«الحيزبونة البيضاء» تدير «المحلولة»!

مرفت الحطيم
على طريقة الإرهابية الشهيرة «الأرملة البيضاء» تدير «المحلولة» العديد من زوجات مساجين الجماعة، فى مقدمتهم زوجة خيرت الشاطر و«أم أيمن» وبعدهما قائمة من النساء «نجلاء» أو أم أحمد زوجة مرسى، وجيهان الحلفاوى، وعفاف السيسى زوجة العريان!ظهورهن على السطح يكشف دورهن عندما أعلنت أجهزة التحقيق بدولة الإمارات عن بدء قيامها بالتحقيق مع عدد من القيادات النسائية التى تنتمى لجماعة الإخوان المسلمين بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم، وهو ما فتح الباب للعديد من علامات الاستفهام حول حقيقة هذا التنظيم وتاريخه وأهدافه وهيكله التنظيمى.
وقد كشف تقرير مفصل للمركز العربى لدراسات الحركة الإسلامية - لائحة التنظيم الداخلية، كما كشف عن أسماء وأعضاء فى أكثر من 20 دولة حول العالم، منها 15 دولة عربية، ورغم نفى الجماعة له فى ذلك التوقيت فإن إعلان الإمارات عنه أعاد فتح الملف مرة أخرى.
ووفقا للتقرير فإن لائحة تنظيم الأخوات التى أقرها مكتب الإرشاد وشورى الجماعة، تنص على أن «جهاز الأخوات المسلمات يختص بالتخطيط لتنفيذ التوجهات العالمية للجماعة فيما يخص المرأة ومتابعة آلياته، إلى جانب دعم الجهات القائمة على التنفيذ، سواء فى دول أو أجهزة أخرى.
ووفقا للتقرير فإن التنظيم يستهدف توحيد تصور جميع دول العالم حول المفاهيم الخاصة بالمرأة ومكانتها، ووجوب عملها الدعوى على جميع المستويات، كما جاء فى رسالة الجماعة «المرأة فى المجتمع المسلم وتربيتها إسلاميا فى مراحل العمر المختلفة».
وأشار إلى أن «التنظيم النسائى» يتكون من مسئول مختص بالتواصل مع مكتب الإرشاد، وعضو آخر يختاره المكتب ليكون نائبا لرئيس تنظيم الجهاز، إلى جانب اللجنة العليا، والتى تتكون من أمانة التنظيم وممثلى المكاتب الجغرافية.
وأوضح التقرير أن أبرز أعضاء التنظيم فى مصر هن: «نجلاء محمود زوجة المتهم محمد مرسى، وفاء مصطفى مشهور، ابنة مصطفى مشهور مرشد الجماعة الأسبق، جيهان الحلفاوى زوجة القيادى الزعفرانى، ومنال أبوالحسن أمين المرأة بحزب الحرية والعدالة بالقاهرة، وعفاف فضل السيسى زوجة الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، إلهام سعد عبدالبصير زوجة محيى حامد عضو مكتب الإرشاد، نهلة محمد اللهيطة يوسف، زوجة عمرو دراج أمين عام حزب الحرية والعدالة بالجيزة، كاميليا حلمى محمد محمد، زوجة القيادى سراج الدين اللبودى والمتهم فى قضية التنظيم النسائى الدولى عام 2002 عايدة محمد مدبولى على زوجة أحمد محمود محمد إبراهيم عضو المكتب الإدارى بالسويس، وفاء مختار مصطفى حبيب، زوجة القيادى محمد هشام مصطفى الصولى بمحافظة الإسماعيلية، هناء محمد عبدالسلام، خديجة حسن عبدالله على، زوجة حامد محمد شعبان القيادى الإخوانى، أسماء سعد الدين لاشين، وهى ابنة مسئول الجماعة فى محافظة الشرقية، مكارم الديرى، مرشحة الجماعة لمجلس الشعب عام 2005 عن دائرة مدينة نصر، وهى زوجة عضو مكتب الإرشاد إبراهيم شرف، عزة محمد حمدى، زوجة القيادى الإخوانى إيهاب إبراهيم محمد.
الوقت الحالى ونظرا للظروف التى تمر بها جماعة الإخوان المسلمين ووجود قادتها فى السجون مما شكل نقصا شديدا فى عدد رجالها بدأ تنظيم الأخوات فى التحرك الآن ليس على الصعيد الدولى فقط بل على الصعيد الداخلى أيضا؛ فمنهن من تقود التظاهرات ومنهن من ترأس الاجتماعات الأسبوعية ومنهن من تقوم بزيارات القادة فى السجون لتتلقى الأوامر.
ويعتبر تنظيم الأخوات هو الأخطر فى الجماعة حيث يأتى بعد الجهاز السرى مباشرة؛ ويختص هذا الجهاز بتجنيد وتنظيم وإعداد الفرع النسائى للجماعة؛ و يحيطه قادة المحظورة بالسرية لأن أغلب عضواته من المتزوجات أو ممن لهن صلة عائلية أو قرابة بالقيادات العليا للتنظيم. وفكرت المحظورة فى إنشاء هذا الجهاز بعد تضييق الخناق عليها ؛ فبدأ قادتها يفكرون فى الدفع بالعنصر النسائى إلى العمل العام مما أصبح للمرأة دور أساسى فى التنظيمات السرية؛ خاصة عندما تستخدمهن المحظورة فى نقل التكاليف بين الأعضاء بعيدا عن الرقابة الأمنية.
وتعتمد المحظورة على هذا التنظيم فى تجنيد عناصر جديدة، ونشر الفكر الإخوانى وذلك عن طريق التغلغل فى الجامعات والمدارس والمنازل.. ويختص هذا الجهاز بالتخطيط لتنفيذ التوجهات العالمية للجماعة؛ ومتابعة تنفيذه على مستوى الدول، ودعم اتخاذ القرار مع مكتب الإرشاد العالمى فيما يخص مجالات عمل المرأة؛ ويتولى الجهاز - الذى يتكون من أكثر من 40 قسما على مستوى الأقطار - عدة مسئوليات يأتى فى مقدمتها وضع الخطط لعمل الأخوات على مستوى التنظيم الدولى ومتابعة تنفيذها، كما يقوم بالإشراف على وضع ومتابعة الخطط العلمية لنشاط هذا الجهاز فى الدول المختلفة.
كما يقوم التنظيم النسائى الدولى بعمل بعض المشروعات الدولية للانتشار، وتمرير أفكار المحظورة إلى صناع القرار فى الغرب ولكن بشكل غير مباشر، وكأنها مطالب نسائية عامة؛ أما عن الانتشار الإقليمى داخل الدول فيتم عن طريق الجامعة والمدن الجامعية والمعاهد من خلال مشروع «الإسلام هو الحل ومشروع الصفوة الطلابية».
وبالرغم من أن حسن البنا كتب فى البدايات موقفه الدينى تجاه المرأة ومكانتها، فكان فيه يرصد تأثيرها الاجتماعى الذى سارت عليه جماعته لاحقا وفيه أيضا تقليل من شأن المرأة، فيقول فى : «المرأة نصف الشعب، بل هى النصف الذى يؤثر فى حياته أبلغ التأثير، لأنها المدرسة الأولى التى تكون الأجيال وتصوغ الناشئة، وعلى الصورة التى يتلقاها الطفل من أمه يتوقف مصير الشعب واتجاه الأمة» ومع هذا الوعى بدور المرأة الحركى فقد كان لديه هاجس بالجدل حول مكانتها فقال: ومن حسن التأديب أن يعلمهن ما لاغنى لهن عنه من لوازم مهمتهن كالقراءة والكتابة والحساب والدين والتاريخ - تاريخ السلف الصالح رجالا ونساء - وتدبير المنزل والشئون الصحية ومبادئ التربية وسياسة الأطفال، وكل ما تحتاج إليه الأم فى تنظيم بيتها ورعاية أطفالها ؛ ليست المرأة بحاجة للتبحر فى اللغات والدراسات الفنية الخاصة، فستعلم عن قريب أن المرأة للمنزل أولا وأخيرا.
وهذا الرأى الأخير المحتقر لمكانة المرأة لدى مؤسس الجماعة غلبه عليه لاحقا وعيه الحركى بدورها فى خدمة التنظيم، فسعى لضم «جماعة السيدات المسلمات» التى كانت ترأسها زينب الغزالى لتصبح تحت شعار الإخوان المسلمين ومع رفض زينب الغزالى المتكرر قرر إنشاء «تنظيم الأخوات المسلمات» الذى يختص بعالم المرأة ، ويستقطب فيه قدر ما يستطيع، وذلك ضمن خريطة تشمل عدة تنظيمات أنشأها كانت تتعلق بتقوية جماعته وتعزيز نفوذها سياسيا واجتماعيا وعسكريا.
وإذا كان المال عصب الحياة، فقد أثبت تنظيم الأخوات المسلمات قدرة واضحة منذ البدايات على النجاح فى جمعه وتطورت آليته لاحقا لعملية أكثر تعقيدا، وتم تصدير هذا التنظيم بمهامه المتعددة إلى كثير من الدول العربية وبخاصة فى دول الخليج حيث النفط والمال.
وتطور التنظيم النسائى فى أدواره من خلال مسيرة الجماعة ويأتى على رأسها توظيف هذا التنظيم لمساعدة الجماعة وعناصرها الذكور فى لحظات المواجهات السياسية والأمنية، فكان يتم استغلالهن فى عمليات دعمٍ لوجستية من جمع المال إلى نقل المعلومات إلى عمليات الإيواء والتستر وغيرها وهذا التوظيف للمرأة تنظيميا وصل لجماعات العنف الدينى كجماعة القاعدة التى أسرفت فى استخدام النساء على نفس النهج «الإخوانى».
إن استخدام العنصر النسائى المنظم فى مثل هذه العمليات الخطرة يأتى ضمن منهج الاستغلال «الإخوانى» الأشمل، فلطالما أتقن «الإخوان» هذا المنهج الاستغلالى، سياسيا فى الداخل والخارج، ففى الداخل استغلوا كل التيارات المفارقة، وخارجيا استغلوا كل الدول التى حمتهم أو تحالفت معهم، ودينيا فقد استغلوا كل ممكنات الخطاب الدينى الذى يتبنونه ووجهوه لخدمتهم، فأدخلوا الدين وسيسوه، واعتقلوا بذلك أذهان كثير من أتباعهم والمتأثرين بهم.
وفى هذا السياق وأثناء اعتقالات «الإخوان» فى منتصف الخمسينيات كانت فاطمة عبدالهادى تقوم بالكثير من الأدوار اللوجستية السابقة الذكر، وتروى قصة جديرة بالذكر، وهى أنها أثناء الاعتقالات والمطاردات لعناصر الإخوان «فوجئت بأربعة من الرجال أحاطوا بنا على باب بيتنا مثلما تحيط الشبكة بصيدها، ونادى أحدهم على مخبر الحراسة الخاص بأنور السادات (الذى كان يسكن فى نفس العمارة) ليحضر تاكسى؛ وناديت بأعلى صوتى: إنزل يا أنور يا رئيس المؤتمر الإسلامى، أَجر امرأة جارة لك؛ وإذ بأنور السادات ينزل من السلم؛ وللحق فقد كان فى الرجل مروءة وبدا عليه الاستياء فطلب منهم عدم التعرض لى ونادى على أحد الضباط وقال له: انظر ماذا تريد الست وافعله».
دوليا يضم تنظيم الاخوات فى الأردن عايدة المطلق، وعبير فرعون، ونائلة نجيب الرشوان «أم البراء» زينب عبدالعزيز، سهير جلبانة، مها كامل الشريف، كوثر الجابر، زهير الزميلى، حنان إبراهيم ، فدوى الغيدى؛ وفى قطر فاطمة فخرو، حسن سيد أحمد، أمينة الجابر، وفى السعودية سهير قرشى، بدرية المطوع، آمال نصير، سناء عابد، محاسن حمودة، سعاد الجار الله، محمد النجيفى، صالحة محمود عابدين، فاطمة نصيف داعية إسلامية وأستاذة فى كلية الشريعة بجامعة أم القرى. فى إيران: السيدة أزام، وفى لبنان رنا سعادة.. وفى فرنسا: أم حاتم، وفى دولة الكويت: شيرين العلمى، وهيفاء أبوغزالة، مريم العوضى؛ وفى اليمن: بلقيس الشارى، فوزية العشماوى رئيس منتدى المرأة الأوروبية المسلمة، ابتسام الظفروى ناشطة إسلامية فى مؤسسة الصالح. وفى إنجلترا: سها الفاروقى، عائشة ليمو، ريحانة صادق. وفى السودان: خديجة أبوالجاسم، مروة جاكتون. وفى الإمارات: ميثاء الشامسى، نور السويدى؛ وفى المغرب: فاطمة خليل أم نوفل، بتول محيى الدين، فاطمة عمر.
وفى ماليزيا شريف أمنية، وفى الهند تسنيم شيخ سهيل. والمبادئ والأسس التى يقوم عليها الجهاز تنقسم إلى عدة مجموعات منها ما يختص بالجانب التربوى ونشر الدعوة، ونشاط الأخوات الطلابى وتفعيل دورهن فى مجال العمل سواء داخل المدارس أو الجامعات، بالإضافة إلى توجيه الطالبات نحو قطاعات تعليمية وعلمية محددة تخدم مصلحة «المحظورة» فقط منها كليات الاقتصاد والعلوم السياسية، الإعلام، رياض الأطفال، التربية، الآداب، مجالات الأمومة والطفولة.
وأخطر قسم أو لجنة داخل تنظيم الأخوات هى لجنة «الزهراوات» وهى أخطر اللجان التى تهتم داخل تنظيم الأخوات باستقطاب من هن فى سن الطفولة مثل تلميذات المرحلتين الابتدائية والإعدادية بينما يليها فى الأهمية لجنة «الفتيات» وهى لجنة متخصصة فى استقطاب طالبات المرحلتين الثانوية والجامعية لمحاولة إصباغهن بفكر الجماعة وأدبياتها ثم ضمهن بعد ذلك للمستويات الأخرى التى تتبع لجنة التربية والأسر ا.
وفى مرحلة الجامعة يتم دمج نتاج هاتين اللجنتين داخل كيانات الإخوان الناشطة فى الجامعات حيث يكون لكل كلية لجنة تديرها إحدى الأخوات المنتميات للكلية وتشرف عليها أخت من خارج الكلية وغالبا هى زوجة للمسئول عن أنشطة الإخوان بالنسبة للشباب داخل الكلية والمكلف بذلك من قبل الجماعة. ويضم مكتب الجامعة الأخوات المسئولات عن الكليات، ومسئولة هذا المكتب هى زوجة لمسئول الجامعة داخل تنظيم الإخوان.
ووفقا لتصريحات سابقة للدكتورة أمانى حسن مسئولة أخوات جامعة القاهرة العام الماضى بأن مشاريع الزهراوات فى المناطق مكملة للنشاط الطلابى فى الجامعات وأن نتاج جماعة الإخوان من مشاريع الفتيات الصغيرات قوى جدا؛ ويتم الاستفادة منهن وربطهن فيما بعد بالنشاط الطلابى؛ وأن اللجنة استقبلت فى العام الماضى أكثر من 70 فتاة.
وقد أشار مصدر أمنى إلى أن الجماعة قررت مؤخرا مشاركة الأخوات فى المعسكرات خلال الفترات الماضية، وكان هدفها الأساسى تجهيز الأخوات نفسيا وذلك فى إطار خطة الجوانب التربوية ولم تكن بهدف التصعيد لمستويات أخرى، وقد أقيمت بمدينة الإسكندرية وتم تأمين المعسكر بشكل قوى خلال فترة رئاسة المعزول مرسى عن طريق اتفاق الجماعة مع شركات حراسة أمنية خاصة لتأمين الفتيات؛ وكشف المصدر نفسه عن أنه فى بداية شهر أكتوبر الحالى قامت عزة أحمد توفيق زوجة خيرت الشاطر بتجنيد فتيات من سوريا وحماس وكانت تمدهم بالأموال للتدريب عن طريق فتاة تدعى عبير حمدى، قامت بإرسالها إلى سوريا وغزة وتدربت مع كتائب القسام للتعامل مع الأسلحة وتصنيع القنابل والألغام، والمثير للدهشة أنها عادت واتخذت من مدرسة الفتح ببنها والمملوكة للقيادى الإخوانى محسن راضى، لتدريب الفتيات على استخدام القنابل والأسلحة، وتم القبض على سوريات وفلسطينيات من حماس وهربت فتيات أخرى مع المدعوة عبير حمدى، وقوات الأمن تكثف جهودها من أجل البحث عنها.
واعتمد قسم الأخوات بعض المناهج التربوية التى يتم من خلالها تصعيد الفتيات للمستويات التنظيمية المختلفة مثل «محبة» و«مؤيدة» و«منتسبة» وهى نفس المناهج التربوية المقررة لمعظم عناصر الجماعة مثل مبادئ الإسلام و«فى رحاب الله»، لكن يزيد عليها كتاب «دور المرأة المسلمة» لجمعة أمين، ومن قبل كان كتاب «فى رياض الجنة».