الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد امبابي

«عـاهـرات»السلطان العثمانلى !

«عـاهـرات»السلطان العثمانلى !
«عـاهـرات»السلطان العثمانلى !


أردوغان اليوم ليس أردوغان الأمس.. كان أردوغان يدافع عن الدولة العلمانية أو هكذا كان يقول، لكنه اليوم يدافع عن دولة الخلافة الإسلامية، ورغم تعاونه ومساندته لجماعة الإخوان إلى حد استضافة مؤتمرات التنظيم الدولى واجتماعاته فى بلاده على اعتبار أن بلادهم تقمعهم، فإن حكومة أردوغان هى واحدة من أكثر الأنظمة قمعا للرأى والتظاهرات.
 
نفس الشىء ينطبق على تركيا الخلافة التى يحلم بها أردوغان وتلك التى نشاهدها فى المسلسلات التركية التى تعبر بالطبع عن الحياة فى تركيا، حيث التحرر فى الملابس وفى إقامة العلاقات خارج إطار الزواج وفى شرب الخمر بين الأتراك على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية وهذا حقيقى بالطبع.
 
أردوغان اتخذ مؤخرا عددا من القرارت التى لا تتفق على الإطلاق مع المبادئ التى ادعاها والتى كانت سببا فى إقبال الكثيرين على انتخابه. قرر أردوغان السماح بارتداء الحجاب للنساء وإطلاق اللحى للرجال بمؤسسات الدولة.
 
قد نرى هذا القرار إنصافا وإلغاء للتمييز ومحاولة لتحقيق العدالة، لكن المشكلة فى السبب الخفى وراء هذا الحق الذى يرى أردوغان أنه حرية شخصية، وهو ما يمكن تسميته «عدلنة» الدولة نسبة إلى حزب العدالة والتنمية المنتمى له أردوغان، وهو ما يشبه الأخونة التى كانت حكومة الإخوان تقوم بها داخل المؤسسات المصرية، كما أصدر أردوغان مؤخرا قانونا يحظر بيع الخمور من العاشرة مساء وحتى السادسة صباحا فى بلد سياحى لا ينام.
 
فى المقابل نجد أن تركيا تقنن الدعارة بقوانين وتمنح العاهرات وفتيات الليل رخصة للعمل وهى مهنة تحقق أرباحا كبيرة وتدر دخلا على الاقتصاد التركى.
 
أردوغان الذى يأمل أن يصبح خليفة للمسلمين يأخذ من فتيات الليل أموالا كى يسمح لهن بالعمل بشكل قانونى ودون المساس بهن، كما يأخذ الخليفة المرتقب أموالا من أصحاب بيوت الدعارة لكى تمنحها الحكومة ترخيصا أو يجدد تراخيصها.
 
الأكثر من ذلك أن وزارة الصحة التركية مسئولة عن مراقبة هذه البيوت وإجراء الفحوصات الطبية الدورية على العاهرات اللاتى يعملن بها لحمايتهن من الأمراض التى تنتقل عبر العلاقات الجنسية.. صحيح أن حكومة أردوغان تضيق الخناق الآن على بيوت الدعارة الجديدة إلا أنها لم تغلق القديمة إلا فيما ندر وبقرار محكمة نتيجة لمخالفة القانون وليس لأسباب أخلاقية لا سمح الله.
 
ويسعى العاملون فى مجال الدعارة فى تركيا إلى إنشاء اتحاد للدفاع عن حقوقهم على غرار الأرجنتين وهولندا، ويبلغ عدد العاملين بالدعارة والمسجلين لدى الحكومة التركية بالفعل نحو ثلاثة آلاف وخمسمائة، بينما يؤكد المسئولون بغرفة التجارة بأنقرة أن هناك حوالى مائة ألف شخص يعملون بالدعارة دون ترخيص.
 
ويطالب هؤلاء المجتمع بالاعتراف بحقوقهم لأنهم سيؤدون عملهم فى جميع الأحوال، كما نظم العاملون بالدعارة فى تركيا مسيرة فى مارس الماضى تزامنا مع اليوم العالمى للعاملين بالدعارة.
 
أما الملاهى الليلية فى تركيا فهى كثيرة والفقرة الرئيسية فيها هى الرقص الشرقى، وجميعها تقدم الخمور بأنواعها سواء تركية أو مستوردة. الكارثة الحقيقية أن هناك ملاهى يرقص فيها الرجال. يقدم الرجال فى بعض أشهر الملاهى التركية رقصا شرقيا مثلما ترقص النساء تماما. ويلبس الرجال العاملون بالرقص الشرقى سروالا أسود فضفاضا ويغطى وجهه بوشاح شفاف بينما يزين رأسه بسلاسل ذهبية، هذا بالإضافة إلى عروض الاستربتيز الموجودة كفن بشكل هامشى، ولكنها غير ممنوعة.
 
وهكذا نرى حزبا إسلاميا ورئيسا يدعو للخلافة الإسلامية، ولكنه يحكم دولة تبيح الخمر وممارسة الدعارة والرقص الشرقى للنساء والرجال. فأردوجان رجل يدعو إلى الحجاب، بينما تحصل حكومته على ضرائب من بيوت الدعارة المقننة، ويحاول أردوغان إقناعنا بأنه من أجل الدين الإسلامى يحظر بيع الخمر ليلا، لكنه فى المقابل يسمح بعروض الاستربتيز وإنشاء اتحاد للعاملين بالدعارة. أردوغان رجل يقمع مظاهرات المعارضة ويرحب بمظاهرات اليوم العالمى للعاملين بالدعارة. أردوغان يحلم أن يكون خليفة إسلاميًا بنكهة علمانية.