الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري
رئيس مجلس الإدارة
هبة الله صادق
رئيس التحرير
أحمد الطاهري

أسرار العقاب الأمريكى للـخـليــج بالتحـــالــف مع إيـــران!

أسرار العقاب الأمريكى للـخـليــج بالتحـــالــف مع إيـــران!
أسرار العقاب الأمريكى للـخـليــج بالتحـــالــف مع إيـــران!


إدارة باراك أوباما تعتمد فى سياساتها فى المنطقة العربية على نظرية الأوانى المستطرقة، فبعد أن منيت الولايات المتحدة الأمريكية بالفشل الذريع فى مصر بخروج الشعب المصرى فى 30 يونيو، واقتلاع الحليف الإخوانى من سدة الحكم، اتجهت أمريكا شرقا إلى الورقة الإيرانية للضغط على دول الخليج، خصوصا المملكة العربية السعودية و الإمارات العربية المتحدة والكويت، بسبب مواقفها الصلبة، ودعمها خيار الشعب المصرى، لذا جاء الاتفاق النووى بين الغرب وإيران فى جنيف، ليهب إيران نصرا، ويمنحها ما كانت تريده، رفع جزء من العقوبات والإبقاء على برنامجها النووى الذى يمكنها من صنع قنبلة نووية، لتنضم إيران إلى النادى النووى، وتتحول إلى لاعب رئيسى يشارك فى رسم خارطة المنطقة، وقوة إقليمية حليفة لواشنطن تساعدها فى استنزاف دول الخليج وتدعمها فى مواجهة روسيا والصين.
 
فلم تعد إيران عدوا، ولا أمريكا الشيطان الأكبر، ولن يكون مفاجئا إن عاد التحالف الاستراتيجى الإيرانى الأمريكى الإسرائيلى، الذى تشكل بعد الانقلاب الأمريكى على الرئيس محمد مصدق عام .1953
 
ثمة يقين وقناعة لدى أهل الخليج، أن إيران هى المستفيد الرئيسى والأوحد من كل المغامرات الأمريكية فى المنطقة، فبعد حرب طويلة مع العراق لم تستطع أمريكا أن تحقق فيها نصرا، تظهر إيران اليوم هى اللاعب الرئيس المؤثر فى العراق، كما قال الأمير سعود الفيصل وزير خارجية المملكة العربية السعودية بأن نتيجة الحرب الأمريكية على العراق كانت تسليمه إلى إيران، وبدورنا نتساءل : هل اتفاقية جنيف تفضى إلى تسليم دول الخليج إلى إيران أيضا؟، وتكون بمثابة طوق نجاة لنظام بشار الأسد ليعود وينتقم ممن انحازوا الى الشعب السورى وناصبوه العداء من دول الخليج ويشكل تهديدا مباشرا لأمن جزيرة العرب، لاشك أن الاتفاق الغربى مع إيران يتيح مساحة أكبر لإيران ويطلق يدها أكثر فى المنطقة، والتاريخ يؤكد أن الحكومة الإيرانية لديها أجندة وطموحات توسعية فى المنطقة، وبرغم البيان الصادر عن مجلس الوزراء السعودى الاثنين الماضى، برئاسة الأمير سلمان بن عبد العزيز، ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، الذى أكدت فيه الحكومة السعودية أن الاتفاق النووى بين أمريكا والغرب من جهة، وإيران من جهة أخرى يمكن أن يشكل خطوة أولية فى اتجاه التوصل لحل شامل للبرنامج النووى الإيرانى، إذا صدقت النوايا، إلا أن البيان المشروط فى حقيقة الأمر من وجهة نظرى، يخفى قلقا واضحا وريبة من سلوك الإدارة الأمريكية التى تشارك إيران التربص بدول الخليج ومحاولة الهيمنة على ثرواتها النفطية، كما أن دول الخليج على يقين تام من السياسات الإيرانية التى ما تفتأ أن تتدخل كلما سنحت لها الفرصة فى الشئون الداخلية لدول الخليج مثلما فعلت فى البحرين والكويت، بل وتمويلها وتحريضها لبعض الشيعة الموالين لها لإثارة الاضطرابات والقلاقل فى دول مجلس التعاون الخليجى.
 
ثمة مخاوف أخرى خلفها الاتفاق النووى، منها أنه سوف يشرع الباب واسعا وعلى مصراعيه أمام دول فى المنطقة مثل مصر وتركيا والسعودية والإمارات لمحاولة امتلاك سلاح نووى لفرض توازن للقوى وهو مطلوب فى مواجهة كل من إيران وإسرائيل، المؤشرات تدل على أن بعض دول المنطقة سوف تدخل فى سباق محموم لامتلاك القنبلة النووية