلسله (راجعين يا هوي) ومخرج كبير مشهود له بجودة ونجاح أعماله وهو «محمد ياسين» ومسلسله (المشوار)، وكلا المسلسلين تأكيد على التنوع والاهتمام بالمحتوى وليس فقط ملء فراغ المساحات الزمنية المفتوحة على عدد كبير من القنوات والمنصات والتى يجب أن تضم محتوى فى هذا الموسم الكبير.

النجاح فى موسم رمضان هو ضمان للتواجد أو التميز، نظرًا لكثافة المشاهدة، وهو ما يجرى استغلاله بشكل جيد بعرض الموسم الثالث من مسلسل (الاختيار) وتركيزه هذا العام على كشف المؤامرة التى كانت تدار من قيادات جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية، استمرار هذه الدراما التوثيقية من أكثر نجاحات هذا الموسم وجزء من الدعاية المطلوبة للوقوف أمام سيل الأكاذيب المستمر حتى هذه اللحظة فى عدد من القنوات والصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى التابعة للجماعة الإرهابية.

أفضل مسلسل: جزيرة غمام

أفضل ممثل: أحمد أمين

أفضل ممثلة: حنان مطاوع

 

 

 

محمد سيد عبدالرحيم .. «مين قال» أن الآباء دائما على حق؟!

يعرف صناع الأعمال الدرامية منذ البداية أنهم يقدمون مسلسلات تعرض فى التليفزيون حيث يشاهدها جميع أفراد الأسرة. وهو ما يزداد فى موسم رمضان حينما يجتمع أفراد الأسرة فى جو أسرى ليتناولوا الإفطار والسحور وربما لأكل الحلوى فى المساء بينما يشاهدون التليفزيون أو حتى إحدى المنصات التى تعرض أعمالا درامية. ولذلك نجد الاهتمام الدائم بالمسلسلات التى تتناول المشكلات العائلية وعلى الأخص العلاقة بين الآباء والأبناء.

ومن ضمن هذه المسلسلات مسلسل (مين قال؟!) لـ«جمال سليمان ونادين وأحمد داش» وتأليف «مجدى أمين ومنى الشيمى وعبد العزيز النجار ومصطفى سليمان» تحت إشراف «مريم نعوم» وإخراج «نادين خان».

يتناول المسلسل قصة الشاب «شريف» الذى يريد أن يصبح رائدا للأعمال بينما يريده أبوه أن يلتحق بكلية الهندسة ليكون موظفا.

ربما تكون القصة قد حكيت فى مئات المسلسلات قبل ذلك ولكنها قصة نلمسها كل يوم فى مجتمعنا حيث الأبناء يريدون طريقا مختلفا عن الطريق الذى خطه لهم الآباء. 

ولكن صناع العمل بذكاء شديد اختاروا ألا يرووا القصة بالطريقة التقليدية وأن يستخدموا الطرق العصرية لروايتها ليجعلونها مشوقة مع كل حلقة ومشهد جديد. بداية من تناول موضوع رواد وريادة الأعمال وهم أمر رائج الآن فى العالم كله مرورا بالرؤية الأوسع والأكثر تسامحا فى رسم الشخصيات حيث لكل شخصية مميزاتها وعيوبها حتى الاهتمام الشديد بتفهم قبل عرض عالم الشباب المعاصر الخاص. فأول طريق لحل مشكلات الجيل الجديد يبدأ بتفهمهم وتفهم دوافعهم وأهدافهم.

ورشة «سرد» التى كتبت المسلسل هى نفسها التى كتبت مسلسل (خلى بالك من زيزي) الذى عرض بموسم رمضان الماضى. وفى مسلسل (مين قال؟!)، تستمر هذه الورشة فى عرض قضايا وشخصيات وأحداث شديدة العصرية وبأسلوب أكثر تفهمًا نحتاجه من الكثير من صناع المسلسلات الآخرين الذين ما زالوا يمضغون نفس الطعام بنفس الطريقة التى مضغها من جاءوا قبلهم بسنوات طويلة!

أفضل مسلسل: مين قال؟!

أفضل ممثل: محمد رمضان 

أفضل ممثلة: يسرا   

 
 
 

 

 

مصطفى عمار .. الممثل المصرى..  لا شبيه له

من المبكر جدًا الحُكم على مستوى الأعمال الدرامية المعروضة خلال الموسم الرمضانى الحالى؛ لأن حلقاتها  لا تزال فى بدايتها.. ومن الطبيعى أن تكون بداية الحلقات الأولى من هذه  الأعمال قوية ومشوقة لجذب المشاهدين والنقاد لمتابعة أحداثها.. وربما يكون من الظلم مقارنة أى مسلسل فى النجاح أو نسب المشاهَدة بمسلسل (الاختيار).. فالمسلسل من حلقته الأولى حقق نسبًا كبيرة من المشاهَدة والمتابعة.. ولا يمر يومٌ دون أن يتصدر المسلسل محركات البحث على موقع جوجل أو يحتل حجم التداول الأكبر على موقع تويتر وفيسبوك..  وليس من المنطق أن يتم وضع العمل فى قائمة منافسة واحدة مع باقى أعمال الدراما الرمضانية؛ لأنه  سيحقق نجاحًا كبيرًا لن يحققه أىُّ عمل آخر.. بسبب طبيعة شخصياته وأحداثه..  وما تقدمه للمُشاهد من حقائق ووثائق تكشف لأول مرة بالصوت والصورة..  كيف كانت تدار مصر من قِبَل جماعة الإخوان؟ والدور العظيم الذى قامت به قواتنا المسلحة وأجهزتنها الأمنية فى حماية هذا الوطن.

ولكن  يكفينا  من دراما رمضان، أن نرى  هذا العدد  الكبير من الممثلين المصريين،  الذين يبدعون فى تجسيد الأدوار التى يؤدونها فى معظم المسلسلات التى تعرض سواء على القنوات المصرية أو العربية.. الممثل المصرى أكد خلال هذا الموسم الدرامى، أنه العمود الفقرى لصناعة الدراما المصرية والعربية، وأن أىَّ عمل درامى عربى  مَهما أنفق عليه مليارات، دون أن يتواجد فيه الممثل المصرى، فسيكون أشبه بمن  يبنى  ناطحة سحاب فى قلب صحراء قحطاء، فمصر تمتلك ثروة عظيمة لا يعلم قيمتها الكثيرون، وهى ثروة الممثل والفنان المصرى عمومًا، ولنا كل الحق أن نفخر به، ونعتز بقيمته وقدره وما يقدمه للفن المصرى عبر أكثر من مائة عام سواء سينمائيًا أو مسرحيًا أو  دراميًا، فكل التحية والتقدير له.

أفضل مسلسل: راجعين يا هوى - فاتن أمل حربى.

أفضل ممثل: خالد النبوى.

أفضل ممثلة:نيللى كريم.

 

 

 

 

عبدالله غلوش.. إزاى  تجيب رجل الزبون؟

مع نهاية الأسبوع الأول من شهر رمضان، تقدر تقول بقلب جامد، إن أعمال قليلة جدا هى التى نجحت فى جذب المشاهدين لها من أول يوم عرض.. للأسف عدد ليس بالقليل من النجوم والمخرجين فاهمين أن المشاهد لسة زى زمان وإنه ممكن يتفرج على حلقة واتنين وتلاتة لغاية ما يوصله رسالتك ويقرر بعدها يتابعك باقى الشهر، وفى حقيقة الأمر أن زمن «الفرصة التانية» انتهى خلاص، وإنك لو معرفتش «تجيب رجل الزبون» من أول حلقة، لن يتابعك مرة أخرى، بل سيخرج على صفحاته المختلفة فى مواقع التواصل الاجتماعى ويعلن بشكل صريح أن مسلسلك ضعيف أو لا يرتقى للمتابعة، ممكن يكون معياره فى الحكم غلط، لكن وللأسف مرة أخرى أصبحت أهم أبجديات المشاهدة فى العصر الحالى هى جملة: «سمعنا فلان بيقول إن المسلسل ده حلو أو وحش» وتفضل تلك الصفة ملازمة المسلسل طوال شهر رمضان.

ومن المسلسلات التى نجحت أنها تجيب رجلى بشكل شخصى من أول يوم، (راجعين يا هوى) للنجم «خالد النبوى»، مسلسل سهل وبسيط بدون عُقد أو فزلكة وتشعر وأنت تشاهده إن كل الممثلين فرحانين ومرتاحين بأدوارهم وبمشاركتهم فى المسلسل.

(فاتن أمل حربى) كذلك من المسلسلات التى استطاعت أن تجذب المشاهد من أول حلقة، مسلسل مهم وسيكون له دور كبير فى تغيير وتعديل أكثر من مادة فى قانون الأحوال الشخصية الجديد.

على صعيد الأعمال الكوميدية، خطفنى مسلسل (مكتوب عليا) من أول مشهد، ونجح «أكرم حسنى» فى تقديم عمل اجتماعى محترم يناقش قضية مهمة فى إطار كوميدى جميل يمزج فيه ما بين الإيفيهات وكوميديا الموقف دون ابتزال ودون أن يلجأ للاقتباس أو النحت من «كوميكس» الفيسبوك، كما هو حال معظم الأعمال الكوميدية الفترة الأخيرة. 

أفضل مسلسل: راجعين يا هوى

أفضل ممثل: ياسر جلال

أفضل ممثلة: نيللى كريم